يُعَد تنظـيم المنـاهج الدراسـية وبنائهـا من أكـثر المجـالات المناسـبة لتطبيـق نشـاطات اسـتراتيجيات المشروع، كما توجد العديد من المدارس من مختلف أنحاء العالم التي اعتمدت مناهجها المدرسية بشكل أساسي على تطبيق استراتيجية المشروع ومن أهم هذه المدارس:
- مدرسة ديوي النموذجية في مدينة شيكاغو الذي أنشأها جون ديوي عام 1896ميلادية، وقد أتخذها بمثابة حقلاً لجميع تجاربه التربوية في التعلم والتعليم.
- مدرسة مريام التجريبية ( (Merriam Lebrotory Schoolالتابعة لجامعة ميسوري في عام1904 ميلادية.
- مدرسة كولينز التجريبية (Coulings Experimental School).
من خلال هذا المقال سوف نتعرف على جميع جوانب استراتيجية المشروع في العملية التعليمية والتدريس وذلك عن طريق بعض النقاط وهي:
- مفهوم المشروع.
- أهم خطوات استراتيجية المشروع وكيفية تطبيقها.
مفهوم المشروع:
يُقصد بالمشروع أنه نشاط هادف، تصاحبه حماسة نابعة من الفرد في محيط اجتماعي، فيعتبر المشروع تصميم مُخطط له مُسبقاً يُجزِم الفرد القيام به بغرض تحقيق أهداف مُحدده بشكل فردي أو جماعي، كما تقوم استراتيجية المشروع في العملية التعليمية على أساس رغبة وميول الطلاب وحاجاتهم لتحقيق أغراضهم وأهدافهم، وذلك من خلال الاعتماد بشكل أساسي على نشاطاتهم التي تتضمن الحقائق والمعلومات القائمة على أساس خبراتهم في مختلف المجالات.
أهم خطوات استراتيجية المشروع وكيفية تطبيقها:
هناك العديد من الخطوات التي يجب تطبيقها بشكل دقيق عند الاستعانة باستراتيجية المشروع في التدريس، وتتمثل هذه الخطوات في الآتي:
أولا: اختيار موضوع المشروع:
إن الاختيار الجيِّد لموضوع المشروع من أهم خطوات تطبيق استراتيجية المشروع، لأنه يعتبر الأساس الذي تقوم عليه باقي خطوات استراتيجية المشروع، ويتم اختيار موضوع المشروع عن طريق الحوار الجماعي القائم بين أعضاء الفريق الواحد من الطلاب، أو من خلال المناقشة الثنائية القائمة بين الطالب والمعلم، أو بين المعلم وفريق الطلاب، كما توجد عدة نقاط هامة يجب مراعاتها عند اختيار موضوع المشروع وهي كالآتي:
-
- يجب توضيح أهمية المشروع المقترح للمتعلم وللمبحث الدراسي.
- ما هي مدى الاستفادة المرجوَّة من تنفيذ هذا المشروع، وتوضيح مدى وظيفية المشروع.
- دعمه المستمر والدائم لميول الطلاب واهتماماتهم.
- يجب أن يتضمن جميع احتياجات الطلاب حتى لا يضعف نشاطهم وحماسهم أثناء القيام به.
- يجب أن يكون مرتبطاً بواقع الحياة اليومية للطلاب.
- يجب أن يتضمنه العديد من الخبرات التربوية المتنوعة التي تساهم في تعزيز عوامل التربية عند الطلاب.
- يشمل العديد من المجالات الدراسية المتعددة والمباحث الدراسية المختلفة.
- يرتبط بالعديد من المشروعات السابقة ويُكمل جوانب النقص فيها، واستمرارية التواصل معها.
- مراعاة إمكانيات وقدرات الطلاب الجسدية والعقلية والاجتماعية والمادية.
- مراعاة إمكانيات المدرسة البيئية مثل( توافر المشاغل، والساحات، والغرف، والمختبرات) وجميع الإمكانيات المادية اللازمة للإنفاق على المشروع وتغطية جميع احتياجاته وتكاليفه.
- القيام بتحديد المدة الزمنية اللازمة لتنفيذ المشروع، والتأكد من عم تعارضه مع أي برنامج دراسي.
- مراعاة الدقة والوضوح عند صياغة النتائج المُراد تحقيقها.
ثانياً: خطة المشروع:
توضَعْ خطة المشروع من خلال طالب أو مجموعة من الطلاب وبمشاركة المعلم، كما يجب مراعاة عدة أمور أساسية وهامة عند وضع خطة المشروع وهي كالآتي:
-
- الإعداد الجيد لجميع المحاور الرئيسة المُتعلقة بالموضوع وتقسيماتها الفرعية والجزئية.
- الحرص على إعداد ميزانية تفصيلية تتسم بالدقة والشمول لجميع جوانب المشروع.
- توزيع المهام بين الطلاب وفقاً لقدراتِهِم وميولِهِم.
- تحديد جميع متطلبات المشروع من مواد وأدوات، مع مراعاة بيان جوانب الأمن والسلامة فيها.
- تحديد المدة الزمنية اللازمة لتنفيذ كل محور من محاور المشروع الرئيسية.
- تحديد سلسلة الأنشطة اللازمة لكل محور من محاور المشروع، وتوضيح جميع متطلباتها المادية والبشرية.
ثالثاً: تنفيذ المشروع:
في هذه المرحلة يقوم جميع الطلاب بتنفيذ جميع جزئيات العمل المُكلفون بها، حيث تعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات الأساسية في استراتيجية المشروع، كما يجب مراعاة عدة أمور من جانب الطلاب والمُكلفون بالإعمال في هذه الخطوة وتتمثل هذه الأمور في الآتي:
-
- حضور المعلم المستمر والدائم والتجول بين المجموعات أو الأفراد للتوجيه والإرشاد، وضبط استمرارية المجموعة والفريق في تنفيذ المشروع من خلال المراقبة المستمرة.
- عدم تدخل المعلم لتصحيح الأخطاء مباشرةً ولكن يتريث حتى يتثنى للطلاب اكتشافها بأنفسهم، ولكن يجب على المعلم أن يتدخل فوراً إذا وجد أن هناك خطورة على الطلاب قد تنتج عن هذه الأخطاء.
- يقوم المعلم بمعالجة جميع مشكلات تنفيذ المشروع، وذلك من خلال مساعدة الطلاب بطريقة غير مباشرة لإكسابهم مهارات التنفيذ المفيدة.
- حرص المعلم على تسجيل وتدوين جميع مراحل سير المجموعات في عملية تنفيذ المشروع.
- إلتزام الطلاب بتنفيذ جزئيات المشروع التي تم تكليفهم بها، كما هو موزع على الأفراد أو المجموعات.
- أن تتحلى أعمال المجموعات بروح الفريق الواحد وأخلاقيات التعاون المتبادل مع بعضهم البعض.
- يجب على الطلاب تسجيل جميع نتائج خطواتهم ومناقشتها ضمن الفريق الواحد.
رابعا: تقويم المشروع:
بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع، يقوم المعلم بمناقشة فريـق العمـل أو الفـرد الـذي قام بتنفيذ المشروع، وذلك بهدف تقويم المشروع، وذلك في ضوء بعض المعايير، وهي تتلخص في الآتي:
-
- هل قام المشروع بتحقيق جميع أهدافه ونتائجه المرجوَّة منه.
- هل كانت جميع خطوات المشروع منظمة ومنضبطة ومتسلسلة.
- هل التزم الفريق المُكلَّف بتنفيذ المشروع بالوقت المخصص للمشروع.
- هل كانت خطة المشروع تتسم بالواقعية والمرونة والقابلية للتطبيق على أرض الواقع.
- هل كانت جميع الأنشطة مترابطة وذات صلة بالموضوع وجزئيات المشروع.
- هل كان العمل بين أفراد الفريق قائم على روح الفريق الواحد والتعاون المتبادل بينهم.
- هل تكوَّنَت في شخصية الطلاب اتجاهات وقيم إيجابية أثناء تنفيذ المشروع وبعد الانتهاء منه.
خامسا: كتابة تقرير المشروع
بعد الانتهاء من الخطوات الأربعة السابقة، يقوم الطلاب بمشاركة المعلم وإشرافه المباشر وتوجيهه لكي يقوم بإعداد تقريراً نهائياً شاملاً لجميع جوانب ومجريات المشروع، ويجب أن يتضمن التقرير الأمور عدة أمور هامة وأساسية وهي كالآتي:
-
- توضيح لجميع أهداف ونتائج المشروع.
- توضيح المدة التي استغرقها تنفيذ المشروع.
- توضيح موضوع المشروع وأهميته وجميع فوائده العلمية والتربوية.
- توضيح جميع محددات المشروع والمقصود بها الفئة المستهدفة من المشروع.
- توضيح جميع مجريات وخطوات تنفيذ المشروع بشكل موجز ومختصر.
- توضيح جميع نتائج المشروع ومناقشتها بصورة موجزة.
- توضيح جميع التوصيات والمقترحات المُقدَّمة للعمل على تحسين المشروع أو الاستمرارية والتواصل في تنفيذ مشاريع أخرى.
الخاتمة:
من خلال هذا المقال نكون قد عرضنا جميع جوانب استراتيجية المشروع المٌستخدمة في عملية التدريس، ومراحل وخطوات تطبيقها وتنفيذها.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
أبو شريخ، شاهر،(2008). استراتيجيات التدريس. الطبعة الأولى. دار المعتز للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.