البحوث الكمية

تعد البحوث الكمية هي أحد تصنيفات وأنواع البحث العلمي، فهناك العديد من التصنيفات  للبحوث العلمية، وعلى الرغم من تقسيم البحوث العلمية للعديد من الباحثين والكتَّاب إلى بحوث أساسية نظرية وأخرة تطبيقية عملية، ظهرت العديد من التصنيفات للبحوث العلمية من خلال العديد من الأبحاث والدراسات التي أُجريت من قِبَل العديد من المهتمين بالبحث  العلمي، ويمكن أن تتبلور فكرة تصنيف البحوث  العلمية إلى ثلاثة محاور أو ثلاثة اتجاهات هي كالآتي:

1. المحور الأول: البحوث الكمية والبحوث النوعية.
2. المحور الثاني: بحوث العلوم الإنسانية وبحوث العلوم الصرفة والتطبيقية.
3. المحور الثالث: البحوث الأساسية والبحوث الطبيعية والبحوث الاجتماعية.

من خلال هذا المقال سوف نتعرف سوياً على أحد أنواع هذه البحوث وهي البحوث الكمية وذلك من خلال عدة نقاط وهي:

1. تعريف البحوث الكمية.
2. اهم مناهج واستراتيجيات البحوث الكمية
3. أهم خصائص البحوث الكمية.

وهي نوع من البحوث العلمية التي تفترض وجود حقائق اجتماعية موضوعية منفردة ومعزولة عن مشاعر ومعتقدات الأفراد، وتعتمد غالباً على الأساليب الإحصائية في جمع البيانات وتحليلها.

تشتمل البحوث الكمية على ثلاثة أنواع من البحوث وهي (البحث المسحي الوصفي، البحث التجريبي ،والمنهج المقارن):

وهو عبارة عن تجميع منظم للبيانات المتعلقة بمؤسسات إدارية أو علمية أو ثقافية أو اجتماعية كالمدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى، حيث تتعلق البيانات المجمعة من هذه المؤسسات بأنشطتها وعملياتها وإجراءاتها، وكذلك تتعلق بخدماتها المختلفة، وذلك خلال فترة زمنية معينة ومحددة يقوم بتحديدها الباحث وفقاً لطبيعة البحث، كما يعتبر المنهج المسحي هو أكثر البحوث الكمية استخداماً، في العديد من المعارف والموضوعات وذلك كونه عبارة عن منهج وصفي يعتمد عليه الباحثون في الحصول على بيانات ومعلومات وافية ودقيقة، تعكس الواقع الاجتماعي والحياتي الذي يؤثر في كافة الأنشطة الإدارية والاقتصادية والتربوية والثقافية والعلمية، وتساهم هذه البيانات بشكل كبير في تحليل الظواهر محل الدراسة.

وينقسم المنهج المسحي إلى أربعة مناهج وهي:

1. المسح الوصفي: ويقصد به وصف الظاهرة وتحديدها وتبرير الظروف والممارسات لحدوثها أو القيام بالتقييم والمقارنة.
2. المسح الارتباطي: وهو يدرس العلاقات الارتباطية بين المتغيرات.
3. المسح التنبؤي: وهو المسح الذي يحاول وضع تنبؤات مستقبلية مبنية على حقائق الواقع الحالي.
4. المسح التطوري: وهو الذي يقوم بدراسة أنماط ومراحل نمو أو تغير الظاهرة عبر الزمن.

يهدف المنهج المسحي الوصفي إلى تحقيق العديد من الأهداف من أهمها الآتي:

• محاولة جمع البيانات والمعلومات الوافية عن مجتمع محدد أو مجموعة من الأفراد في المؤسسات المعنية بالبحث والدراسة.
• استخدام أداة البحث والتي يعتبر الاستبيان من أهمها بكفاءة لجمع البيانات والمعلومات المطلوبة.
• القيام بتحليل البيانات المجمعة على أساس سياقات متعارف عليها والتي تكون في الغالب عبارة عن سياقات إحصائية ومناسبة.
• وصف ما يجري والحصول على حقائق عن طريق تحليل البيانات المجمعة تكون ذات علاقات ما بمؤسسة أو إدارة أو مجتمع معين وتوضيح هذه البيانات في نتائج البحث.
• إمكانية الخروج بمجموعة من المقترحات والتوصيات العملية التي يمكن أن تسترشد بها السياسات الاجتماعية والإدارية.
• يحاول الباحث في الدراسات المسحية الوصفية تحديد وتشخيص المجالات التي تشتمل على المشاكل والتي تحتاج إلى إدخال تحسينات عليها.
• تستخدم الدراسات المسحية التنبؤ بالمتغيرات المستقبلية فضلاً عن إيضاحها للتحولات والتغيرات الماضية.

توجد العديد من التعاريف الخاصة بالمنهج أو البحث التجريبي، ومن ضمنها أن البحث التجريبي هو تغيير متعمد ومضبوط للشروط المحددة لواقعة معينة وملاحظة التغييرات الناتجة في هذه الواقعة ومن ثم تفسيرها، ومن خلال هذا التعريف نجد أن البحوث التجريبية غالباً ما تجرى في المختبر وتبحث في كيف ولماذا تتكون الأشياء أو تتداخل مع بعضها البعض

يختص المنهج التجريبي بعدة خطوات تميزه عن غيره من المناهج الأخرى، يجب على الباحثين الاهتمام بها واتباعها عند استخدام المنهج التجريبي في البحث العلمي الخاص بهم وهي كالآتي:

• يجب تحديد أهمية البحث وأهدافه والتعرف الجيد على مشكلة البحث وتحديد معالمها.
• صياغة الفرضية أو الفرضيات واستنباط ما يترتب عليها من متغيرات مستقلة ومتغيرات تابعة.
• وضع الباحث لتصميم تجريبي يحتوي على جميع البيانات وعلاقتها وشروطها  وذلك يتطلب من الباحث القيام ببعض الأشياء وهي( اختيار عينة غالباً ما تكون عشوائية ممثلة لمجتمع الدراسة، الحرص على تصنيف المفحوصين في مجموعات متجانسة، تحديد العوامل غير التجريبية وضبطها، تحديد وسائل ومتطلبات قياس نتائج التجربة والتأكد من فاعليتها وسلامتها، القيام باختبارات أولية استطلاعية بغرض استكمال النواقص والقصور، تحديد مكان التجربة ووقت إجرائها والانتهاء منها).
• قيام الباحث بالتجربة المطلوبة فعلياً.
• تطبيق اختبار دلالة مناسبة لتحديد مدى الثقة المتوفرة في نتائج التجربة والدراسة.

يقصد به المقارنة والمقايسة بين ظاهرتين عادة وأحياناً أكثر من ظاهرتين وذلك بغرض التعرف على أوجه الشبة وأوجه الاختلاف بينها، ففي البحث المقارن يقوم الباحث بالاهتمام بالظاهرة أو حادثة ما تكون موضوع الدراسة ويقوم بجمع المعلومات الوافية والكافية والعميقة والخاصة بموضوع البحث، كما ينبغي في البحث المقارن أن تكون هناك معلومات عن أوجه شبه وأوجه الاختلاف في الظواهر والحوادث المطلوب دراستها.

يتطلب المنهج المقارن قيام الباحث باتباع عدة أمور هامة تتمثل في الآتي:

• مقارنة ظواهر وأحداث تستنبط منها معلومات قابلة للمقارنة.
• تكون المقارنة عادةً بين حالتين أو ظاهرتين أو اكثر من ظاهرتين في بعض الأحيان.
• يجب على الباحث أن يتجنب المقارنات السطحية، وأن يتعرض إلى الجوانب الأكثر عمقاً، لغرض فحص وكشف طبيعة الواقع المدروس وعقد المقارنات الجادة والعميقة.
• يجب أن تكون المقارنة مقيدة بعاملي الزمان والمكان فلابد أن تقع الحادثة الاجتماعية في زمان ومكان يستطيع الباحث مقارنتها بحادثة مشابهة وقعت في زمان ومكان آخرين.
• في المقارنة تتم عن طريق المنهج المقارن، قد تكون أوجه الشبة أكثر من أوجه الاختلاف، أو العكس فتكون في ذلك الوقت مقارنة مغايرة.

في المنهج المقارن يحاول الباحث تحديد أوجه الشبة وأوجه الاختلاف بين ظاهرتين وباتجاهات مختلفة، لذلك تأخذ المقارنة أنواع وأشكال متعددة من أهمها:

• مقارنات واسعة المعالم: يطلق عليها علماء علم الاجتماعي اسم (الماكرو سيسيولوجيا) ويقصدون بها مقارنات واسعة مثل المقارنات بين المجتمعات الإنسانية ببعضها البعض، أو مقارنة ظاهرتين في مجتمعين مختلفين آخذين في الاعتبار وجود مجموعة من المظاهر والنظم في مجتمع ما، بينما لا تؤدي الظاهرة نفس الوظيفة في مجتمع آخر، أو أنها لا تؤديها بالدرجة ذاتها.
• مقارنة على المستوى الأقل والنطاق الأضيق: ويطلق عليها علماء علم الاجتماعي اسم (الميكرو سيسيولوجيا) وهي مقارنة في مجتمع واحد، ولكن بين طبقات أو فئات أو مؤسسات مختلفة في مستوى تحضر معين والفئات الريفية من نفس المجتمع أو البلد.
• مقارنة المجتمعات الإنسانية عبر عصور مختلفة: هي مقارنة تعقد عن مقارنة عصر ما بالمجتمعات الإنسانية نفسها ولكن في عصر سابق آخر والغرض من هذه المقارنة التعرف على مدى التقدم والتطور في كل عصر من عصور هذا المجتمع.

توجد العديد من الخصائص التي تتميز بها البحوث الكمية عن غيرها من البحوث الأخرى من أهمها الآتي:

• يتبنى البحث الكمي نظرة تفترض وجود حقائق اجتماعية موضوعية معزولة عن مشاعر ومعتقدات الأفراد، ويتم قياسها بأدوات مناسبة تتوفر فيها الخصائص الأساسية من صدق وثبات.
• تهدف البحوث الكمية إلى اختبار بعض الفرضيات التي تتعلق بوصف واقع معين، وذلك من خلال بناء علاقات وقياس بعض المتغيرات، واستخدام البيانات المتوافرة لإيجاد علاقة ارتباطية أو سببية، كما تحاول الدراسات الكمية التوصل إلى عموميات غير مرتبطة بالسياق الذي تنفذ فيه الدراسة كما يهدف البحث الكمي إلى تعميم نتائج البحث على حالات أخرى.
• يتم إجراء البحوث الكمية على أساس إجراءات وخطوات تتابعية ومخطط معد إعداد محكماً مسبقاً، يسترشد به الباحث.
• تعتبر عينات البحوث الكمية عينات عشوائية أو احتمالية في اغلب الأحيان لتمثل مجتمع الدراسة بعدد مناسب وكبير نوعاً على العكس في عينات البحث النوعي.
• يتم جمع البيانات في البحوث الكمية عند طريق أداة الاستبيان وكذلك المقابلات والملاحظات المبنية مسبقاً.
• يعتبر دور الباحث في الدراسات الكمية منفصلاً عن الدراسة لكي يبتعد عن التحيز، والتخلص من الذاتية من خلال التصميم المخطط له مسبقاً.
• يتم تحليل البيانات في البحوث الكمية بعد انتهاء الباحث من جمع كل البيانات، وتركز البحوث الكمية في تحليل البيانات على الطرق الرقمية والإحصائية.

في نهاية المقال نرجو أن نكون قد وفقنا في عرض أهم خصائص وأنواع البحوث الكمية المستخدمة في العديد من المجالات، لتعم الفائدة على العديد من الباحثين وطلاب الدراسات العليا والمقبلين على رسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراه في مختلف المجالات.

وإن كنت تبحث عن خدمات البحث العلمي   المقدمة من شركة دراسة يمكنكم التواصل معنا من خلال الآتي:

• على الإيميل التالي [email protected]: 
• أو التواصل معنا وطلب الخدمة عبر الواتساب على الرقم 00966560972772

قنيديلجي، عامر والسامرائي، إيمان. البحث العلمي الكمي والنوعي. (2009).  دار اليازوي العلمية للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.