طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

مقدمة في البحث العلمي

2024/08/29   الكاتب :د. بدر الغامدي
عدد المشاهدات(257)

ما هي أهمية المقدمة في البحث العلمي؟


 

يبدأ طالب الدراسات العليا مشواره العلمي في مرحلة الماجستير وهو غير مدرك تماماً للمفاهيم الرئيسة في البحث العلمي، فتختلط عليه الأمور ويتبع تعليمات مشرفه دون أن يفهم أو يعي سبب قيامه بكل خطوة يوجهه إليها المشرف، وعندما يقارب على إنهاء الرسالة تبدأ المفاهيم بالتشكل ويبدأ بفهم أن كل ما قام به هو جزء مهم من منهجية البحث العلمي، وقد يصل الطالب لمرحلة المناقشة وهو غير قادر على فهم ماهية البحث العلمي ومناهجه وإجراءاته.

وحرصاً منا على طلبتنا نبدأ بسلسلة متكاملة من المقالات لتوضيح كل المفاهيم المتعلقة بالبحث العلمي مع أمثلة تطبيقية تيسر على الطالب الفهم والتطبيق.

ونبدأ بتوضيح مفهوم البحث العلمي وخصائصه ومعاييره وأخلاقياته:

مفهوم البحث العلمي


 

 

لعل من أبسط تعريفات البحث العلمي وأكثرها تعبيراً عن ماهيته هو أنه: جملة من الأنشطة المنظمة والهادفة التي يقوم بها الإنسان للوصول إلى الحقائق أو حل مشكلة محددة.

فلو فرضنا أن المعلم في الصف لاحظ أن أحد طلبته يعاني من مشكلة الخجل، فهو أمام مشكلة تربوية تستلزم منه البحث والتقصي للوصول إلى حل لها حتى لا تؤثر على المستوى العلمي والاجتماعي والنفسي لذلك الطالب. وعندها يبدأ المعلم رحلة بحث علمي حقيقي ينطلق من مشكلة شعر بها وحددها بدقة ليجمع معلومات عنها وينظمها بجهد هادف ومنظم وباستخدام الأدوات المناسبة ليصل إلى تعرف أسباب تلك المشكلة وبالتالي وضع الحلول التي تعالج تلك الأسباب.

ولعل قصة اختراع قانون الجاذبية من قبل نيوتن –سواء أكانت واقعية أو لا- تمثل نموذجاً حياً لاتباع نيوتن لمنهجية البحث العلمي بدءاً من ملاحظته للتفاحة التي سقطت على رأسه، ثم العمليات التفكيرية التي حفزها ذلك الموقف عند نيوتن، فهو لم يقل أن التفاحة سقطت على رأسه بل فكر بأسباب سقوطها. وبدأ بناء على ذلك سلسلة طويلة من الخطوات المنهجية التي أوصلته بالنهاية إلى اكتشاف معرفة جديدة للإنسانية جمعاء.

ولعل عرضنا للمثالين السابقين هو مقصود لتعريف الطالب بأهداف البحث العلمي المتعددة التي تختلف باختلاف الظاهرة المدروسة وقد تتدرج من حل مشكلة واقعية نصادفها يومياً في حياتنا اليومية إلى حل مشكلات اجتماعية واقتصادية على مستوى البلد الذي نعيش فيه، إلى اكتشاف معارف جديدة على مستوى الإنسانية جمعاء وتعميمها وتطبيقها لتعم الفائدة منها.

وبالتالي فإن البحث العلمي لا يمكن أن يكون إلا هادفاً ويمكن تطبيقه في كافة مجالات المعرفة.

وبالتالي أخي الطالب عليك وقبل بداية مشوارك العلمي في مرحلة الماجستير أن تتذكر دائماً أنك تقوم ببحث علمي منظم وهادف بهدف الوصول إلى حل مشكلة لاحظتها او شعرت بها، فأنت تمثل نيوتن في قيامك بتلك الأنشطة البحثية مع اختلاف الغايات والأهداف والوسائل والأدوات التي يفرضها اختلاف طبيعة الموضوع المدروس.
 

اطلع على أنواع البحوث العلمية

خصائص البحث العلمي

 

في أثناء قيامك بالبحث العلمي لا بد أن تضع نصب عينيك أن البحث العلمي يتميز بمجموعة من الخصائص التي يجب على الباحث التقيد بها ومن أهمها:

  1. وجود غاية أو هدف للبحث: وإلا ستكون كل الإجراءات عشوائية وتؤدي بالباحث إلى الوصول إلى معلومات لا تمت لموضوعه بصلة.
  2. الموضوعية: أي الابتعاد عن الآراء الشخصية أو التحيز لها. (ففي مثالنا السابق عن المعلم ومشكلة الخجل، قد يتوقع المعلم أن سبب الخجل عند الطالب هو المعاملة الوالدية، إلا أنه يجب عليه البحث عن كل الأسباب بغض النظر عن توقعاته الشخصية).
  3. القدرة الاختبارية: أي قابلية المشكلة للاختبار والقياس وإمكانية جمع المعلومات عنها (وهذا ما يعانيه الكثير من طلبتنا عند اختيارهم لموضوع معين ويرفض من قبل المشرف، لأنهم لا يدركون أنهم سيصلون لمنتصف الطريق ليعرفوا حينها أن المشكلة التي تم اختيارها غير قابلة للاختبار أو الدراسة ومنها مثلاً المشكلات التي لها خصوصية أمنية على مستوى الدولة او البلد).
  4. القدرة على تعميم النتائج: على الحالات المشابهة وعدم الاقتصار على الحالات التي تمت دراستها بالتحديد، فالحلول التي توصل إليها المعلم لمشكلة الخجل لدى ذلك الطالب (عينة الدراسة) يجب أن تنطبق على كل الحالات المماثلة في الأسباب والظروف والشروط).
  5. التنظيم ويعني اتباع منهجية علمية لها خطوات محددة إضافة إلى قدرة الباحث على عرض البيانات وتسلسها بشكل يتيح للقارئ فهمها والاستفادة منها. (وهي ما سنتناوله في الفقرة التالية)

خطوات البحث العلمي:

 

ما سنعرضه في هذه الفقرة هي الخطوات العامة للبحث العلمي بسبب اختلاف العلماء والباحثين في تحديد الخطوات التفصيلية بدقة وبسبب اختلاف تلك الخطوات من منهج لآخر، إلا أنه يجب على الباحث اتباعها بكل أمانة وموضوعية وفق ما يأتي:  

  1. الشعور بالمشكلة وتحديدها.
  2. تحديد أبعاد المشكلة متضمناً ذلك الأهداف والأهمية والمبررات والحدود على اختلاف أنواعها.
  3. تحديد مصادر جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بالمشكلة سواء الخلفية النظرية عنها أو الدراسات والبحوث السابقة المتعلقة بها.
  4. تحديد المنهج المناسب لطبيعة المشكلة والأدوات المناسبة لجمع المعلومات وتحديد المجتمع الأصلي والعينة.
  5. جمع البيانات وتصنيفها وتحديد الأساليب المناسبة لمعالجتها.
  6. استخلاص النتائج من خلال معالجة البيانات.
  7. تقديم مجموعة من التوصيات والمقترحات في ضوء النتائج التي تم استخلاصها.
  8. صياغة البحث وكتابته بشكل مفهوم للقارئ وبحيث تتم الاستفادة منه.

ولا بد من الإشارة إلى أننا قد اكتفينا بعرض الخطوات العامة لأننا سنأتي على تفصيلها لاحقاً.

لا يفوتك مقال رائع عن أهداف البحث العلمي

معايير البحث العلمي الجيد


 

 

يرجو كل طالب أن يكون بحثه أفضل من أي بحث آخر، إلا أن ذلك لا يأتي من فراغ أو من جهد فائض لا طائل منه، وليحقق الباحث غايته في التميز يجب أن يعرف معايير البحث الجيد ثم يلتزم بها ليكون بحثه جيداً، ومن أهم تلك المعايير نذكر:

  1. وضوح العنوان وشموليته ودلالته المباشرة على المشكلة المطروحة.
  2. الدقة في كل خطوة من خطوات البحث العلمي بدءاً من تحديد المشكلة إلى اختيار الأدوات والمقاييس المناسبة إلى جمع المعلومات وتحليلها ومعالجتها وصولاً إلى صياغة النتائج وتقديم التوصيات والمقترحات. ومن أكثر النصائح التي توجه للطالب ليحقق هذا المعيار هو أن يبتعد عن الحشو والاستطراد والدخول في التفاصيل التي لا طائل منها بل يكتفي بما هو مفيد ولازم. 
  3. التنسيق والتنظيم والترابط بما يتيح للقارئ الانتقال من فصل لآخر بشكل منطقي مرن ومضبوط ومترابط فكل فصل يمهد لما يليه ويكمل ما سبقه.
  4. حداثة المشكلة المطروحة وارتباطها بالواقع الحالي، ومثال ذلك أن كثيراً من الباحثين ما زالوا حتى الآن يختارون مواضيع تتعلق بجائحة كورونا التي تجاوزها العالم وتناولها من كل جوانبها واستفاد من تأثيراتها بشكل أو بآخر بفضل البحث العلمي، ففي هذا ابتعاد عن الواقع ومعالجة لمشكلة قديمة أو مطروقة سابقاً بشكل كبير، ويكون مصير الموضوع الرفض من قبل اللجنة المختصة.
  5. التزام الموضوعية في كامل البحث والابتعاد عن التحيز للآراء الشخصية.
  6. خلو البحث من الأخطاء اللغوية والإملائية والمطبعية التي تفقده أهميته، وهنا يجب على الباحث صياغة البحث بلغة جيدة واضحة ومفهومة وغير معقدة.
  7. الإسناد من خلال الاعتماد على الكتب والمصادر الأصلية مع الدقة والأمانة العلمية في الاقتباس.

تعرف على تعريف البحث العلمي وأنواعه

ولعل أكثر ما يفيدك هنا أخي الطالب أن تسأل نفسك الأسئلة الآتية قبل البدء بالبحث:

ما مدى قابلية الموضوع للبحث؟ ما فائدته العملية؟ هل هو جديد؟ هل يعالج مشكلة واقعية؟ هل تتوافر المصادر والمراجع حول المشكلة المطروحة؟ هل متغيراته قابلة للقياس والاختبار؟ هل يمكن تعميم النتائج التي سيتم التوصل إليها؟ 

فإذا كانت الإجابات كلها (نعم) ابدأ بصياغة العنوان والتزم بما سيأتي من أخلاقيات تساعدك في قبول بحثك واعتباره من البحوث العلمية الجيدة.

أخلاقيات البحث العلمي

 

يقصد بأخلاقيات البحث العلمي الضوابط والصفات التي يجب على الباحث أن يتسم بها، ومن هذه الأخلاقيات:

  1. المصداقية والأمانة العلمية سواء من حيث النقل والاقتباس من المراجع العلمية أو في نقل النتائج كما تم التوصل إليها دون تغيير وإن كانت مخالفة لتوقعات الباحث أو الواقع.
  2. الحيادية والموضوعية العلمية دون تأثير الآراء الشخصية او اهتمامات الباحث وتوقعاته في النتائج التي سيتم التوصل إليها.
  3. التواضع أما نتائج وأعمال الآخرين وضرورة التخفيف من استخدام عبارات "الأنا" في أثناء كتابة البحث العلمي.
  4. التجرد وتعني الابتعاد عن إعطاء أي آراء شخصية غير معززة بالشواهد المقبولة والمقنعة.

المراجع:

 

دشلي، كمال. (2016). منهجية البحث العلمي. منشورات جامعة حماه، سورية.

الشربيني، زكريا، وصادق، يسرية، والقرني، محمد سالم، ومطحنة، السيد خالد. (2013). مناهج البحث في العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية. مكتبة الشقري.

ماجد، ريما. (2016). منهجية البحث العلمي. مؤسسة فريدريش إيبرت: بيروت.

المحمودي، محمد. (2019). مناهج البحث العلمي. دار الكتب: صنعاء.

ما هي أهمية البحث العلمي؟

  • البحث العلمي يسهم في تطوير المعرفة، حل المشكلات، وتقديم تفسيرات دقيقة لظواهر مختلفة.
  • ما هي الخطوات الأساسية للبحث العلمي؟

  • تحديد المشكلة، وضع الفرضيات، جمع البيانات، تحليل النتائج، واستخلاص الاستنتاجات.
  • ما هي أنواع المناهج المستخدمة في البحث العلمي؟

  • مناهج مثل المنهج الوصفي، المنهج التجريبي، والمنهج التاريخي.
  • كيف يتم اختيار موضوع البحث العلمي؟

  • يعتمد على اهتمامات الباحث، أهمية الموضوع، ومدى توفر المصادر والمراجع.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada