حدود الدراسة عنصر رئيسي يحدد نطاق البحث ويضبط تفسير نتائجه، لكن عند صياغتها بشكل غامض تصبح عائقًا أمام وضوح البحث وقيمته العلمية. ويظهر هذا الغموض في عدة مظاهر تؤثر سلبًا على فهم القارئ لطبيعة الدراسة وإمكانية تعميم نتائجها، وتتمثل هذه المظاهر في الآتي:
1- عدم وضوح الإطار الموضوعي للدراسة
من أبرز مظاهر الغموض أن يكتب الباحث الحدود الموضوعية بعبارات عامة مثل: تناولت الدراسة التعليم الإلكتروني. دون توضيح الجوانب المحددة التي ركز عليها البحث، وهذا يترك القارئ في حيرة حول ما شملته الدراسة بالفعل.
2- الغموض في تحديد الحدود المكانية
قد يكتفي بعض الباحثين بذكر: أُجريت الدراسة في المدارس الثانوية دون تحديد منطقة أو بيئة معينة، مما يجعل القارئ غير قادر على معرفة السياق الجغرافي الذي يطبق فيه البحث.
3- عدم دقة تحديد الحدود الزمنية
من مظاهر الغموض أن يذكر الباحث فترة زمنية عامة مثل: أُجريت الدراسة خلال العام الدراسي دون تحديد المدة بدقة (الفصل الدراسي أو السنة الأكاديمية). هذا يضعف وضوح نتائج البحث وإمكانية ربطها بظروف زمنية محددة.
4- غياب التحديد في الحدود البشرية
عندما يذكر الباحث أن الدراسة شملت الطلاب الجامعيين دون تحديد المرحلة أو التخصص أو العدد، يصبح النص غامضًا ويصعب معرفة العينة التي بُنيت عليها النتائج.
5- الخلط بين الحدود والمنهجية
أحيانًا يخلط الباحث بين الحدود والمنهجية، فيكتب تفاصيل عن أدوات جمع البيانات بدلًا من تحديد ما شملته أو استُثني من الدراسة، مما يؤدي إلى غموض في فهم طبيعة الحدود.
6- التعميم المفرط في الصياغة
بعض الباحثين يصوغون الحدود بعبارات فضفاضة مثل: اقتصر البحث على مجموعة من الطلاب دون ذكر خصائصهم. هذا التعميم يضعف دقة النتائج ويجعلها غير قابلة للتعميم العلمي.
7- استخدام لغة غير دقيقة أو إنشائية
من المظاهر الشائعة أن تُكتب الحدود بلغة إنشائية مثل: ركزت الدراسة على أهم الجوانب دون تحديد ماهية هذه الجوانب. اللغة غير الدقيقة تفقد الحدود قيمتها البحثية.
8- عدم التمييز بين الحدود والاستثناءات
قد يذكر الباحث الاستثناءات دون توضيحها كجزء من الحدود، مما يسبب التباسًا لدى القارئ في فهم ما شملته الدراسة وما لم تشمله. التمييز بينهما يعزز وضوح النص.