لعل من أبسط تعريفات البحث العلمي وأكثرها تعبيراً عن ماهيته هو أنه: جملة من الأنشطة المنظمة والهادفة التي يقوم بها الإنسان للوصول إلى الحقائق أو حل مشكلة محددة.
فلو فرضنا أن المعلم في الصف لاحظ أن أحد طلبته يعاني من مشكلة الخجل، فهو أمام مشكلة تربوية تستلزم منه البحث والتقصي للوصول إلى حل لها حتى لا تؤثر على المستوى العلمي والاجتماعي والنفسي لذلك الطالب. وعندها يبدأ المعلم رحلة بحث علمي حقيقي ينطلق من مشكلة شعر بها وحددها بدقة ليجمع معلومات عنها وينظمها بجهد هادف ومنظم وباستخدام الأدوات المناسبة ليصل إلى تعرف أسباب تلك المشكلة وبالتالي وضع الحلول التي تعالج تلك الأسباب.
ولعل قصة اختراع قانون الجاذبية من قبل نيوتن –سواء أكانت واقعية أو لا- تمثل نموذجاً حياً لاتباع نيوتن لمنهجية البحث العلمي بدءاً من ملاحظته للتفاحة التي سقطت على رأسه، ثم العمليات التفكيرية التي حفزها ذلك الموقف عند نيوتن، فهو لم يقل أن التفاحة سقطت على رأسه بل فكر بأسباب سقوطها. وبدأ بناء على ذلك سلسلة طويلة من الخطوات المنهجية التي أوصلته بالنهاية إلى اكتشاف معرفة جديدة للإنسانية جمعاء.
ولعل عرضنا للمثالين السابقين هو مقصود لتعريف الطالب بأهداف البحث العلمي المتعددة التي تختلف باختلاف الظاهرة المدروسة وقد تتدرج من حل مشكلة واقعية نصادفها يومياً في حياتنا اليومية إلى حل مشكلات اجتماعية واقتصادية على مستوى البلد الذي نعيش فيه، إلى اكتشاف معارف جديدة على مستوى الإنسانية جمعاء وتعميمها وتطبيقها لتعم الفائدة منها.
وبالتالي فإن البحث العلمي لا يمكن أن يكون إلا هادفاً ويمكن تطبيقه في كافة مجالات المعرفة.
وبالتالي أخي الطالب عليك وقبل بداية مشوارك العلمي في مرحلة الماجستير أن تتذكر دائماً أنك تقوم ببحث علمي منظم وهادف بهدف الوصول إلى حل مشكلة لاحظتها او شعرت بها، فأنت تمثل نيوتن في قيامك بتلك الأنشطة البحثية مع اختلاف الغايات والأهداف والوسائل والأدوات التي يفرضها اختلاف طبيعة الموضوع المدروس.
اطلع على أنواع البحوث العلمية