طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

الترجمة الأدبية

2023/01/18   الكاتب :د. يحيى سعد
عدد المشاهدات(1565)

ما هي الترجمة الأدبية؟

 

تؤدي الترجمة الأدبية دوراً كبيراً في التعرف على الحضارات والثقافات الأخرى، وهو ما لا تقوم به الترجمة العلمية والتقنية بالرغم ما لها من أهمية، حيث تكتسي الترجمة الأدبية أهمية كبرى كونها تجعلنا نطلع على أهم الإبداعات الأدبية التي أنتجتها الأمم والشعوب، ومن ثم نستفيد منها في معرفتنا والتعرف عليها، فلولاها لما عرفنا شكسبير ولا وهوغو ولا ريلكه ولا سرفنتس.

هذا وتعد ترجمة الأدب أو الترجمة الأدبية في عرف المترجمين والنقاد من أصعب من ترجمة العلوم والميادين المنتجة لنصوص إخبارية بالدرجة الأولى، تلك التي تكون فيها المعلومة هي ما يجب أن ينقل، ويتكون بالتالي هذه النصوص ذات مستوى واحد لا تحتاج إلى تأويل يل تكمن كل مشكلاتها في المصطلح الأدبي.

ولذلك حرص المقال الحالي على التعرف أكثر وبوضح عن كل جوانب الترجمة الأدبية وذلك من خلال عرض وشرح مجموعة من النقاط الهامة والتي تتمثل في الآتي:

  1. مفهوم الترجمة الأدبية.
  2. أهم النظريات التي اهتمت بالترجمة الأدبية في الغرب.
  3. نقد الترجمة الأدبية.
  4. أهمية نقد الترجمة الأدبية.
  5. مراحل الترجمة الأدبية.
  6. الفرق بين ترجمة وتعريب المصطلحات الأدبية.

 

مفهوم الترجمة الأدبية

 

يقصد بالترجمة الأدبية هي ترجمة الأدب بجميع فروعة المختلفة أو ما يطلق عليها الأنواع الأدبية المختلفة مثل الشعر والقصة والمسرح وما إلى ذلك، وهي تشترك مع الترجمة بصفة عامة أي الترجمة في شتى فروع المعرفة، من علوم طبيعية (كالفيزياء والكيمياء والأحياء) وإنسانية (كالفلسفة وعلم النفس، والاجتماع، والتاريخ) وتجريبية أو تطبيقية مثل (الهندسة، والزراعة والطب).

هذا وتعني الترجمة الأدبية هي تحويل شفرة لغوية إلى شفرة أخري مع الحرص على وجود المبادئ اللغوية العالمية. هذا والطاقة اللغوية الفطرية المشتركة بين البشر جميعاً لا ينفي أن الشفرات المستخدمة فعلياً ي الكلام والكتابة تختلف من لغة إلى أخرى، ونقتضي التحويل من أجل فهم المعنى واستيعابه والذي هو بمثابة الهدف الأول للمترجم.

هكذا وقد يكون المعنى إحاليا محضاً وقد يكون أدبياً يتضمن عناصر بلاغية وبنائية وموسيقية، ومن ثم أصبح تحويل الشفرة اللغوية هو مناط البحث في علم الترجمة، الأمر الذي يتطلب مقارنات مستمرة على جميع المستويات بين اللغات، خصوصاً في علم التراكيب والتداولية وعلوم اللغويات الثقافية والنفسية والاجتماعية التي تُعَد تخصصات مشتركة مع علوم طبيعية وإنسانية أخرى.

 

مفهوم الترجمة الأدبية

أهم النظريات التي اهتمت بالترجمة الأدبية في الغرب 

 

قامت إحدى علماء الترجمة الأدبية بتتبع النظريات التي اهتمت بالترجمة الأدبية عند الغرب وقسمتها إلى ثلاثة أقسام وهي:

أولاً: النظريات الإرشادية :

هي النظريات التي يدخل في ضمنها النظريات التي يطلق عليها كلاسيكية مبنية على ملاحظات مترجم كاتب والذي ينصّب نفسه مثالاً وتعد ترجمته تبياناً لما يقول، ويعد شيشرون أول منظر في هذا التيار أو هذه النظرية.

ثانياً: النظريات الواصفة :

هي على خلاف النظريات الإرشادية فإن النظريات الواصفة للترجمة لا تصدر أحكاماً قيمة إلا في آخر الأمر، وذلك لأن هدفها الأساسي هو تقرير حالة العملية الترجمية ومن أهم المنظرين نذكر جاكوبسون ولادميرال وفيني ودار بيبي ونظرية النسق المتعدد.

ثالثاً: النظريات التوقعية :

تؤكد العالمة أوزيكي ديبري أن هذه النظريات صعبة التحديد فهي لا ترشد أي تقترح مثالاً يحتذى به، ولا تصف نماذج ترجمية معينة ولكنها تعم لعلى تحوير بنية النصوص وتكون مختلفة عن الأصل، ومن أهم منظريها فالتر بنيامين ولوين روبال وأوكتافيو باز.

نقد الترجمة الأدبية

 

إن وظيفة نقد الترجمة لا تختلف من حيث المبدأ عن وظيفة النقد الأدبي، وتتلخص الوظيفة في غربلة النصوص الأدبية المترجمة، وصولاً إلى فصل الجيد عن الرديء ومن خلال ذلك الفر يمكن تحقيق هدفين، أولهما إرشاد المتلقي أو القارئ إلى الترجمة الجيدة ليقوم باستقبالها وتحذيره من الترجمة الرديئة كي يتجنبها.

هكذا وإن نقد الترجمة يقوم هنا بدور إرشادي تجاه القارئ فهل القارئ في حاجة إلى ذلك الدور حيث أن متلقي الترجمة الأدبية بحاجة ماسة إلى هذا النوع من الإرشاد وذلك لأنه لا يعرف للنص الأدبي المترجم في صورته الأصلية ولا يستطيع أن يقدر مدى تكافؤ الترجمة مع الأصل، لذلك فغن حاجة ذلك المتلقي إلى الدور الإرشادي لنقد الترجمة تفوق بكثير حاجة متلقي الأدب غير المترجم إلى النقد الأدبي.

أما الهدف الثاني الذي يحققه نقد الترجمة فهو يتعلق بالمترجم نفسه، فالنقد يهديه إلى مواضع القوة والجودة في ترجمته ليتمسك بها ويعززها، ويدله على مواطن الضعف والفشل والرداءة في ترجمته ليتجنبها ويصححها. هذا ويقدم نقد الترجمة للمترجم تغذية راجعة أو ردة فعل على ترجمته وهذا أمر بالغ في الأهمية ينتظره المترجم بفارغ الصبر، فالمترجم كأي مبدع أو منتج ثقافي بجاجة دائماً لأن يعرف رأي المتلقين في إبداعه وإنتاجه.

نقد الترجمة الأدبية

أهمية نقد الترجمة الأدبية

 

عند الحديث عن أهمية نقد الترجمة الأدبية ووظيفتها لا يحوز أن يغيب عن أذهاننا بعض الأمور الهامة والتي تتمثل في الآتي:

  1. هناك دور كبير تضطلع به الترجمة عموماً والترجمة الأدبية على وجه الخصصو في العلاقات الثقافية الدولية المعاصير.
  2. تحول عالم اليوم بفضل التقدم الهائل الذي أحرزته وسائل النقل والاتصال إلى قرية كونية لأنها يعيش فيها عدد هائل من الثقافات واللغات والتي ينبع منها حوار الثقافات، وهو حوار تشكل الترجمة الأدبية أحد مقوماته الرئيسية.
  3. من خلال الآثار الأدبية المترجمة تتعرق الشعوب على بعضها البعض وتصحح الصور القوالبية المشوهة التي كونها كل شعب عن الشعوب الأخرى.
  4. تزيد الترجمة الأدبية من قدرتها على التفاهم والتعايش السلمي فالترجمة  الأدبية لها دور مهم في حوار الثقافات ويتعاظم ذلك الدور بتعاظم دور نقد الترجمة الأدبية، والذي يواكب حركة الترجمة محللاً ومقيماً وموجهاً.
  5. تعد الترجمة الأدبية الجيدة تمكن المتلقي من أن يستقبل ويفهم العمل الأدبي الذي تم ترجمته بصورة سليمة.
  6. يجب أن نعترف بأهمية نقد الترجمة الأدبية لأن الترجمة الأدبية الرديئة تسيء إلى الثقافتين المرسلة والمستقبلة سواء العربية أو الأجنبية لذلك فإن التصدي لهذه الظاهرة من خلال نقد الترجمة الأدبية بمثابة مهمة ثقافية وعلمية ملحة وضرورية.
  7. يعد نقد الترجمة الأدبية أمر ليس مشروعاً فحسب بل هو نشاط ثقافي وعلمي حيوي إذا أردنا أن تمارس الترجمة الأدبية في حياتنا الثقافية لذلك الدور الثقافي والعبر الثقافي الجوهري الذي ينبغي لها أن تمارسه.

 

أهمية نقد الترجمة الأدبية

مراحل الترجمة الأدبية

 

يرى بعض المترجمون أن الترجمة الأدبية أنها عملية تضم ثلاثة مراحل أساسية تتمثل في (التحليل، النقل، وإعادة التركيب):

أولاً: مرحلة التحليل :

في هذه المرحلة يتم فيها تحليل البنى السطحية للنص الأصلي من أجل الحصول على العناصر القاعدية للبنى العميقة، ويتألف التحليل بصورة أساسية من التحول العكسي إلى أقرب مستوى جملة جوهرية، وفي هذه المرحلة ينبغي أن يدرس نص اللغة المصدر بحرص، وعناية، من أجل استخلاص المعنى.

هذا وبعد تحليل نص اللغة المصدر إلى جملها الجوهرية الأساسية تأتي مرحلة النقل أو التحويل وهي مرحلة ينتقل المترجم فيها بشكل ما بني مرحلة التحليل ومرحلة إعادة التركيب أو إعادة الصياغة.

ثانياً: مرحلة النقل أو التحويل :

هي مرحلة ينقل فيها محتوى التحليل، أو بعبارة أخرى يتم فيها تحول العناصر القاعدية للبنى العميقة للنص الأصلي إلى بنى سطحية في لغة الاستقبال.

ثالثاً: مرحلة إعادة التركيب:

في هذه المرحلة الأخيرة يقوم المترجم بإعادة صياغة نص جديد، من خلال بناء محتوى التحليل دلالياً وأسلوبياً، ويترتب على إعادة الصياغة وبناء الرسالة، إجراء بعض التعديلات على مستويات مختلفة قواعدية ومعنوية، وهي مرحلة يجب على المترجم الأدبي فيها أن يعبر انتباهه إلى الاختلافات الموجودة ما بين اللغتين المصدر والهدف.

هذا ويتطلب هذا الاختلاف بين اللغتين المترجم منها والمترجم إليها إجراء تعديلات أخرى فيما يتعلق بأنواع وأساليب اللغة، كما ينبغي أيضاً للتعابير المجازية والاصطلاحية من أن تعد لتتوافق مع ثقافة اللغة الهدف.

 

الفرق بين ترجمة وتعريب المصطلحات الأدبية 

 

يتداخل معنى الترجمة والتعريب إلى درجة يصعب معها أحيانا التفريق بينهما، فقد يتضمن أحداهما الآخر ويكون جزءاً منه، فالترجمة بطبعها متضمنة للتعريب بصفتها حقلاً أو مجالاً معرفياً أو مهنياً عاماً، وبالمقابل حينما نتحدث عن التعريب بطرقه المختلفة نجد أن الترجمة تنضوي تحت التعريب كإحدى طرقه، ومن أجل توضيح أكثر الفرق بينهما سوف نقوم بتعريف كلاً منهما على حده:

أولاً: الترجمة :

يقصد بها الإشارة إلى نقل المصطلح الأجنبي إلى العربية إما بحرفيته أو مدلوله الظاهري أو مدلوله الباطني أو إيحاءاته أو وظيفته أو معناه الأصلي في منشئه أو في سياقة أو محدوديته أو شموليته أو تغريبه أو تهريبه إلى داخل اللغة العربية.

ثانياً: التعريب :

هو بشكل أساسي إشارة إلى استخدام كلمات عربية ولو جزئياً في نقل المصطلح الأجنبي الذي لا وجود له في العربية من قبل إلى اللغة العربية. أما صبع الكلمة الأجنبية بصبغة عربية بكتابتها، أو بعبارة أدق برسمها بأحرف عربية، فلن يدعى ذلك تعريباً بل تغريباً أو في أفضل الحالات تعريباً للشكل الصوتي لا للمعنى أو المضمون، علماً بأن هذه طريقة من طرق التعريب.

 

الخاتمة

 

بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على الترجمة الأدبية بدايةً من مفهومها  وعرض لأهم النظريات التي اهتمت بها ونقدها وأهمية نقد الترجمة الأدبية وأهم مراحل الترجمة الأدبية وصولاً إلى التعرف على الفرق بين التعريب والترجمة للمصطلحات الأدبية، مع  تحيات شركة دراسة للاستشارات الأكاديمية وخدمات البحث العلمي والترجمة.

وإن كنت تبحث عن خدمة الترجمة المعتمدة المقدمة من شركة دراسة يمكن التواصل معنا من خلال الآتي:

  • على الإيميل التالي [email protected]
  • أو التواصل معنا وطلب الخدمة عبر الواتساب على الرقم 00966560972772

 

مراجع يمكن الرجوع إليها

 

أوريدة، برامكي. (2013). الحرفية في الترجمة الأدبية لدى أنطوان برمان دراسة نقدية تحليلية للنزعات التشويهية في ترجمة رواية فوضى الحواس لأحلام مستغانمي إلى الفرنسة. رسالة ماجستير منشورة. كلية الآداب واللغات. جامعة قسنطينة.

عناني، محمد. (2003). الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق. الطبعة الثانية. الشركة المصرية العالمية للنشر- لونجمان.

بوخال، ميلود. (2015). خصائص الترجمة الأدبية. العربية والترجمة، مج6 (22). 177- 186.

عبود، عبده يونس. (1997). نقد الترجمة الأدبية. لماذا وكيف. علامات في النقد، مج7 (26). 41- 66.

غزالة، حسن سعيد. (2003). ترجمة المصطلحات الأدبية وتعريبها. علامات في النقد. مج12 (48). 7- 42.

 

 

 

مراجع يمكن الرجوع إليها

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada