تتعلق أهمية البحث العلمي بمدى أهمية المشكلة البحثية التي تم اختيارها من قِبَل الباحث وفائدتها العلمية، وما مدى استفادة المجتمع منها.
ويمكن توزيع أهمية البحث العلمي على ثلاث عناصر هامة وهي:
- أهمية تحقيق الفائدة العلمية من البحث العلمي.
- مدى مساهمة البحث العلمي في تقدم المعرفة.
- مدى مساهمة البحث العلمي في تنمية وتطوير البحوث الأخرى.
أولاً: أهمية تحقيق الفائدة العلمية من البحث العلمي:
تُعَد الأهمية والفائدة هي أهم متطلبات البحث العلمي، لأن من أهداف البحث العلمي هو التوصل إلى حقائق ومعارف وأساليب عملية تساعدنا في تحسين ظروف المجتمع وتحقيق التطور العلمي والتنمية المعرفية، فيجب على الباحث بعد اختياره لعنوان البحث العلمي الخاص به أن يسأل نفسه هل هذه الدراسة العلمية مفيدة؟، وإذا كانت مفيدة ما هي الفائدة العملية منها؟، وما هي الفئة المستهدفة في الاستفادة من هذا البحث العلمي؟
وهذا لا يعني أنه يجب أن تكون كل الأبحاث ذات فائدة عملية بل بالعكس أن قيمة البحث العلمي وأهميته تنبع من مدى مساهمته في بناء الفكر والنظرية، ولكن الأبحاث النظرية تحتاج إلى جهود خاصة وفكر عميق ولذلك من الأفضل أن تكون للمتخصصين والمفكرين.
ثانياً: مدى مساهمة البحث العلمي في تقدم المعرفة:
يهدف البحث العلمي للوصول إلى معارف ومعلومات جديدة لم بتوصل إليها أحد من قبل في نفس المجال الذي يعمل فيه الباحث، لذلك فإن أهمية البحث العلمي تَكْمُن في كونِهِ يضيف معارف جديدة للعديد من التخصصات في مختلف المجالات.
وليس من الضروري أن تقوم كل الأبحاث بتقديم معارف جديدة أو مشكلة جديدة، ولكن من الممكن أن يقدم الباحث أبحاثاً قد تمت دراستها من قبل، ولكن سيقوم الباحث بها ليؤكد صحة نتائجها أو ينفي صحتها بهدف الوصول إلى الحقيقة حول هذا الموضوع، ففي هذه الحالة يكون الباحث قد قدم جديد وأضاف معرفة جديدة تأكيداً لحقيقة ما تم التوصل إليه من قبل الباحثين الآخرين.
ثالثاً: مدى مساهمة البحث العلمي في تنمية وتطوير البحوث الأخرى:
أن العديد من البحوث العلمية لم تعطي نتائج هامة وشاملة لجميع الجوانب والمواقف التي ترتبط بموضوعها، فالعديد من البحوث تختص بدراسة جوانب معينة في موضوعٍ ما دون غيرها من الجوانب الأخرى، فحتى يتمكن الباحث من البحث الدقيق والشامل يحدد أحد جوانب الموضوع ويقوم بدراسته دراسة كافية، ويترك المجال مفتوحاً للعديد من الدراسات والأبحاث التي تُكمِلْ موضوعه ولكن من خلال الجوانب الأخرى التي لم يتناولها بالدراسة، مما يجعله مساهماً بشكل كبير في تنمية وتطوير البحوث والدراسات العلمية الأخرى.