طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

أهمية وشروط تطبيق الملاحظة في البحث العلمي

2024/06/02   الكاتب :د. ريم الأنصاري
عدد المشاهدات(596)

أهمية وشروط تطبيق الملاحظة في البحث العلمي

 

 

تُعتبر الملاحظة العلمية أحد أدوات جمع البيانات في البحث العلمي، حيث تمثل العين التي ترصد التفاصيل والملاحظات الهامة التي يمكن أن تفتح أفقًا للباحث، والتي تستوجب الدقة والموضوعية في جمع البيانات التي تدعم الدراسات العلمية والاستنتاجات وتوثيقها وتسجيلها بشكل يعكس الحقائق الواقعية؛ فعندما تُطبق الملاحظة في البحث العلمي بشكل صحيح، توفر قاعدة قوية لتحليل البيانات واستنتاجات البحث، مما يستدعي فهم الباحثين لأهمية الملاحظة في مساعدتهم في تحليل الظواهر المختلفة واستنتاج النتائج بدقة ومصداقية عالية.

ما هي الملاحظة في البحث العلمي؟:

 

 

الملاحظة في البحث العلمي هي عبارة عن أداة لجمع المعلومات والبيانات والملاحظات المهمة التي تؤدي إلى فهمٍ عميقٍ وشاملٍ لموضوع الدراسة، وتعتبر الملاحظة أداةً رئيسية لتوثيق الظواهر والأحداث التي قد تكون ذات أهمية في عملية البحث، ويمكن للباحث من خلال الملاحظة الدقيقة والموضوعية أن يقيِّم الظواهر من حوله ويحللها بشكل دقيق وموضوعي، مما يساعده في اكتشاف العلاقات والتنبؤات العلمية المهمة.

ويمكن تعريف الملاحظة بأنها عملية نقدية وتحليلية للأحداث والأشياء الملاحَظَة، تهدف إلى تسجيل التفاصيل والمعلومات الضرورية بدقة ووضوح، والتي تتضمن التركيز الشخصي للباحث على الجوانب المهمة والملحوظة، وذلك بغرض فهم أفضل للموضوع وتحليله بشكل كامل.

أهمية الملاحظة في البحث العلمي:

 

 

تستمد الملاحظة أهميتها في البحث العلمي من خلال دورها في توثيق الحقائق والتفاصيل التي يمكن أن تفسر الظواهر والظواهر الطبيعية بشكل شامل، ويمكن توضيح أهمية الملاحظة كأداة في البحث العلمي من خلال النقاط التالية:

  1. تساعد الباحث بشكل كبير في عملتي الاستقراء والاستنباط.
  2. تساعد الباحث في معرفة ردود الأفعال المختلفة للأفراد والتغييرات الواردة على الظواهر المختلفة.
  3. تمكن الباحث في متابعة التغيرات السلوكية للأفراد ورصدها سواء كانت إيجابية أو سلبية.
  4. تساعد الباحث في دراسة ديناميكية الأفراد والجماعات والمجتمعات المختلفة، وذلك من  خلال جمع العديد من البيانات المتعلقة بعادات وتقاليد بعض الجماعات ذات المعتقدات الخاصة

أهمية الملاحظة في البحث العلمي:

أنواع الملاحظة في البحث العلمي:

 

 

الملاحظة في البحث العلمي لها نوعان وهما:

الملاحظة بالمشاركة:

هي تلك الملاحظة التي يتقمص فيها الباحث أو ما ينوب عنه دور أحد أفراد العينة التي تتم عليهم الدراسة، وفي هذ الحالة يقوم الباحث بدورين، دور الباحث ودور الشخص الذي تتم ملاحظته وإجراء البحث عليه، وبذلك فإنه يقوم بجميع النشاطات التي يقوم بها الملاحَظ، ومن العيوب على هذا النوع من الملاحظة:

  1. ما يتعلق باقتحام شخصية الآخرين والدخول في خصوصياتهم.
  2. ما يتعلق بما يشعر به الملاحظون من تعرضهم للخداع من قبل الباحث.

الملاحظة غير المشاركة:

هي تلك الملاحظة التي لا يقوم فيها الباحث بالنشاطات التي يقوم بها أفراد العينة المعنية بالدراسة والخاضعون للملاحظة، حيث يكتفي الباحث في هذا النوع بتسجيل البيانات عن سلوك الأشخاص أو أفراد العينة، وتصرفاتهم حسب ما تقتضيه الدراسة وأهدافها التي تم تحديدها من قبل.

ما الفرق بين الملاحظة بالمشاركة والملاحظة غير المشاركة:

  1. للملاحظة بالمشاركة طموحات أكثر من الملاحظة من دون المشاركة.
  2. تقدم الملاحظة بالمشاركة عناصر عن الوضع الراهن، فهي تستخرج المعنى الذي يمنحه لها العينة المستهدفة.
  3. تسمج الملاحظة بالمشاركة برسم صورة شاملة عن مجتمع البحث والدراسة.
  4. تمنح إمكانية التعرف على كيفية إدراك أعضاء مجتمع البحث لهذا الوضع.
  5. لا تكتفي الملاحظة فقط بالحقل المرئي، بل تستنجد بوسائل أخرى مثل المقابلة وتحليل المضمون.

ما هي شروط تطبيق الملاحظة في البحث العلمي؟:

 

 

عند استخدام الملاحظة كأداة لجمع البيانات في البحث العلمي يجب على الباحث تطبيق الشروط الآتية:

  1. تحديد الهدف أو مجموعة الأهداف التي يسعى الباحث لتحقيقها أو الوصول إليها من خلال الملاحظة.
  2. أن يقوم الباحث بتحديد السلوك الذي يريد ملاحظته.
  3. تحديد الفئات أو الأشخاص الذين سيخضعون للملاحظة.
  4. يجب على الباحث أن يحدد الوقت اللازم والفترة الزمنية التي يحتاجها للملاحظة.
  5. ترتيب الظروف المكانية والبيئية وتهيئتها لإجراء الملاحظة.
  6. إعداد سجل مخصص لتدوين كافة البيانات والمعلومات أثناء عملية الملاحظة.
  7. تجهيز الأدوات الخاصة بالملاحظة مثل كاميرات الفيديو أو غيرها من الأدوات التي تساعد الباحث على إجراء الملاحظة.
  8. يجب على الباحث مراعاة عدم اختراق خصوصيات الأشخاص دون أن يعلموا ذلك مسبقاً.
  9. تسجيل البيانات والمعلومات بشكل نظامي ودقيق، وتسجيلها مباشرةً عقب حدوثها.
  10. يجب على الباحث تحري الموضوعية والدقة في الملاحظة وأساليبها، وعدم التسرع في تسجيل النتائج.

 

 

 

 

 

 

ما هي شروط تطبيق الملاحظة في البحث العلمي؟:

خطوات تطبيق الملاحظة في البحث العلمي:

 

 

يوجد عدد من الإجراءات والخطوات المهمة لاستخدام أداة الملاحظة لجمع البيانات والمعلومات، ومن هذه الإجراءات ما يلي:

  1. تعريف التغيرات التي ستتم ملاحظتها، فالباحث لا يستطيع ملاحظة كل ما يدور من حوله في أُناء جلسة الملاحظة.
  2. تتم علمية التحديد من خلال أسئلة الدراسة وفروضها، وتسمى بوحدة ويعبر عنها الباحث بصورة كمية، كما تحدد لها فترة زمنية مناسبة.
  3. يحتاج الباحث بعد ذلك بتحديد بداية عملية الملاحظة، ومواعيدها، فإذا كان السلوك الملاحظ تتغير نسبة حدوثه بتغير أيام الأسبوع أو ساعات اليوم الوحد، فليس من الحكمة أن تتم الملاحظة في يوم محدد.
  4. تسجيل الملاحظة، ويفضل أن يتم وقت حدوث السلوك الملاحظ، وما دامت الفترة المحددة لوحدة الملاحظة قصيرة نسبيًا فإنه يفضل استخدام أسلوب بسيط وسريع للتسجيل.
  5. تقييم ثبات الملاحظين حيث يجب أن تحظى الملاحظة بنسبة معقولة من الثبات، وإلا فإنه  لن يعتد بنتائجها.
  6. تدريب الملاحظين لضمان الثقة في النتائج، ويجب أن يتم التدريب قبل الشروع في عملية الملاحظة الفعلية، ويتم التدرب بواسطة الآتي:
  1. التعريف بالسلوك المراد ملاحظته.
  2. بيان كيفية تسجيله، والفترة الزمنية المحددة له.
  3. عرض موقف سلوكية مسجلة على شريط فيديو لملاحظتها.
  4. مقارنة نتائج جميع الملاحظين.
  5. إعادة تدريب جميع الملاحظين حتى تصل درجة التوافق بينهم إلى 80% كحد أدنى.
  6. التقليل من عمليات التحيز في الملاحظة بين الباحثين وأفراد العينة.

 

لا يفوتك مقال شمولي عن استخدام الملاحظة في البحث النوعي

 

أكثر الأخطاء الشائعة عند استخدام الملاحظة في البحث:

 

 

هناك أخطاء متعددة من الممكن أن يقع فيها الباحثين عند استخدام الملاحظة كأداة لجمع البيانات في البحث العلمي وهي:

  1. عدم الاهتمام بتسجيل الملاحظات بصورة دقيقة وموثقة أول بأول من أبرز الأخطاء الشائعة في الملاحظة، مما قد يؤدي إلى فقدان البيانات المهمة وتشويه النتائج.
  2. التأخر في تسجيل الملاحظات وعدم الالتزام بالترتيب الزمني لها: وهو بدوره من الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها لضمان الدقة والموضوعية.
  3. التحيز والبعد عن الموضوعية من أبرز المشاكل التي قد تواجه عملية الملاحظة في البحث العلمي، حيث قد يؤدي التحيز المعرفي أو الثقافي إلى تشويش النتائج وتقديم استنتاجات غير دقيقة.
  4. قد يلجأ بعض من أفراد العينة إلى التصنع أو إظهار ردد فعل وانطباعات مصطنعة إلى الباحث، عند معرفة أنهم ملاحظون من جانب الباحث، يجب على الباحث توخي الحذر في هذه النقطة.
  5. يمكن أن تحدث بعض العوامل الخارجية التي قد تعيق أسلوب الملاحظة مثل حالة الطقس وبعض العوامل الشخصية.
  6. من الممكن أن يفشل الباحث في الاندماج مع مجتمع الدراسة وبالتالي يترتب عليه الفشل في جمع البيانات المطلوبة.

 

أهم استخدامات الملاحظة كأداة في البحث العلمي:

 

 

يتم استخدام أداة الملاحظة في البحث العلمي كأداة لجمع المعلومات في الحالات الآتية:

  1. المظاهر السلوكية التي يصعب دراستها بالوسائل أو الأدوات الأخرى.
  2. الحصول على معلومات عن السلوك في المواقف الطبيعية، مثل سلوك الأطفال أثناء اللعب أو الأكل، أو عن نمط ودرجة التفاعل الاجتماعي بين المجموعات البشرية المختلفة.
  3. الأنماط الأساسية من السلوك التي يمكن تشخيصها بملاحظة السلوك والتصرف الطبيعي تحت ظروف معينة يتفاعل فيها الفرد مع العوامل المحيطة به.
  4. ملاحظة بعض الظواهر التي يستطيع الباحث السيطرة على عناصرها كما يحدث في تجارب المختبرات في العلوم الطبيعية.
  5. ملاحظة بعض الظواهر التي لا يستطيع التأثير على عناصرها كما يحدث في علم الفلك.
  6. جمع البيانات عن ملاحظة سلوك رواد المكتبة أو السوق أو المحل التجاري على سبيل المثال.
  7. تستخدم الملاحظة للتعرف على انطباعات المسافرين أو المراجعين أو الزوار بعد حصولهم على خدمة معينة أو استماعهم لشرح، أو مشاهدتهم لعرض محدد. بحيث يمكن التعرف على مدى رضائهم أو عدم رضائهم عن الخدمة أو المعلومات المقدمة لهم مما يمكن معه الحصول على بيانات في غاية الأهمية والتي يستفاد منها في تطوير الخدمة أو تحديد موقعها أو تعديل أسلوب وطريقة تقديمها.

 

توجيهات لتحسين تطبيق الملاحظة:

 

 

توجد بعض الإرشادات والتوجيهات التي إذا ما اتبعها الباحث عند استخدام الملاحظة يؤدي ذلك إلى تحسين تطبيقها في البحث العلمي وهي:

  1. يجب ن يحصل بالملاحظة على معلومات مسبقة على الشيء الذي سيقوم بملاحظته.
  2. يجب ن تكون أهداف القائم بالملاحظة واضحة لديه سواء تلك الأهداف عامه أو محددة.
  3. أن يقوم الباحث بوضع وسيله ملائمة لتسجيل النتائج.
  4. إجراء لملاحظة بعناية أي عدم الملاحظة بطريقه سريعة غير منظمه كما يجب أن يعرف الملاحظ موضوع الملاحظة وأن يصدق بياناتها وان ينمي مهارات الملاحظة لديه.
  5. يجب التدريب على أدوات وأجهزة القياس والإحاطة بها قبل استخدامها.
  6. الالتزام بالتسجيل الفوري أول بأول لكل السلوكيات أثناء الملاحظة.

 

مراجع المقال:

 

 

المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. ط3. دار الكتب.

الجادري، عدنان وقنديلجي، عامر وبني هاني، عبد الرازق وأبو زينه، فريد. (2006). مناهج البحث العلمي الكتاب الاول أساسيات البحث العلمي.  مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.

عليان، ربحي مصطفى. (2008). البحث العلمي أسسه مناهجه وأساليبه إجراءاته. بيت الأفكار الدولية.

سليمان، سناء. (2010). أدوات جمع البيانات في البحوث النفسية والتربوية. عالم الكتاب

ما هي أهمية الملاحظة؟

  • تتمثل أهمية الملاحظة في النقاط التالية:
  • 1. ملاحظة السلوكيات التي يصعب دراستها بالأدوات الأخرى.
  • 2. الحصول على معلومات عن ظاهرة محددة في بيئة طبيعية.
  • 3. تشخيص أنواع السلوكيات والتصرفات الطبيعية للظاهرة أو العينة المستهدفة.
  • أهم مميزات الملاحظة في البحث العلمي:

  • 1. المعلومات المجمعة من خلال الملاحظة في البحث العلمي تتغلغل في أعماق وأسباب المشكلة أو الموضوع محل الدراسة.
  • 2. تمتاز الملاحظة بالشمولية والتفصيل، كونها تؤمن للباحث كل المعلومات التي يريد الحصول عليها، بالإضافة إلى المعلومات الإضافية التي لم يكن يتوقعها الباحث.
  • 3. المعلومات والإجابات التي يحصل عليها الباحث عن طريق الملاحظة تكون أقرب للصحة، وأكثر دقة من أي أداة أخرى.
  • أهم عيوب وقيود بيانات الملاحظة في البحث

  • 1. ظهر شيء من التصنع من جانب المستجيبين مما يؤثر بالسلب على ردود الأفعال والانطباعات.
  • 2. كثيرًا ما تدخل عوامل خارجية تعيق أسلوب الملاحظة، مثل الطقس والعوامل الشخصية الطارئة للباحث نفسه.
  • 3. قد تحدث الظاهرة المراد ملاحظتها في أماكن متفرقة لا يتسنى للباحث وجوده فيها في وقتٍ واحد.
  • 4. قد يفشل الباحث في الاندماج مع مجتمع الدراسة وبالتالي يفشل في جمع البيانات المطلوبة.
  • 5. قد يظهر نوع من التحيز وعدم الموضوعية عند اندماج الباحث والتعاطف مع المبحوثين.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    مقالات ذات صلة

    الوســوم

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada