المقدمة هي أول ما يطّلع عليه القارئ في خطة البحث، وهي التي تهيئ السياق وتُبرز أهمية الموضوع. كتابة مقدمة مميزة لا تعني الإطناب أو التزيين اللغوي، بل صياغة أكاديمية متوازنة تُظهر قيمة البحث وجدّيته، وتجذب انتباه القارئ أو اللجنة العلمية لمتابعة بقية الخطة.
1- بدء المقدمة بجملة افتتاحية قوية
ابدأ بجملة مدروسة تُبرز أهمية الموضوع أو تُشير إلى مشكلة معاصرة ذات صلة. يُفضَّل ألا تكون عامة أو مكررة، بل ترتبط مباشرة بالمجال العلمي الذي ينتمي إليه البحث.
2- توضيح الخلفية العلمية للموضوع
قدّم للقارئ لمحة موجزة عن السياق النظري أو الميداني للموضوع. يُظهر هذا الجزء مدى إلمام الباحث بالميدان، ويُمهّد لفهم الإطار الذي تتحرّك فيه الدراسة.
3- إبراز أهمية المشكلة البحثية
اشرح لماذا تستحق المشكلة أن تُبحث الآن. أذكر أبعادها العلمية أو التطبيقية، وأثرها على المجتمع أو على الحقل الأكاديمي. يُمكن الاستعانة بإحصائيات أو نتائج دراسات سابقة لتعزيز قوة الطرح.
4- الإشارة إلى الفجوة المعرفية
بيّن للقارئ أن هناك فجوة في المعرفة العلمية لم تُعالج بعد، وأن هذا البحث يهدف إلى سدّها. هذا يُعطي مبررًا علميًا قويًا لإجراء الدراسة ويُبرز أصالتها.
5- الربط المنطقي بين الفقرات
احرص على أن تكون فقرات المقدمة مترابطة ومنسجمة، بحيث ينتقل القارئ بسلاسة من الفكرة العامة إلى المشكلة المحددة دون قفزات أو تكرار.
6- تجنّب العموميات واللغة الإنشائية
يُستحسن استخدام لغة أكاديمية رصينة، خالية من العبارات العاطفية أو التزيينية. المقدمة المميزة تعتمد على حقائق علمية دقيقة، لا على أسلوب الخطابة أو الإقناع المجرد.
7- ضبط حجم المقدمة
يُفضَّل أن تكون المقدمة متوازنة في الحجم، لا قصيرة جدًا تُفقدها السياق، ولا مطوّلة تُرهق القارئ. في الغالب تتراوح بين صفحة إلى صفحتين في خطة الماجستير، وما بين صفحتين إلى ثلاث في خطة الدكتوراه.