من خلال الاطلاع على الدراسات السابقة في البحث العلمي pdf اتضح أن مراجعة الدراسات السابقة هي تلخيص أو اختزال أهم نتائج البحوث والدراسات التي لها علاقة بالمشكلة البحثية من خلال منهج علمي استدلالي يجمع بين التفكير الاستنباطي والتفكير الاستقرائي، كما يتلخص الغرض من مراجعة الدراسات السابقة في نقاط وهي:
أولًا: تحديد المشكلة البحثية:
من خلال عملية مسح ومراجعة الدراسات والبحوث السابقة، يتمكن الباحث العلمي من إزالة أي غموض يحيط بالمشكلة البحثية المراد دراستها، مما يساعده في تحديدها بدقة من خلال إخضاعها للدراسة وفق المنهجية العلمية، كما تساعد مراجعة الدراسات السابقة في توضيح مفاهيم الدراسة ومصطلحاتها العلمية.
ثانيًا: وضع الدراسة في منظور تاريخي:
إذا توافرت مجموعة من البحوث والدراسات السابقة التي لها خصائص مشتركة مع الدراسة الحالية، يمكن للباحث أن يساهم في تطوير المعرفة بناء على ما توصل إليه الباحثون السابقون في مجال البحث والتخصص لديه، فمن خلال مراجعة الباحث للدراسات والبحوث السابقة عن طريق تحليلها واستقصاء كيفية ارتباطها بالدراسة الحالية يتمكن الباحث من تحديد موقع دراسته الحالية بالنسبة للدراسات السابقة، وبالتالي شرح وتوضيح الكيفية التي سيضيف بها البحث الحالي معرفة جديدة تضاف إلى المعرفة المتوفرة حاليا في مجال تخصص الباحث.
ثالثًا: فهم واستيعاب التناقض في البحوث السابقة:
تؤدي مراجعة الباحث للدراسات السابقة في معظم الأوقات إلى الكشف عن وجود دراسات متناقضة في نتائجها، الأمر الذي يجعل هذه الظاهر إيجابية في مجال البحث العلمي، حيث من المتعارف عليه أن وجود تناقض في نتائج الدراسات البحثية في مجال أو تخصص معين له أسباب ومبررات ومنها أسلوب الباحث نفسه أو استخدام أدوات جمع المعلومات أو منهجية الدراسة البحثية أو أسلوب تحليل البيانات والتي تختلف من باحث إلى آخر، مما يجعل الباحث أمام تحدي كبير يقوده إلى التصدي الحاسم لهذه التناقضات من خلال القيام بدراسة تحسم هذا التناقض والخلاف.
رابعًا: تجنب التكرار غير المقصود لدراسات سبق بحثها وإجراؤها:
تفيد مراجعة الدراسات السابقة الباحث في تجنب البحث في موضوعات سبق أن قام باحثين بدراستها، والتحقق من نتائجها، حيث يمكن للباحث من خلال مراجعته للدراسات السابقة أن يجد بعض الجوانب العلمية في دراسته مازالت بحاجة إلى البحث والاستقصاء، في هذا الوقت يصبح القيام بمثل هذه البحوث مشروعاً، وذلك لأنه يساهم في توليد معرفة جديدة تصبح إضافة إلى المعارف السابقة المتوافرة.
خامسًا: اختيار منهج الدراسة المناسب لطبيعة المشكلة البحثية المراد دراستها:
تفيد عملية استقصاء الدراسات السابقة في تشكيل فهم عميق للبحث من جواب عدة؛ حيث إنها تقود الباحث في بعض الأوقات إلى الحكم على مدى جودتها من خلال عملية النقد التي يقوم بها، وربما تمكنه قدراته البحثية من تقرير مدى جودتها من خلال أن يقوم الباحث باقتراح طرق أخرى لدراستها، حيث يمكن أن يقترح منهجاً آخر لدراسة البحث الذي قام بمراجعته، وقد يشمل هذا الاقتراح الاستعانة بإجراءات وأدوات جديدة، مما يؤدي إلى أن تكون النتائج أفضل صدقاً.
سادسًا: اختيار أدوات جمع البيانات المناسبة لطبيعة المشكلة البحثية:
من خلال مراجعة واستقصاء الدراسات السابقة يتعرف الباحث على مجموعة كبيرة من أدوات جمع البيانات والمعلومات التي قام العديد من الباحثين الآخرون باستخدامها في دراساتهم وبحوثهم، وهذا يُمَكِن الباحث من التعرف على العديد من الأدوات ومن ثم تقويمها من خلال الحكم على مدى مناسبتها لدراسة المشكلة البحثية التي هو بصددها.
سابعًا: ربط مناقشة النتائج بالمعرفة المتوافرة واقتراح بحوث جديدة:
من خلال مراجعة الدراسات السابقة والبحوث يستطيع الباحث استخلاص نتائج هذه الدراسات ومن ثم يقوم بمقارنة النتائج التي توصل إليها مع نتائج هذه الدراسات السابقة. والتي عالجت نفس مشكلة البحث التي هو بصددها أو بعض جوانبها، مما يظهر أوجه التشابه بين نتائج الدراسة الحالية ونتائج الدراسات السابقة ذات الصلة.
ومن ثم يقوم الباحث بتوضيح ماهية المعرفة الجديدة التي تم التوصل إليها من خلال دراسته، وأهم ما يميزها عن الدراسات السابقة، وفي ضوء النتائج التي توصل إليها الباحث يقوم بتقديم مقترحات عن الدراسات المستقبلية التي يمكن أن تضيف لمجال تخصص موضوع الدراسة الحالية، كما يمكن للباحث من خلال قدرته على ربط نتائج الدراسات السابقة أن يجد تفسيرات منطقية لجميع النتائج التي توصل إليها من خلال بحثه العلمي.