تختلف مكونات البحث العلمي نظراً لاختلاف البحث العلمي وأنواعه، ولكن يوجد العديد من المكونات الرئيسية والمشتركة والتي يجب أن يتضمنها البحث العلمي والتي تتمثل في (العنوان، المقدمة، مشكلة البحث، فرضيات البحث، الإطار النظري، وصولاً إلى خاتمة البحث وقائمة المصادر والمراجع)، ويمكن الإضافة أو التقليص وفقاً للبحث العلمي وأنواعه، ويمكن تناول أهم مكونات البحث العلمي بالشرح كالتالي:
أولاً: عنوان البحث العلمي :
هو أول ما يجذب انتباه القارئ، وأول ما ينظر إليه، ويجب أن يكون جديداً مبتكراً، لم يسبق لأي أحد أن قام بتناوله بالدراسة والبحث من قبل، والذي يتبين من خلاله مضمون البحث العلمي وأنواعه وما يحتويه من معلومات، وإذا كان هناك باحث آخر يبحث في مجال ما ويجمع معلومات عنه فأول ما ينظر إليه هو عناوين الأبحاث، فإذا كان هناك أحد العناوين يشتمل على معلومات مرتبطة بالبحث العلمي الخاص به يبدأ بالبحث في المضمون والمحتوى من خلال عنوان البحث.
ثانياً: مقدمة البحث العلمي :
هي التي يتم من خلالها رسم المعالم الرئيسية للبحث العلمي في صورته النهائية، بالإضافة إلى كونها انطلاقة البحث العلمي وأول ما يواجه القارئ، فمن خلالها يتولد عند القارئ حكم مبدأي عن مستوى وكفاءة البحث، وتعطيه مؤشرات حول استمرارية القارئ في قراءة البحث أو الإقلاع عنه.
ولذلك يجب على الباحث أن يكتب المقدمة بعناية ودقة وعرض الأفكار وترتيبها ترتيباً منطقياً، وأن تتسم الفقرات بالوضوح والدقة والسلاسة في التعبير.
ثالثاً: مشكلة البحث العلمي:
هي وجود غموض أو لبس في موقف معين، مع وجود رغبة قوية لدى الباحث تدفعه للكشف ومحاولة الوصول إلى حقيقة وكشف هذا الغموض، فمن خلال تعريف البحث العلمي وأنواعه يمكن أن تعرف المشكلة البحثية على أنها بعض التساؤلات التي تدور في ذهن الباحث بشأن موضوع الدراسة الذي هو بصدده وهي العامل الرئيسي الذي يقوم عليه البحث العلمي ككل، لذلك يجب على الباحث الاهتمام بصياغة مشكلة البحث صياغة سليمة وواضحة لأنه إذا صلحت صياغة مشكلة البحث صلح البحث كاملاً، وإذ فسدت صياغة مشكلة البحث فسدت باقي مكونات البحث.
رابعاً: فرضيات البحث العلمي :
تعرف الفرضية في البحث العلمي على أنها حل مؤقت أو تخمين ذكي من قِبَل الباحث لحل مشكلة محددة، أو هي تنبؤات الباحث عن نتائج البحث الخاص به، ومن الممكن أن تكون هي الإجابات المتوقعة لمشكلة البحث، وأن الفرضيات تستخلص عادةً من مراجعة الباحث للإطار النظري(الأدبيات)، والذي بدوره يقوم بتحديد فرضيات البحث العلمي.
هكذا وبعد أن يقوم الباحث بتحديد مشكلة البحث أو الظاهرة المراد دراستها والاطلاع على الدراسات السابقة التي ترتبط بموضوع الدراسة والبحث، فيجب على الباحث أن يقوم بإيجاد فرضيات معينة تكون بمثابة حلول مؤقتة أو أولية يجري اختبارها بأساليب ووسائل مختلفة للتأكد من صحتها أو عدم صحتها.
خامساً: الإطار النظري في البحث العلمي :
الإطار النظري في البحث العلمي يعرف على أنه الخلفية العلمية النظرية التي يحتاج الباحث الإلمام بها لكي يستطيع أن يقوم بإعداد بحثاً علمياً له أهداف وفروض علمية يَنتُج من تحقيقها أثراً كبيراً في البناء المعرفي، ويكون للبحث العلمي دوراً كبيراً في إضافة معارف جديدة، ومن خلال تعريف البحث العلمي وأنواعه يمكن النظر للإطار النظري على أنه ذلك الجزء من البحث الذي يعتمد على إجراء مسح للعديد من الوثائق والدراسات المنشورة في موضوع معين، ومن هذا المنطلق فإنه يمكن ملاحظة أن الإطار النظري لا يتضمن بدوره تقديم أيه معلومات أو نتائج أو حقائق مستحدثة، ولكنه يعتمد بشكل كبير على مصادر المعلومات الأولية الخاصة بموضوع معين.