إن البحث العلمي يشكل الإبداع في العالم المعرفي، ويتخذ البحث العلمي كثير من الأشكال، وتستخدم كافة أشكاله في التوكيد على المعلومات السابقة، أو تقديم معلومات علمية جديدة، فتدعم نظريات سابقة، أو تقدم حلولًا لمشكلات حالية، أو تسعى لاستنتاج نظريات علمية جديدة. ومن أهم أنواع البحث العلمي الآتي:
البحوث الأساسية:
هي الأبحاث التي ينتجها الباحثون بدافع الفضول العلمي، والرغبة في الاطلاع، وليس للتوصل إلى شيء مختلف أو إنتاج اختراع، فلا يكن لنتائج تلك الأبحاث قيمة تجارية، وإنما يكن المقصد منها هو الكشف عن سبل التغير في الأمور، والتوكيد على استمرارية التغيير والتطور في المتغيرات ككل، وفي الغالب فإن تلك الأبحاث تكون نتاجًا للتعاون بين كثير من التخصصات.
البحوث الاستكشافية:
يهتم البحث الاستكشافي بتقديم تعريف واضح وصريح للمشكلة البحثية، كما تقدم البحوث الاستكشافية التصميم الأنسب للبحث، والطريقة المثلى لحصر البيانات، وتحديد الموضوعات.
البحوث التطبيقية:
البحث التطبيقي هو البحث الذي يلقي اهتمامًا إلى المشكلات العلمية المتاحة، ويسعى نحو إيجاد حلولًا لها، ويقوم على تطويع النظريات أو أجزاء منها، والمعلومات والبيانات المتاحة المتعلقة بالمشكلة محل الدراسة، ليتمكن من التوصل إلى الحلول المرجوة.
بحوث الارتباط:
يهتم هذا النوع من الأبحاث في بحث العلاقات بين المتغيرات، بغض الطرف عن أسباب تلك العلاقات أو نتائجها، الأمر الذي ينظر إليه باعتباره أحد أهم عيوب هذا النوع من الأبحاث، فالعلاقة المجردة لا توضح الأسباب والنتائج، ثم أنه يُؤْخَذ عليه إتباعه لطريقة التقرير الذاتي، إلا أنه يتميز بأنه يوفر للباحث القدرة على جمع كثير من البيانات المختلفة في الوقت ذاته.
البحوث التجريبية:
تهتم تلك الأبحاث بالتطبيق العملي للنظريات، واكتشاف قدرتها على معالجة الأمور على أرض الواقع، وغالبًا ما تستخدم تلك الأبحاث لتطوير مجالٍ ما.
البحوث النوعية:
ترتكز تلك الأبحاث على الموضوعات العلمية التي لا يمكن أو يصعب تناولها كميًا، فهي تعمل على تناول المعاني والمعتقدات، وتحليل سلوكيات البشر، والأسباب التي نتجت منها تلك السلوكيات، وتتفحص الطرق النوعية لعملية صناعة القرار، أي تبحث في كيفيته، وليس توقيته.
الأبحاث المختصة بالتحقيق في الظواهر:
يعد هذا النوع من الأبحاث هو نتاج للتطور فيما بين الأبحاث الوصفية، والاستقرائية من الفلسفة الظاهرية، وتُعنَىَ تلك الأبحاث بتناول الظواهر كما يراها الأفراد، أي أنها معنية بتناول الخبرات من وجهة نظر الأفراد الخاصة.
البحوث الكمية:
وينظر إلى البحوث الكمية باعتبارها أهم أنواع البحث العلمي، لما لها من فوائد وأثر في المجالات العلمية، فتلك البحوث معنية بالتجريب والإحصاء لتناول الدراسات، وتسعى في مضمونها نحو تطوير النماذج، وتطويع النظريات، والاستفادة من فرضيات الرياضيات ذات العلاقة بالظاهرة محل الدراسة، وبوجهٍ عام فإن تلك الأبحاث تميل نحو استخدام النظريات والأساليب العلمية، وتعمل على تطوير الأدوات وسبل القياس، وتتعامل مع المتغيرات على نحو تجريبي، لتتوصل إلى النتائج، وتقدم معلومات ناتجة عن التجريب.
بحوث الرصد:
هي الأبحاث القائمة على الملاحظة، ورصد التغيرات، والتداخلات والعلاقات بين العينة والمجتمع، الذي لا يمكن للباحث السيطرة فيه على المتغير المستقل، لقيود المنطق، أو لأسباب أخلاقية.
البحوث التاريخية:
هي تلك البحوث المختصة بتناول الأحداث التاريخية البعيدة منها والقريب، وتعمل على تحليلها وتناولها على نحو ناقد، وتتضح أهمية تلك البحوث في كونها تقدم للعلماء المختصين بعلم الاجتماع قاعدة بيانات أساسية لاتخاذ القرارات، وقد تسهم تلك الأبحاث في توضيح الأنماط التي سلكتها الظواهر في الماضي، مما يساعدنا على فهمها.
لا يفوتك مقال شمولي عن مناهج البحث العلمي.