أسلوب دلفاي

يهتـم أسلوب دلفاي بتحليـل وتفكيك أزمة مـا وإحالتهـا الـى مشـاركة جماعيـة، من خلال آليات فكرية مُحكَمـة لمجموعـة مـن الخبـراء المختصيـن، وإبداء وجهات نظرهم حولة مشكلة أو قضية ما، بالإضافــة الى حدس مجموعة مــن الخبراء، والتنبـؤ والتجربـة وتبـادل الخبـرات واسـتثمار النظـم المعرفيـة والإداريـة، وآلية أسلوب دلفاي تقوم على تحديد المشكلة ثم استخدام الآليات التي تتناسب معها وفقاً لآراء الخبراء، ومن ثم تقوم بتحديد الأهــداف أو المعالجـات، ويبدأ البحث من حيث ينتهي، فالهدف من البحث هو التطبيـق لا التنظيـر فحسـب.

ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف سويا على أسلوب دلفاي والنظرة المستقبلية من خلال عدة نقاط وهي:

• لماذا سميَّ أسلوب دلفاي بهذا الاسم؟.
• كيفية تطبيق واستخدام أسلوب دلفاي؟.
• استخدامات وخصائص أسلوب دلفاي.
• عيوب استخدام أسلوب دلفاي وبعض الملاحظات الهامة.
• أسلوب دلفاي pdf.

1. استمد أسلوب دلفاي اسمه من معبد دلفاي الذي كان يتردد عليه سقراط بشكل مستمر ويتعلم فيه، حيث كان المعبد يهتم بالمعرفة الما بعدية، ومن الأرجح أن تكون هذه المعرفة احتمالية، كما أنها تعني التنبؤ واستقبال القادم من الأحوال والظواهر، أي أنها استراتيجية السيطرة على الما بعد.
2. من خلال هذا المعبد خرجت إلينا صورة التقنية التي طبقت في العديد من البلدان ونجحت بشكل كبير في علاج وإصلاح شتى الأخطاء وهي تقنية دلفاي.
3. يرجع استخدام اسم دلفي في التنبؤ بالمستقبل إلى اليونان إذا يوجد هناك معبد دلفي المخصص لعبادة الإله ابولو الذي يرمز إلى قوة العقل، وكان الناس في ذلك الوقت يلجؤون إلى كهنة هذا المعبد ويسألونهم عن الغيب أو ما يمكن تسميته الآن بالمستقبل وفي الغالب كانت هذه التنبؤات عبارة عن رموز يكون بتفسيرها بعض من الحاشية.

يتم تطبيق أسلوب دلفاي على أساس التنبؤ وأخذ تصورات من عدد من الخبراء في مجال معين أو تخصصات معينة، سوف يحدث إليها بعض التغيرات في المستقبل من واقع خبراتهم وتوقعاتهم، ومن ثم تُجمع هذه التصورات والتنبؤات، وتكرر هذه العملية أكثر من مرة حتى يتوصلوا إلى مجموعة من التصورات التي يتفق عليها، ويمكن تلخيص عملية تطبيق واستخدام أسلوب دلفاي إلى مجموعة من الخطوات الهامة والتي تتمثل في:

1. تحديد الموضوع محل الدراسة والذي يتم التنبؤ واستقصاء المستقبل الممكن و المحتمل من أجله.
2. بناء استبانة كأداة لجمع البيانات.
3. اختيار مجموعة من الخبراء لكي يدلو بآرائهم من خلال الإجابة على أسئلة الاستبانة.
4. القيام بالقياس الأولي لآراء الخبراء التي وردت عند تطبيق الاستبانة في الجولة الأولى.
5. تنظيم وترتيب البيانات الواردة في الاستبانة الأولية وتلخيصها.
6. القيام بعرض نتائج الاستبانة الأولية على مجموعة الخبراء كنوع من أنواع الأغذية المرتدة.
7. إعادة قياس الآراء الواردة في استجابات الخبراء بعد ما يقوموا بإجراء التغييرات والتعديلات المناسبة في ضوء استجابات زملائهم.
8. القيام بتطبيق الاستبانة على مدار ثلاث جولات على الأقل لكي يضمن ثبات الإجابات.
9. القيام بتحليل وتفسير البيانات وكتابة التقرير النهائي.

هناك العديد من الاستخدامات والخصائص المتعددة لأسلوب دلفاي حيث يتم استخدام أسلوب دلفاي بشكل عام في الموارد الآتية:

1. السلوك التنظيمي والإداري.
2. خرجات التقويم وصناعة القرار.
3. الاتجاهات المستقبلية  للتربية والطلبة أصحاب الحاجات الخاصة.
4. يستخدم أسلوب دلفاي في التعلم عن بعد.
5. الأداء والفاعلية المؤسسية.
6. يستخدم أسلوب دلفاي في تحقيق عملية التنبؤ بالمستقبل حول مجموعة من الأحداث الجارية، ومن ثم تطابق التجديدات التكنولوجية والاجتماعية المتوقعة في المستقبل.

يتسم أسلوب دلفاي بعدد من السمات والخصائص وأغلبها يمثل التطبيق بالإضافة إلى التخطيط ومنها:

1. يعتبر أسلوب دلفاي أسلوب حدسي يعتمد في الأساس على حدس مجموعة من الخبراء الذين يتمتعون بدرجة كبيرة من الصدق والموضوعية والدقة.
2. يتصف أسلوب دلفاي بالحرية، حيث يشترط عدم معرفة الخبراء المشتركين لبعضهم البعض، الأمر الذي يجعلهم يدلون بآرائهم بكل حرية وموضوعية دون التعرض إلى أي تأثيرات شخصية أو شعور بالحرج.
3. إمكانية استخدامه بوصفه أسلوباً استكشافياً استقرائياً لدراسة المستقبل، حيث يتنبأ بالمستقبل انطلاقاً من الحاضر كما يحدد مستقبلات ممكنة أو محتملة، وكونه أسلوب استهدافي، وذلك من خلال التنبؤ بصور ومشاهد مرغوبة في المستقبل ثم يعود إلى الحاضر لتوجيهه نحو المستقبل المرغوب.
4. يعتبر أسلوب دلفاي عملية تبادلية تكاملية بين الخبراء والمراقبين المشتركين وليس عملية تنافسية، كما يعتمد على المدخلات الكيفية مثل ( أراء- أحكام شخصية- أفكار ذاتية )، وذلك من منطلق تحليل المشكلات وليس اتخاذ القرار.
5. إن إجراء التنبؤ مرات عديدة يتيح أمام كل خبير المقارنة لإجاباته واجابات المجموعة ليقوم بالاستفادة منها في إجاباته في الجولة التالية، كما يتعين على كل خبير مشارك مراجعة تقديراته أكثر من مرة.
6. يتميز أسلوب دلفي بالمرونة، حيث يجمع بين الأساليب الحدسية والاستكشافية والاستهدافية ولا ينحصر في نمط واحد بالإضافة إلى أنه أسلوب إحصائي يقوم على استخدام مناهج الإحصاء في تحليل النتائج، الأمر الذي يُكسب النتائج أكثر موضوعية.
7. تُعَد منهجية دلفاي من أفضل الطرق وأكثرها فاعلية للحصول على النتائج المطلوبة وهذا ما لا يمكن الحصول عليه من المقابلات وجهاً لوجه في العديد من القضايا وذلك نتيجة( بعد المسافات والوقت والكلفة و الخلافات السياسية والصراعات على مراكز القوى ومشاكل الاتصالات).

على الرغم من المزايا المتعددة التي يتميز بها أسلوب دلفاي إلا أنه يعاني من بعض أوجه القصور التي تهدد صدق وثبات النتائج التي من الممكن التوصل إليها، كما توجد بعض العيوب التي لا تكمن في أسلوب دلفاي بحد ذاته وإنما ترجع إلى سوء التطبيق ومن أهمها:

• أن يكون أفراد العينة ليس لديهم الخبرة الكافية بموضوع الاستبانة.
• أن تكون العينة غير عشوائية أو ممثلة لكل الخبراء في ميدان البحث أو الدراسة.
• أن تتسم بعض الأسئلة بالغموض أو التحيز أو التفاهة وتكون ليست لها علاقة بموضوع البحث والدراسة.
• أن تكون الأسئلة قاصرة ولا تشتمل على جميع محاور وجوانب الدراسة.
• أن يكون هناك تعارض بين الأسئلة أو تكون الأسئلة طويلة ومملة، الامر الذي لا يثير اهتمام الخبراء.
• أن يقوم الباحث بمعالجة البيانات بطريقة غامضة غير مفهومة مما يضلل الخبراء.
• أن يقوم بعض الخبراء بالانسحاب وعدم المشاركة في الجولات التالية، الأمر الذي يؤدي إلى عدم دقة النتائج وتغيرها.
• أن يتضمن التقرير النهائي بيانات غير منضبطة وغير دقيقة أو تم صياغتها بطريقة غير مفهومة.

1. من الممكن أن تكون الأحكام والنتائج التي تم التوصل إليها مرتبطة بمجموعة معينة من مجتمع الدراسة ولا يمكن تعميمها على جميع أفراد المجتمع.
2. أن أسلوب دلفاي يميل إلى استبعاد الآراء المتطرفة ويحاول فرض اتفاق عام يلتقي فيه جميع الآراء.
3. إن استخدام أسلوب دلفاي يستهلك وقتاً طويلا وجهداً كبيراً والتزاماً شديداً من جانب الخبراء المشاركين.
4. عدم جعل أسلوب دلفاي أمر مُسَلَمْ به وحل شامل في عملية التنبؤ بالمستقبل.

يمكنك التعرف أكثر على أسلوب دلفاي من خلال نسخة إلكترونية من بحث علمي عن أسلوب دلفاي بصيغة pdf من خلال الرابط التالي (أضغط هنا).

الساعدي، رحيم محمد، (2018). إصلاح التعليم في العراق وتطبيق تقنية دلفاي في الدراسات السابقة. مجلة الفلسفة مجلة علمية محكمة تصدر عن قسم الفلسفة. كلية الآداب. الجامعة المستنصرية. العدد 18. بغداد. العراق.

فُليّه، فاروق عبده والزكي، أحمد عبد الفتاح، (2003). الدراسات المستقبلية منظور تربوي، دار المسيرة للطباعة والنشر. عمان. الأردن.