من خلال الخبرات في حضور المناقشات العلمية لعدد كبير من الباحثين والطلاب والأساتذة سواء كانت في درجة الماجستير أو الدكتوراه، اتضح أن هناك بعض من استراتيجيات المناقشة العلمية والتي قد تساهم بشكل كبير في تيسيرها وتبسيطها لجميع القائمين على البحث العلمي سواء أساتذة أو طلاب وباحثين وتتمثل في الآتي:
- استراتيجية الاحتواء.
- استراتيجية التمكين.
- استراتيجية النقد العلمي.
- استراتيجية التركيز.
- استراتيجية التنظيم.
أولاً: استراتيجية الاحتواء:
يقصد بهذه الاستراتيجية باحتواء المناقش للموقف العلمي في المناقشة وكيفية إدارته له بنضج وحكمه وذكاء، ومحاولة بث مشاعر التعاطف والاحترام والتقدير للباحث ومجهوداته ومجهود مشرفه الأكاديمي، ومن ثم تهيئته للمناقشة ومحاولة إشراكه في النقاش والحوار بشكل سلس من خلال توضيح جوانب القوة في رسالته العلمية.
ثانياً: استراتيجية التمكين:
تعد هذه الاستراتيجية من الركائز المهمة والرئيسية في المناقشة العلمية إذ يتيح المناقش من خلالها الفرصة كاملة للباحث للحديث عن رسالته العلمية وتوضيح أهم أهدافه والأسباب التي دفعته للخوض في هذه الرسالة، ومن ثم التعريف بجهده ووقته الذي أنفقه خلال تنفيذ هذه الرسالة، إذ تعتبر المناقشة العلمية في المقام الأول والأخير نوع من أنواع الحوار والمداولة بين الطرفين.
ثالثاً: استراتيجية النقد العلمي:
هي أحد استراتيجيات المناقشة العلمية التي تعبر عن وجود هفوات وأخطاء وتجاوزات علمية كونها أمر وارد ومتوقع في الرسائل العلمية، ولا بد من حضور وتأكيد النقد العلمي الصارم، وبلغة واضحة ومباشرة، وتعريف الباحث بجوانب القوة ومواطن الضعف في رسالته العلمية، فالإشارة إلى جوانب الخلل والقلق العلمي خو بمثابة جزء من صناعة باحث علمي قادم. والترجيب به في المجال العلمي والانغماس في فلسفته ومناهجه وافتراضاته وواجباته.
هذا ومن يريد الانضمام إلى المجتمع الأكاديمي عليه أن يتحلى بسمات أعضاءه في الوضح في أفكاره والدفاع عنها، القدرة على التحيل والنقد العلمي والكتابة الأكاديمية، ومن ثم التحلي بميثاق المهنة والأمانة العلمية وأخلاقيات البحث العلمي.
رابعاً: استراتيجية التركيز:
المناقش المميز هو الذي يستطيع إدراك مواطن قوته في تخصصه العلمي، والمجالات التي يمكن الإجادة فيها والتي تفيدة بشكل كبير في المناقشات العلمية، سواء في فلسفة البحث ومنطلقاته أو منهجيته وأدواته أو في التحليل والتفسير للنتائج، أو عملية الإحصاء ودلالاته، أو كل هذه الأمور.
هذا فالتركيز في المنطقة الخاصة به أفضل وأكثر تركيزاً وأثراً في تجويد الرسالة العلمية وإفادة البحث والباحث، والعكس صحيح عندما يخوض في مجال غير مجاله، ومن التركيز أيضاً أن تكون موضوعات المناقشة ومحاورها ذات علاقة بالرسالة وداخل إشكاليات البحث العلمي.
خامساً: استراتيجية التنظيم:
جميع المناقشات العلمية تعكس شخصية المناقش وظهوره بين أقرانه وزملاؤه وطلابه والوسط الأكاديمي العلمي، مما يجعل امتلاك منهجية خاصة في المناقشة وأثناء المداولة العلمية، مما يعطي انطباعاً مميزاً له، ويظهر هذا في مدى حرصه على النظام وتنظيم مدخلاته بشكل سهل وواضح ومفهوم، إذ ينتقل من المهم فالأهم، ومن العام إلى الخاص.
هذا بالإضافة إلى طريقة إلقاءه أثناء المناقشة بالإضافة إلى طريقته في تدوين ملاحظاته العلمية عند إرسالها إلى المشرف بحيث تكون واضحة ومنظمة، ومن خلال أيضاً التجربة وتكرار الأخطاء والملاحظات في الرسائل العلمية وبين طلاب الدراسات العليا.