طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

عدد المشاهدات(166)

دليل لاختيار المنهج المناسب: الكمي أم الكيفي؟

إن فهم طبيعة كل من البحث الكمي والكيفي لا يقتصر على اختيار أدوات البحث، بل يمتد إلى التأثير المباشر في النتائج، والتفسيرات، وصياغة التوصيات. ولذلك، يحتاج الباحث إلى وعي منهجي عميق يمكنه من اختيار المنهج الأنسب لطبيعة موضوعه البحثي، وهو ما يتطلب تحليلًا دقيقًا للفرق بين هذين الاتجاهين.

لذلك حرصنا في هذا المقال أن نقدم دليلًا شاملًا يساعد الباحثين، لا سيما طلاب الدراسات العليا، في التمييز بين المنهجين، وفهم أبعادهما، واختيار المنهج الأنسب لأبحاثهم، مستندين إلى أسس علمية ومعايير أكاديمية راسخة.

مفهوم منهج البحث أو الدراسة

 

المنهج البحثي هو الإطار المنظم الذي يتبعه الباحث في جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها وصولًا إلى نتائج علمية موثوقة. ويمكن تشبيهه بالخريطة التي تقود الباحث في رحلته العلمية؛ فهو لا يحدد فقط الطريقة التي تُجمع بها المعلومات، بل أيضًا يحدد كيفية تحليلها وتوظيفها في دعم الفرضيات أو الإجابة عن الأسئلة البحثية.

في سياق الدراسات العليا، تزداد أهمية المنهج باعتباره معيارًا أساسيًا في تقييم جودة البحث. فالرسائل الجامعية المحكمة تُبنى على اختيارات منهجية دقيقة تُراعي طبيعة المشكلة وأهداف الدراسة، الأمر الذي يُعزز من فرص قبول البحث ونشر نتائجه في المجلات العلمية.

العلاقة بين المنهج ومشكلة البحث

 

العلاقة بين المنهج ومشكلة البحث علاقة تكاملية لا يمكن فصلها. فاختيار المنهج يبدأ من فهم دقيق لطبيعة المشكلة: هل هي ظاهرة قابلة للقياس العددي؟ أم تتطلب تفسيرًا عميقًا لسلوكيات أو آراء؟ إذا كانت المشكلة تستلزم اختبار فرضيات رقمية، فالمنهج الكمي هو الأنسب، أما إذا كانت تستهدف فهم السياقات والمعاني، فيُفضل المنهج الكيفي.

أي خلل في هذا التوافق بين المنهج والمشكلة يؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو غير قابلة للتعميم، مما يُضعف من قيمة البحث ويقلل من موثوقيته العلمية.

تعريف البحث الكمي

 

البحث الكمي هو منهج علمي يعتمد على دراسة الظواهر من خلال البيانات الرقمية والإحصائية. يقوم على مبدأ القياس والاختبار الموضوعي للفرضيات، باستخدام أدوات قياسية مثل الاستبيانات أو التجارب المعملية، ويهدف إلى الوصول إلى نتائج قابلة للتعميم، ومن أبرز خصائصه:

  1. الاعتماد على الأرقام والنسب المئوية والجداول الإحصائية.
  2. استخدام عينات كبيرة تمثل المجتمع البحثي.
  3. وجود متغيرات مستقلة وتابعة يتم تحليل علاقتها.
  4. التكرارية، أي إمكانية تطبيق الدراسة مرة أخرى في بيئة مشابهة والحصول على نتائج متقاربة.

تعريف البحث الكيفي

 

البحث الكيفي هو منهج علمي يهتم بفهم الظواهر الاجتماعية والإنسانية من خلال تحليل المعاني والسياقات، بدلاً من الاعتماد على الأرقام والإحصاءات. يركّز هذا النوع من البحوث على وصف التجربة الإنسانية وتفسيرها من وجهة نظر المشاركين أنفسهم، ومن خصائص البحث الكيفي:

  1. الاعتماد على الكلمات والتجارب الشخصية لا على الأرقام.
  2. التعامل مع عدد محدود من المشاركين بدلاً من العينات الكبيرة.
  3. الانفتاح على اكتشاف المفاهيم وليس اختبار الفرضيات فقط.
  4. التفاعل المباشر بين الباحث والمبحوث في أغلب الأحيان.

العوامل المؤثرة في اختيار المنهج البحثي

 

اختيار المنهج البحثي لا يتم عشوائيًا، بل تحكمه مجموعة من العوامل العلمية والمنهجية التي يجب أن يراعيها الباحث بدقة. إليك أبرز هذه العوامل:

  1. طبيعة المشكلة البحثية: نوع المشكلة هو المحدد الأول لاختيار المنهج، فالمشكلات التي تتطلب قياسًا وتحليلًا عدديًا تحتاج منهجًا كميًا، بينما المشكلات التي تبحث في السياق أو التفسير تناسبها المناهج الكيفية.
  2. أهداف البحث: إذا كان الهدف اختبار فرضيات أو تعميم نتائج، فالمنهج الكمي هو الأنسب. أما إذا كان الهدف فهم ظاهرة بعمق، فإن المنهج الكيفي يكون أكثر ملاءمة.
  3. نوع البيانات المتاحة: توفر بيانات كمية مثل الأرقام والإحصاءات يدفع نحو استخدام المنهج الكمي، بينما توفر بيانات وصفية ونصوص يعزز اختيار المنهج الكيفي.
  4. جمهور الدراسة أو العينة: إذا كانت العينة كبيرة وممثلة، فالبحث الكمي يكون عمليًا. أما إذا كانت العينة صغيرة أو نوعية (مثل الحالات الخاصة)، فيُفضل البحث الكيفي.
  5. الإمكانيات الزمنية والمادية: البحث الكيفي غالبًا ما يستغرق وقتًا أطول وجهدًا أكبر في التحليل، بينما الكمي قد يكون أسرع نسبيًا باستخدام أدوات رقمية جاهزة.
  6. الخبرة المنهجية للباحث: اختيار المنهج يتأثر بمدى إلمام الباحث بالأدوات وأساليب التحليل الخاصة بكل منهج.
  7. توافر الأدوات والبرمجيات: بعض المناهج تتطلب برامج معينة (مثل SPSS للبيانات الكمية، أو NVivo للبيانات الكيفية)، وقد يوجه ذلك الباحث نحو أحد المنهجين.
  8. طبيعة المجتمع العلمي أو المجال البحثي: بعض التخصصات الأكاديمية تميل نحو المنهج الكمي (كالاقتصاد والطب)، وأخرى نحو الكيفي (كالفلسفة والتربية).
  9. قابلية البيانات للتحقق والتكرار: البحوث التي تتطلب نتائج قابلة للتكرار والتحقق تميل إلى استخدام المنهج الكمي.
  10. الجدوى البحثية: في بعض الأحيان، قد يُفضّل منهج على آخر بناءً على مدى جدواه في البيئة أو الموضوع المدروس.

 

الفرق بين البحث الكمي والكيفي

 

تُعَدُّ معرفة الفروقات الجوهرية بين البحث الكمي والبحث الكيفي أمرًا بالغ الأهمية للباحث الأكاديمي، حيث يساعده ذلك في اتخاذ قرار منهجي واعٍ ومبني على أسس علمية عند اختيار المنهج المناسب لبحثه، فيما يلي عرض تفصيلي لأبرز الفروقات بين البحث الكمي والبحث الكيفي:

  1. البحث الكمي يعتمد على البيانات الرقمية، بينما الكيفي يعتمد على الكلمات والمشاهدات.
  2. البحث الكمي يجيب على أسئلة كم؟ وما العلاقة؟، في حين يجيب الكيفي على أسئلة كيف؟ ولماذا؟
  3. يهدف البحث الكمي يهدف إلى التعميم، أما الكيفي فيهدف إلى الفهم العميق.
  4. البحث الكمي يتطلب عينات كبيرة، بينما الكيفي يكتفي بعينات صغيرة ومحددة.
  5. تشمل أدوات البحث الكمي الاستبيانات والاختبارات، أما الكيفي فيستخدم المقابلات والملاحظات وتحليل الوثائق.
  6. طريقة جمع البيانات في البحث الكمي من خلال استخدام أدوات قياسية موحدة، أما الكيفي فيسمح بالمرونة والتعديل أثناء جمع البيانات.
  7. التحليل في البحث الكمي يعتمد على التحليل الإحصائي، بينما الكيفي يستخدم تحليل المحتوى أو التحليل الموضوعي.
  8. نتائج البحث الكمي قابلة للتعميم إذا كانت العينة ممثلة، بينما نتائج الكيفي غالبًا لا تُعمم، بل تفسر ضمن السياق.
  9. غالبًا ما يكون البحث الكمي أسرع في التنفيذ، بينما يتطلب البحث الكيفي وقتًا أطول للتحليل.
  10. يقدم البحث الكمي نتائج على شكل جداول ونسب مئوية، في حين يقدم الكيفي سردًا تفصيليًا وتفسيريًا.
  11. البحث الكمي مناسب للعلوم الطبيعية والاجتماعية ذات الطابع الكمي، بينما الكيفي يُستخدم بكثرة في العلوم الإنسانية.

 

هذه الفروقات تُظهِر أن اختيار المنهج لا ينبغي أن يكون عشوائيًا أو تقليديًا، بل يجب أن يستند إلى فهم شامل لطبيعة الدراسة ومتطلباتها البحثية.

كيفية اختيار المنهج المناسب

 

اختيار المنهج المناسب لا يُعد خطوة إجرائية فحسب، بل هو قرار استراتيجي يعتمد على وعي الباحث، وإلمامه بطبيعة البحث، وأهدافه، ومجاله العلمي. فيما يلي خطوات وعوامل رئيسية تساعد في اتخاذ هذا القرار:

  1. تحديد أهداف الدراسة بدقة، مما يساعد وضوح الأهداف في توجيه الباحث نحو المنهج الأنسب. فالهدف من فهم تجربة أو تفسير سلوك معين يناسبه المنهج الكيفي، بينما دراسة العلاقات أو المقارنات الكمية تناسب المنهج الكمي.
  2. تحليل طبيعة المشكلة البحثية، هل هي قابلة للقياس العددي والإحصائي؟ أم تتطلب فهمًا معمقًا للمعاني والسياقات؟
  3. مراجعة الدراسات السابقة، عن طريق الاطلاع على البحوث المنشورة في المجال نفسه يعطي مؤشرًا على المنهجيات المستخدمة ومدى نجاحها في معالجة الموضوع.
  4. تقييم نوع البيانات المتاحة، إذا كانت البيانات قابلة للترميز العددي، فالمنهج الكمي هو الأنسب. أما إذا كانت البيانات وصفية أو نصوصًا مفتوحة، فيُفضل الكيفي.
  5. تحديد جمهور الدراسة فدراسة مواقف أو اتجاهات مجموعات كبيرة يُناسبها الكمي، بينما دراسة مشاعر وتجارب أفراد تُناسبها البحوث الكيفية.
  6. التوازن بين الوقت والإمكانات، الأبحاث الكيفية تتطلب وقتًا أطول في المقابلات والتحليل، بينما الكمية أسرع نسبيًا إذا توفرت أدوات جاهزة.
  7. التحقق من الأدوات المتوفرة، البرامج، البرمجيات، والاستبيانات، كلها تؤثر في اختيار المنهج؛ إذ يجب التأكد من توفر ما يناسب كل نوع من المنهجية.
  8. استشارة المشرف الأكاديمي أو الخبراء في حال تردد الباحث، فإن المشرف أو اللجنة الأكاديمية قد توجهه إلى الخيار الأنسب بناء على معرفتها بالتخصص والسياق البحثي.
  9. المرونة في التعديل والتطوير، إذ يجب على الباحث أن يبقى مرنًا في حال ظهر لاحقًا أن المنهج المختار لا يخدم الأهداف البحثية بالشكل الأمثل.
  10. تقدير المخاطر المحتملة، فبعض المنهجيات قد تواجه صعوبات في جمع البيانات أو الوصول إلى المشاركين، ما يتطلب تفكيرًا استباقيًا لتفادي العقبات.

 

اختيار المنهج ليس نهاية التخطيط البحثي، بل بدايته، وهو قرار يجب أن يُبنى على تحليل علمي، لا على ميول شخصية أو سهولة التنفيذ. الباحث الواعي هو من يضع أسسًا صلبة لبناء بحث علمي قوي.

أشهر برامج التحليل الكمي

 

يشكل التحليل الكمي أحد الركائز الأساسية في البحوث العلمية التي تعتمد على البيانات العددية والقياس الإحصائي. ولمواكبة هذا التوجه، ظهرت العديد من البرامج الحاسوبية المتخصصة التي تساعد الباحثين على معالجة البيانات واستخلاص النتائج بدقة وكفاءة. وفيما يلي عرض لأشهر برامج التحليل الكمي المستخدمة في الأوساط الأكاديمية والبحثية.

أولًا: برنامج SPSS (Statistical Package for the Social Sciences)

يُعد SPSS من أكثر البرامج شهرة وانتشارًا في مجال التحليل الإحصائي، خاصة في العلوم الاجتماعية والتربوية. يتميز بواجهة سهلة الاستخدام ودعم واسع لمجموعة متنوعة من الاختبارات الإحصائية مثل تحليل التباين والانحدار والإحصاء الوصفي. كما يدعم تحليل البيانات الكمية والنوعية، ويستخدم على نطاق واسع في المؤسسات الأكاديمية.

ثانيًا: برنامج STATA

يُستخدم STATA بشكل رئيس في البحوث الاقتصادية والطبية، ويتميز بسرعته العالية في معالجة البيانات الكبيرة، فضلاً عن قدرته على إجراء تحليلات معقدة مثل النمذجة الاقتصادية وتحليل السلاسل الزمنية. كما يوفر بيئة متقدمة للبرمجة الإحصائية ويُفضله العديد من الباحثين المتقدمين.

ثالثًا: برنامج R

يُعد R من البرامج مفتوحة المصدر، ويتميز بقوته في التحليل الإحصائي المتقدم والرسوم البيانية التفاعلية. وعلى الرغم من حاجته إلى إلمام بالبرمجة، إلا أنه يُعتبر من أكثر البرامج مرونة وقابلية للتخصيص، ويُستخدم على نطاق واسع في البحوث الأكاديمية والمشاريع العلمية الدقيقة.

رابعًا: برنامج Excel (Microsoft Excel)

على الرغم من أن Excel ليس برنامجًا متخصصًا في التحليل الإحصائي، إلا أنه يُستخدم على نطاق واسع في التحليلات الكمية الأساسية. يوفر أدوات مثل الجداول المحورية، والرسوم البيانية، وتحليل الانحدار، ويُعد خيارًا مفضلًا للمبتدئين أو لتحليل البيانات الأولية قبل الانتقال إلى برامج أكثر تخصصًا.

خامسًا: برنامج SAS (Statistical Analysis System)

يُستخدم SAS بشكل كبير في مجالات الأعمال والرعاية الصحية، ويُعرف بقدرته على التعامل مع قواعد بيانات ضخمة، بالإضافة إلى قوته في التحليل الإحصائي والتحليلات التنبؤية. يتميز البرنامج بثباته وأمانه العالي، مما يجعله شائعًا في البيئات المؤسساتية.

سادسًا: برنامج Minitab

يتميز Minitab بسهولة استخدامه، مما يجعله مثاليًا للطلاب والمبتدئين. يُستخدم غالبًا في تطبيقات الجودة الصناعية وتحليل العمليات، ويشمل مجموعة متنوعة من الأدوات الإحصائية كتحليل التباين، الانحدار، واختبارات الفرضيات.

أشهر برامج التحليل النوعي

 

يمثل التحليل النوعي أداة أساسية في البحوث التي تهدف إلى فهم المعاني والسياقات والتجارب الإنسانية المعقدة. ومع تزايد الاعتماد على البيانات غير الكمية مثل المقابلات والنصوص والملاحظات الميدانية، برزت مجموعة من البرامج المتخصصة التي تساعد الباحثين في تنظيم هذه البيانات وتحليلها بطرق منهجية. وفيما يلي عرض لأشهر برامج التحليل النوعي المستخدمة في البحث العلمي.

أولًا: برنامج NVivo

يُعد NVivo من أكثر البرامج شيوعًا في تحليل البيانات النوعية، ويتميز بقدرته على تنظيم النصوص، المقابلات، الوثائق، والصور، وتحليلها عبر الترميز وإنشاء العلاقات بين الموضوعات. يتيح NVivo أدوات متقدمة للتحليل الموضوعي، كما يدعم مزامنة البيانات من مصادر مختلفة مثل استطلاعات الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي.

ثانيًا: برنامج ATLAS.ti

يُستخدم ATLAS.ti على نطاق واسع في مجالات علم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، والتعليم. يوفر بيئة قوية لتحليل البيانات النصية والمرئية، ويسمح بترميز دقيق ومتعدد الطبقات، بالإضافة إلى إنشاء خرائط مفاهيمية تساعد في فهم العلاقات بين المواضيع والتحولات في الخطاب.

ثالثًا: برنامج MAXQDA

يُعتبر MAXQDA من البرامج المرنة التي تدعم كلًّا من التحليل النوعي والكمّي المختلط. يتميز بواجهة استخدام سهلة ويدعم لغات متعددة، كما يقدم أدوات قوية للترميز، التلخيص، المقارنة، وتحليل الشبكات الموضوعية. كما يُستخدم في البحوث الأكاديمية، وتقييم البرامج، والدراسات الثقافية.

رابعًا: برنامج Dedoose

Dedoose هو برنامج قائم على الإنترنت يُستخدم لتحليل البيانات النوعية والمختلطة، ويُعد خيارًا مثاليًا للفرق البحثية التي تعمل عن بُعد. يتميز بإمكانية إدارة وتحليل البيانات النصية والعددية في آنٍ واحد، ويوفر أدوات تفاعلية لتحليل الموضوعات والتصورات البيانية.

خامسًا: برنامج QDA Miner

يُستخدم QDA Miner في البحوث الاجتماعية والسياسية، ويُعرف بمرونته في تحليل النصوص، الصور، والبيانات السردية. يدعم هذا البرنامج التكامل مع أدوات التحليل الإحصائي مثل WordStat، مما يجعله مناسبًا للبحوث المختلطة التي تتضمن بيانات نوعية وكمية.

 

أهمية وعي الباحث بفروقات المناهج العلمية:

 

الوعي بالاختلافات المنهجية بين البحث الكمي والكيفي لا يُعد ترفًا علميًا، بل هو عنصر جوهري في تكوين الباحث وتمكينه من إنتاج أبحاث رصينة وقابلة للنشر والتطبيق. واختيار المنهج دون إدراك كامل للفروقات بين الأساليب المختلفة قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة، أو يضعف من القيمة العلمية للبحث، وتتمثل أهمية وعي الباحث بهذه الفروقات في الآتي:

  1. تعزيز جودة البحث، عندما يدرك الباحث خصائص كل منهج وحدوده، يصبح أكثر قدرة على اختيار الأدوات الصحيحة، وتحليل البيانات بطرق مناسبة، مما يرفع من مستوى المصداقية والشفافية في نتائج الدراسة.
  2. بناء المعرفة العلمية الرصينة فالفهم العميق للفروقات المنهجية يساعد في تراكم معرفي متكامل، ويمنع التكرار غير المجدي للأبحاث، ويشجع على طرح أسئلة بحثية جديدة تستند إلى قراءات منهجية دقيقة.
  3. دعم السياسات وصناعة القرار، إن الأبحاث المبنية على منهجية واضحة تكون أكثر تأثيرًا عند عرضها على صناع القرار أو الجهات الرسمية.
  4. التميّز الأكاديمي والنشر العلمي، حيث إن الباحثون الذين يُحسنون اختيار مناهجهم وتبريرها منهجيًا يحصلون على فرص أفضل في قبول أبحاثهم ضمن المجلات العلمية المحكمة.
  5. تدريب الباحثين الجدد، فوعي الباحثين المتقدمين بهذه الفروقات يمكنهم من نقل المعرفة بشكل صحيح للطلاب الجدد، وتوجيههم نحو اختيارات منهجية صحيحة منذ بداية مسيرتهم العلمية.
  6. تطوير أدوات البحث، إن الفهم العميق للمناهج المختلفة يُمكّن الباحث من ابتكار أو تحسين أدوات القياس والتحليل لتناسب سياق بحثه.
  7. دمج الرؤى متعددة التخصصات يعزز وعي الباحث المنهجي من قدرته على العمل في فرق بحثية متعددة التخصصات، مما يزيد من عمق وتكامل نتائج الأبحاث.
  8. التفاعل النقدي مع الأدبيات يساعد هذا الوعي على قراءة الدراسات السابقة قراءة نقدية وتحليلية، مما يثري المراجعة النظرية ويقوي الأساس العلمي للدراسة.

 

إن بناء هذا الوعي لا يأتي في لحظة واحدة، بل يتشكل من خلال القراءة المكثفة، والممارسة البحثية، والانخراط في النقاشات العلمية، ومراجعة الأبحاث المحكمة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تكوين باحث منهجي واعٍ ومؤثر.

 

خاتمة شاملة المقال

 

في الختام، يتبين أن التمييز بين البحث الكمي والكيفي يمثل حجر الأساس لأي عمل بحثي ناجح. فالوعي العميق بالفروقات المنهجية يُمكّن الباحث من اختيار الأدوات المناسبة وتوظيفها بما يخدم أهداف بحثه بدقة. كما أن الاختيار المنهجي المدروس ينعكس بشكل مباشر على جودة النتائج ومدى موثوقيتها. من هنا، يصبح تطوير المهارات المنهجية ضرورة لا غنى عنها لكل باحث يسعى إلى إنتاج علمي رصين يسهم في خدمة المعرفة والمجتمع.

خاتمة شاملة المقال

مراجع المقال:

 

المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. ط3. دار الكتب.

الجادري، عدنان وقنديلجي، عامر وبني هاني، عبد الرازق وأبو زينه، فريد. (2006). مناهج البحث العلمي الكتاب الاول أساسيات البحث العلمي.  مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.

عليان، ربحي مصطفى. (2008). البحث العلمي أسسه مناهجه وأساليبه إجراءاته. بيت الأفكار الدولية.

الدليمي، عصام حسن وصالح، علي عبد الرحيم، (2014). البحث العلمي أسسه ومناهجه. دار الرضوان للنشر والتوزيع.

ما هو الفرق بين البحث الكمي والكيفي؟

  • البحث الكمي يعتمد على الأرقام والإحصاءات لقياس الظواهر وتحليل العلاقات بين المتغيرات. أما البحث الكيفي فيركّز على الفهم العميق للتجارب والمعاني والسلوكيات من خلال النصوص أو المقابلات أو الملاحظات.
  • الكمي يجيب على "كم؟"، بينما الكيفي يجيب على "كيف؟ ولماذا؟".
  • ما هو الفرق بين المقاربة الكمية والكيفية؟

  • المقاربة الكمية تهدف إلى التعميم، وتُستخدم غالبًا في الأبحاث التي تعتمد على العينات الكبيرة والتحليل الإحصائي.
  • أما المقاربة الكيفية فتركز على التفاصيل والسياق، وتُستخدم لاستكشاف الظواهر بعمق من خلال التفاعل المباشر مع المشاركين.
  • ببساطة: الكمية تفسّر الواقع بالأرقام، والكيفية تفهمه من خلال المعنى.
  • ما الفرق بين المنهج الكيفي والمنهج الكمي في البحث العلمي؟

  • المنهج الكمي يستخدم أدوات مثل الاستبيانات وتحليل البيانات الرقمية، وغالبًا ما يكون موضوعيًا.
  • المنهج الكيفي يستخدم أدوات مثل المقابلات المفتوحة والملاحظة، ويُركّز على التفسير والسياق.
  • الفرق الأساسي في طبيعة البيانات: الكمي = بيانات رقمية، الكيفي = بيانات وصفية.
  • ما الفرق بين المتغير الكمي والكيفي؟

  • المتغير الكمي هو الذي يمكن قياسه عدديًا، مثل العمر، الدخل، أو عدد الساعات.
  • المتغير الكيفي هو الذي يصف صفات أو خصائص، مثل النوع، التخصص، أو الحالة الاجتماعية.
  • بمعنى آخر، المتغير الكمي يُقاس، والمتغير الكيفي يُوصَف.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada