يعتمد التشخيص على ملاحظة المعالج للمريض وإجراء مقابلات معه، ففي مقالنا: المقابلة الشخصية في علم النفس، أشرنا إلى دور أخصائي الأساليب العلاجية المعرفية في تطبيق الاختبارات النفسية من أنواع التشخيص النفسي المختلفة، لتشمل ملاحظة الأعراض والعلامات المختلفة وقياس سلوكه وقدراته وإمكاناته ومهاراته وذكائه وميوله واتجاهاته وأمراضه وبناء شخصيته. وتبدو في السلوك العادي للمريض أعراض مثل الهلوسة Hallucinations، (هي مدركات حسية سمعية وبصرية وشمية وذوقية ولمسية زائفة غير موجودة في عالم الواقع)، وكذلك تشمل الضلالات Delusions أو الهذيان وهي من الأعراض الخطيرة، وهي عبارة عن أفكار زائغة تحتاج إلى العلاج الدوائي والسلوكي تؤثر على اتجاهات المرضى وانفعالاتهم وعواطفهم ووجدانهم ومشاعرهم.
كما يتم تقييم السمات العامة للمريض، حيث يجرى هذا التقييم في العادة عند دخول المرضى إلى المستشفى أو المؤسسة. ثم تجري ملاحظات وفحوص أدق للمرضى أثناء المقابلات أو بملاحظة المريض أثناء نشاطاته. وليس الهدف من وضع تسجيلات للسلوك العام للمريض الكشف عن ديناميكيات شخصيته، ولكن للحصول على وصف موجز لسلوكه، ويشمل ذلك مظهره الخارجي وطريقة كلامه، وسلوكه الجنسي، وسلوكه الانفعالي أو النفسي، ونزعاته التخريبية والعنف المفاجئ، واتجاهاته الحركية، والهلوسة والضلالات، وقدرته على الاستبصار أو الفهم والاستيعاب، وقوة ذاكرته واتجاهاته العقلية، وأحكامه وما إلى ذلك.
وللحصول على هذه المعلومات تستخدم مقاييس التقدير حيث يسجل ما إذا كانت السمة موجودة أو غير موجودة، وكذلك درجة وجودها على مقياس مكون من 5 نقاط مثلا كتحديد مقدار نظافة الفرد مثلا. أما بالنسبة للذهان فإن أسئلة تشخيص الحالة النفسية تتضمن:
- إدراك المريض للوقت، عن طريق سؤاله عن اليوم والأسبوع والسنة والشهر والساعة الآن، وعما إذا كان الوقت ظهرا أو عصرا أو مغربا أو مساء.
- قياس إدراك المريض المكاني يُسأل عن اسم المكان الذي يوجد به الآن وعن محل سكنه.
- أما فيما يتعلق بمعلوماته فتتضمن السؤال عن اسمه وعن من هو وعن مكان وجود أسرته.
على أنه لا ينبغي أن نأخذ جميع ما يرويه المريض على أنه ضلالات، فقد يعبر عن بعض الحقائق من ذلك ما قرره أحد المرضى بأنه يوجد في بطنه أجسام غريبة، ولقد كشفت أشعة عن هذه الأجسام بالفعل.
ويمكن للمعالج أن يستعين في العملية التشخيصية، ببعض العقاقير أو بالتنويم المغناطيسي وبعد حقن المريض بحقنة من مادة ينتوتال يمكن إجراء المقابلة، وهو تحت تأثير هذا العقار. وبطبيعة الحال، بعد جمع معلوماته عن الحالة يقوم المعالج بتفسيرها للمريض كذلك تستخدم الاختبارات السيكولوجية في الأغراض التشخيصية، وذلك لتحديد مدى ذكائه وقدراته الأخرى التي يرغب المعالج في معرفتها ومعرفة دوافعه وصراعاته ودفاعاته وتقويمه لذاته وللبيئة المحيطة به، وكذلك اهتماماته واستعداداته واتجاهاته وميوله وخبراته ومهاراته، وتنظيم شخصيته، وتفيد هذه الاختبارات في الكشف عن العوامل المتفاعلة والمؤثرة في حدوث المرض، إلى جانب ذلك هناك اختبارات لتحديد الاعتلالات الدماغية التي قد يكون المريض مصابا بها.