يُستخدم برنامج AMOS بوصفه امتدادًا لـ SPSS لبناء نماذج المعادلات البنائية وتمثيل العلاقات بين المتغيرات الكامنة والظاهرة بصيغة رسومية قابلة للتقدير الإحصائي. وتقوم فاعلية العمل في AMOS على الجمع بين الدقة التقنية والوضوح النظري في آن واحد، ويتم بناء النمذجة في AMOS من خلال التالي:
1- إعداد ملف البيانات في SPSS قبل الدخول إلى AMOS
يبدأ العمل بتجهيز ملف البيانات في SPSS والتأكد من تسمية المتغيرات بشكل واضح وخالٍ من الفراغات والرموز المركبة. ثم يُفحص الملف بحثًا عن القيم المفقودة والقيم الشاذة والتوزيع التقريبي للمتغيرات، لأن أي خلل في البنية البيانية سينعكس مباشرة على نتائج التقدير في AMOS.
2- فتح AMOS وربط النموذج بملف البيانات
بعد تشغيل AMOS يُنشأ ملف مشروع جديد، ثم يُختار ملف البيانات عبر نافذة الخصائص الخاصة بالنموذج. يقوم الباحث بتحديد نوع البيانات وهل هي من نوع فردي أم متوسطات، مع ضبط عدد الحالات.
3- رسم المتغيرات الكامنة والظاهرة في واجهة AMOS
يُترجم الإطار النظري إلى شكل رسومي عبر رسم دوائر تمثل المتغيرات الكامنة ومستطيلات تمثل المتغيرات الظاهرة، مع تسمية كل عنصر باسم المتغير المقابل في ملف البيانات. ويُراعى الفصل بين نماذج القياس والبنية السببية في ترتيب العناصر على اللوحة، بحيث تصبح العلاقات بين المؤشرات والبنى النظرية واضحة بصريًا قبل البدء بالتقدير العددي.
4- تحديد المسارات والعلاقات بين المتغيرات
يضيف الباحث الأسهم الأحادية الاتجاه لتمثيل علاقات التأثير السببي بين المتغيرات، والأسهم المزدوجة لتمثيل الارتباطات بين الأخطاء أو البنى الكامنة عند الحاجة. ويُضبط اتجاه الأسهم بما يعكس الفرضيات النظرية المسبقة، بحيث لا يتحول النموذج إلى مجرد رسم رياضي بلا أساس تفسير.
5- ضبط هوية النموذج وتحديد القيود اللازمة للتقدير
يتطلب النموذج البَنائي تحديدًا لهويته عبر تثبيت بعض المعاملات، مثل تثبيت أحد معاملات التحميل لعامل كامن على قيمة واحدة، أو تثبيت تباين عامل عند قيمة معينة. ويسمح هذا التثبيت بتعريف مقياس البنى الكامنة ومنع عدم التعريف الإحصائي للنموذج.
6- اختيار طريقة التقدير وتشغيل التحليل في AMOS
بعد اكتمال الرسم وتحديد المسارات، يختار الباحث طريقة التقدير المناسبة مثل التقدير الاحتمالي الأعظم، مع ضبط خيارات التعامل مع البيانات المفقودة إذا وُجدت. ثم يُشغَّل النموذج ليقوم AMOS بحساب معاملات التحميل، والتأثيرات المباشرة وغير المباشرة، وتقدير التباينات.
7- قراءة مؤشرات المطابقة وتفسير المعاملات
يعرض AMOS بعد التشغيل مجموعة من مؤشرات المطابقة التي تبيّن مدى ملاءمة النموذج، مثل مؤشرات المطابقة المقارنة والجذر التربيعي لمتوسط الخطأ. ويقرأ الباحث معاملات المسارات وقيم الدلالة الإحصائية، مع مقارنة النتائج بالفرضيات النظرية.
8- تعديل النموذج وتوثيقه في ضوء النتائج
عندما تشير مؤشرات المطابقة إلى ضعف في ملاءمة النموذج، يمكن إدخال تعديلات محدودة تستند إلى منطق نظري، مثل إضافة مسار مفسّر أو حذف مؤشر ضعيف. لكن يبقى التعديل منضبطًا بعدم الخضوع الأعمى لمؤشرات التعديل الآلية.
يتضح أن بناء النموذج في AMOS يقوم على سلسلة مترابطة من الخطوات، ويؤدي هذا التكامل بين الدقة التقنية والمنهجية النظرية إلى نموذج بنائي قادر على تمثيل العلاقات المتداخلة بصورة علمية قابلة للاختبار، مما يجعل AMOS أداة محورية في تحليل النماذج السببية داخل البحوث المتقدمة.