طلب خدمة
×

التفاصيل

الخلفية النظرية في البحث العلمي

2023/03/30   الكاتب :د. يحيى سعد
عدد المشاهدات(237)

ما هي الخلفية النظرية في البحث العلمي؟

 

إن البحث العلمي الجيد والأصيل هو الذي يمثل إضافة من خلال سّده لفجوة في الدراسات السابقة، أو معالجته لبعض نقاط الضعف فيها معالجة علمية احترافية. ويفرض علينا البحث العلمي التقيد بقواعد وإجراءات تكون إطاراً معرفياً ومنهجياً يستطيع من خلالها الباحث أن يعالج موضوع البحث والدراسة الخاص به بطريقة علمية وعملية في نفس الوقت، ومن بين هذه الإجراءات التقيد بنظرية علمية تساعد في توجيه البحث العلمي وبالمقابل يقوم هذا الأخير باختيار صحة هذه النظرية على أرض الواقع وبعملية استمرارية.

 هكذا وعمد المقال الحالي لمعرفة الخلفية النظرية في البحث العلمي، وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:

  1. مفهوم النظرية العلمية.
  2. مفهوم الخلفية النظرية في البحث العلمي.
  3. أهمية الخلفية النظرية في البحث العلمي.
  4. كيفية استخلاص الخلفية النظرية في البحث العلمي.
  5. تطبيق الخلفية النظرية في البحث العلمي
  6. أهم خطوات تجاوز مشاكل تطبيق الخلفية النظرية في البحث العلمي.

مفهوم النظرية العلمية

 

تُعَد النظرية بناءً فرضياً استنتاجيأً يعبر عن نسق فكري معرفي على درجة عالية من التجريد، وعن رؤية منهجية منظمة، وهي ذات أفكار محددة ومتسقة مع بعضها تترجم علاقة ثابتة بين متغيرات بعينها بهدف تحديدها والتنبـؤ بما يعتريها من تغيرات. هكذا ويمكننا أن نستقرئ منها تعميمات تساعدنا على توسيع نطاق معرفتنا بخصوص ظاهرة ما، وهي تلعب أيضاً دور المرشد الفكري في أي بحث علمي.

مفهوم النظرية العلمية

مفهوم الخلفية النظرية في البحث العلمي

 

هي أساس الاختيار الجيد للمشكلة البحثية، وهي لا تعتبر مجرد خبرات لدى الباحث بل هي مزج بين الدراسات السابقة والحقائق المتوفرة، وقد تستند أحيانا لنظرية جاهزة مباشرة. والخلفية النظرية الجيدة يمكنها أن تنجز بحثا علمياً أصيلاً يقدم إسهاماً نظرياً أو تطبيقياً.

 

مفهوم الخلفية النظرية في البحث العلمي

أهمية الخلفية النظرية في البحث العلمي

 

تكمن أهمية الخلفية النظرية في مجموعة من النقاط الهامة وهي كالآتي:

  1. تساعد الباحث على فهم واستيعاب الظاهرة أو المشكلة والعلاقة بين العوامل والمتغيرات.
  2. يتم استخدام النظرية كدليل لإعداد البحوث، نظراً إلى ما توفره من تأويلات عن الواقع، بالإضافة إلى أنها تضمن توضيحاً وتنظيماً أولياً للمشكلة.
  3. يمكن الاستعانة بالخلفية النظرية من أجل اقتراح إشكالية للدراسة وطرح فرضيات من أجل مناقشتها.
  4. تزويد الباحث بنماذج مفاهيمية من أجل تحديد الدراسة والمساعدة في اختيار المتغيرات والبيانات المراد جمعها.
  5. تتمكن الخلفية النظرية في البحث العلمي من تنظيم النتائج الامبريقية وشرح الظاهرة، بالإضافة إلى جعل  نتائج البحث واضحة، وتوضيح المتغيرات وعلاقتها ببعضها ببعض.

 

أهمية الخلفية النظرية في البحث العلمي

كيفية استخلاص الخلفية النظرية في البحث العلمي

 

هناك عدة مصادر يمكن للباحث أن يعتمد عليها من أجل استخلاص النظرية المناسبة لبحثه، والانطلاق منها، ومن أهمها الآتي:

1- الخبرة الشخصية للباحث:

يمكن للباحث الاستناد على خبرته الشخصية المبنية على تراكم التجارب العديدة التي مّر بها، والتي أثارت عنده تساؤلات حول بعض الظواهر ولم يستطع أن يجد لها تفسيرا مقنعا.

2- القراءات المتعددة:

يمكن أن يتم استخلاص الخلفية النظرية من خلال قراءات الباحث المتعددة، والتي يجب أن تكون قراءات واعية متأنية ناقدة وتحليلية للكتب والدوريات وغيرها من أجل استيعاب وفهم كافة المعلومات والحقائق والأفكار الموجودة فيها، وليست قراءة سطحية لأن هذه الأخيرة لا تُمكّنه من طرح تساؤلات، أو تخلق عنده الرغبة في التحقق من الأفكار الواردة فيها.

3- الاطلاع على الدراسات السابقة:

 يمكن للباحث أن يعتمد أيضا على الدراسات السابقة، إذ يمكنه أن يراجع الدراسات السابقة والنظريات التي انطلقت منها، ويوظفها ويبدأ من حيث انتهت، كما يمكنه أن يراجع أيضاً خاتمة الدراسات، لأنها تحوي إشارات إلى ميادين تستحق الدراسة أن تكون متّممة لها.

4- الاستعانة بالخبراء والمتخصصين:

 لا يمكننا أن ننسى الدور الجبار الذي يلعبه المتخصصون في الميدان من أساتذة وخبراء يمكنهم مساعدة الباحث ومّده بخبرتهم وتوجيهه وإرشاده في كيفية ممارسة البحث العلمي السليم واستخلاص الخلفية النظرية والتي تخدم البحث العلمي الخاص به.

كيفية استخلاص الخلفية النظرية في البحث العلمي

توظيف الخلفية النظرية في البحث العلمي

 

يمكن أن نستهل هذا العنصر من خلال طرح السؤال التالي، وهو: كيف يقوم الباحث بتوظيف النظرية في البحث العلمي؟:

  • على الباحث في بداية الأمر وبعد اختياره لظاهرة ما من أجل معالجتها أن يكون على اطلاع عام بمختلف النظريات التي تطرقت لموضوع بحثه، وعليه أن يتجنب قدر المستطاع النظريات العامة الكبرى ويهتم أكثر بالنظريات الخاصة والمتعلقة بموضوعه. لكن عليه أولا أن يكون ملّما بميدان بحثه.
  • في حالة انعدام النظريات التي لها علاقة بالبحث العلمي يمكن للباحث أن ينطلق من الحقائق الجزئية ليشكل نظرة شمولية عن الموضوع، فيقوم بتوظيف الحقائق التي توصل إليها الباحثون الذين سبقوه في مجال بحثهم باعتبارها دراسات سابقة، وعليه أن يختار منها تلك  التي تتمتع بالتناسق لتكون إطاراً منهجياً ترشده في مسار بحثه.
  • بعد اختيار الباحث للإطار النظري الذي يتناسب مع البحث الخاص به يقوم باستخراج المفاهيم وطرح الإشكالية وصياغة الفرضيات والمتغيرات التي ينطلق منها في بحثه من هذه النظرية، وليس العكس، فالإشكالية والفرضية تستمدان قوتهما من النظرية الجيدة والتي تتناسب مع البحث العلمي.
  • يجب على الباحث معرفة القصور في النظرية لكي يحاول استكمالها، وهذا يسمح له بطرح تساؤلات كثيرة وصياغة فرضيات جديدة تجعل من البحث العلمي الخاص به أصيلاً ذو نظرة جديدة، وهنا تكمن أصالة البحث العلمي التي يتساءل عنها دوماً الباحث.
  • يمكن للباحث أن يكون أصيلاً عندما يوضح مدى مساهمة البحث الخاص به في تطوير النظرية التي اعتمد عليها، وفي هذه الحالة يمكن القول بأن الأصالة تتحقق من خلال الاعتماد على منهجيات جديدة، أو أدوات وتقنيات معينة جديدة أو جوانب بحث جديدة من أجل أن يقوم بتوصيف مشكلة البحث بدقة ووضوح.
  • يمكن الإشارة إلى مشكلة مهمة تعترض الباحث وهي عدم إدراكه الفرق بين موضوع البحث ومشكلة البحث، وفي الواقع أن موضوع البحث هو حقل معرفي عام يجب دراسته والإلمام به قبل البدء في التنقيب والبحث عن المشاكل البحثية.
  • لكي يتمكن الباحث من تطويق مشكلته يجب الإجابة على بعض الأسئلة الهامة والتي تتمثل في:
  • ما الظواهر التي دلت على وجود المشكلة؟
  • هل هناك ترابط بين تلك الظواهر وظواهر أخرى قائمة في مجتمع البحث؟
  • هل لدى الباحث معلومات كافية عن المشكلة محل الدراسة والبحث؟
  • ما طبيعة المعلومات التي يملكها الباحث؟ وهل اكتسبها من واقع عملي أو من واقع نظري أم الاثنان معاً؟
  • ما أبعاد المشكلة البحثية وأثرها؟
  • ما العوامل المؤثرة على المشكلة البحثية؟
  • ما المتغيرات المتأثرة بها؟
  • هل لدى الباحث الإلمام الكافي بالمفاهيم والمصطلحات والنظريات والآراء المتعددة سواء كانت حديثة أو قديمة في نفس مجال دراسة المشكلة؟.
  • إن إجابة الباحث على الأسئلة السابقة بموضوعية تامة تساعده على تحديد الإشكالية وأبعادها وكافة جوانبها ومن ثم يمكنه تحقيق النتائج السليمة المرجوة من البحث، وبهذا الشكل تكون صياغة إشكالية البحث هي خاتمة الجانب النظري للبحث العلمي.

 

توظيف الخلفية النظرية في البحث العلمي

أهم خطوات تجاوز مشاكل تطبيق الخلفية النظرية في البحث العلمي

 

بعد الإحاطة بالنظرية العلمية وكيفية توظيفها كخلفية للبحث، هناك بعض المشاكل التي يمكن أن يواجها الباحث أثناء تطبيق الخلفية النظرية في البحوث العلمية، ولكي يتجاوز هذا المشاكل يجب عليه اتباع الخطوات التالية من أجل ضمان استغلال جيد للخلفية النظرية ومن ثم الوصول إلى نتائج جديدة وتتمثل هذه الخطوات في الآتي:

  1. على الباحث أن يذكر الظاهرة المراد دراستها والإشكالية التي سيحاول الإجابة عليها، من ثم ذكر علاقتها بالنظرية مع ذكر جوهر النظرية.
  2. يقوم الباحث بذكر المصطلحات والمفاهيم الواردة في النظرية والتي سلم بوجودها، وقام بالاستعانة بها في بحثه.
  3. توضيح الحقيقة التي يسعى إلى دراستها على ضوء هذه النظرية بمعنى آخر إثبات صحة هذه النظرية حول الظاهرة المراد راستها.
  4. يقوم الباحث بصياغة الفرضيات، حيث يضع الاقتراحات للنظرية القابلة للاختيار عن أسباب المشكلة وأبعادها المختلفة وكيفية علاجها، وهذه  الفرضيات تكون مشتقة من نفس النظرية التي قام بالاعتماد عليها في طرح الإشكالية.
  5. بعد ذلك يقوم الباحث بالاستعانة بمسلمات وفرضيات  النظرية التي قام باختيارها من أجل استغلالها في عملية وصف وتحليل وتفسير الظاهرة التي يقوم بمعالجتها، فيقف على العلاقات بين متغيراتها وبفحص كلاً من أوجه الشبة والاختلاف بين النتائج التي توصل إليها ونتائج الخلفية النظرية المختارة.
  6. يقوم الباحث بالربط بين نتائج بحثه والخلفية النظرية ويناقش ويقارن حسب ما ورد في الأهداف والفرضيات، وهكذا يمكنه التوصل إلى نتائج جديدة بناء على نتائج الخلفية النظرية المعتمدة، وله الحق في أن ينتقد نتائج الخلفية النظرية إن لم تتحقق وكانت غير مطابقة لواقع دراسته.
  7. يجب على الباحث أن يكون بحثه العلمي جدياً وأصيلاً وسليماً وعلمياً بالدرجة الأولى، ويتمتع بالممارسة الفعلية للبحث العلمي، وأن يلتزم في خطاه نحو الوصول إلى الحقيقة بتوضيح وشرح الخلفية النظرية لموضوع بحثه وأن يضعه في الإطار النظري الصحيح.

 

الخاتمة

 

بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على الخلفية  النظرية في البحث العلمي، بدايةً من تعريفها، وأهم استخداماتها، وكيفية استخلاصها وتطبيقها، وكيفية مواجهة مشاكل تطبيقها، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً للطلاب والباحثين في مختلف المجالات، مع تحيات شركة دراسة للاستشارات الأكاديمية وخدمات البحث العلمي والترجمة.

وإن كنت تبحث عن خدمات البحث العلمي المتنوعة المُقدمة من شركة دراسة يمكنكم التواصل معنا عن طريق:

  • على الإيميل التالي [email protected]
  • أو التواصل معنا وطلب الخدمة عبر الواتساب على الرقم 00966560972772

مراجع يمكن الرجوع إليها

 

رحماني، نعيمة وبكوش، نصيرة. (2015). إشكالية توظيف الخلفية النظرية في البحوث العلمية.  مجلة الطريق للتربية والعلوم الاجتماعية. الجزء2 ع (4).

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

المزيد

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 00966555026526‬‬

فرع:  جدة  +966 560972772 - +966 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - +1 (438) 701-4408

المزيد
شارك:

جميع الحقوق محفوظة لموقع دراسة ©2017