1- تحديد المشكلة:
يتقيد تحديد المشكلة في البحث التركيبي بعامل رئيسي هو تواجد البحث الأولي في الموضوع قبل إجراء التركيب، أي كم عدد البحوث؟،فإذا كان السؤال البحثي مهم سيكون من المثير للاهتمام أن نعرف كم عدد البحوث التي تم إجراءها بشأن المشكلة البحثية. وتعتبر الإجابة الأكثر شمولاً عن هذا السؤال تختلف وفقاً لعدد خصائص المشكلة، ومع ذلك فالكل يتساوى ويبدو أن الموضوعات الواسعة مفهومياً تستفيد فقط من البحث التركيبي بعد تراكم عدد أكبر من الدراسات وأكثر تنوعاً من الدراسات ذات الموضوعات الضيقة، وبالمثل يبدو أن الأدبيات التي تحتوي على أنواع مختلفة من العمليات تتطلب عدداً كبيراً نسبياً قبل استخلاص استنتاجات ثابته نسبياً من خلال البحث التركيبي.
وبمجرد أن يتم تجميع أدبيات كافية بشأن مشكلة ما، تصبح الحاجة لإجراء البحث التركيبي ظاهرة وواضحة، والمشكلات التي تقيد الباحثين في البحوث الأولية سواء كانت (عينات صغيرة ومتجانسة، ومحدودية الوقت والمال) قد تكون أقل حدة بالنسبة للباحثين في البحوث التركيبية، ويمكنهم الاستفادة من التنوع في الأساليب التي حدثت بشكل طبيعي عبر الدراسات الأولية.
2- بحث الأدبيات:
يُعَد بحث لأدبيات كأحد مراحل البحث التركيبي الأكثر اختلافاً عن البحوث الأولية على الرغم من أن تجميع الأدبيات عن الدراسات ذات الصلة لا يختلف عن تجميع عينة البيانات الأولية. والهدف من بحث الأدبيات هو محاولة التغطية الشاملة والتي يجب أن تشمل كل البحوث التي تم إجراءها على الموضوع محل الدراسة.
3- تقويم البيانات:
بمجرد أن يقوم الباحثون في البحث التراكمي بجمع الأدبيات ذات الصلة بموضوع البحث، يجب عليهم أن يستخرجوا من كل الأدبيات المعلومات التي ستساعد في الإجابة عن الأسئلة التي دفعت البحث في هذا المجال أو التخصص من أجل تشفير البيانات وتقييمها، والمشكلات التي تواجه تشفير البيانات تقدم اختباراً قوياً لكفاءة باحثي التركيب، وتفكيرهم، وإبداعاتهم ومن ثم فإن الحلول التي تم العثور عليها لهذه المشكلات سيكون لها تأثير كبير على إسهام التركيب في البحث.
هذا وتثير دراسات التشفير نقاشاً كبيراً ومسائل عميقة مثل (كيف تعامل الباحثون في البحث التركيبي مع تمثيل الاختلافات في تصميم وتنفيذ الدراسات الأولية؟، وما نقصد بالجودة في تقييم طرائق البحث؟ وهل ينبغي أن تكون الدراسات موزونة بشكل مختلف إذا اختلفت في الجودة؟ وهل ينبغي استبعاد الدراسات إذا كانت تحتوي على عيوب كثيرة جداً؟، وكيف يمكن تقدير جودة الدراسات الموصوفة في التقارير البحثية غير المكتملة؟.
وما وراء أحكام الجودة يتخذ الباحثون في البحث التركيبي قرارات بشأن فئات المتغيرات التي من المحتمل الاهتمام بها، ويمكن أن ترتبط بمتغيرات تتنبأ بالنواتج، والمتوسطات المحتملة للأثر، والفروق في كيفية تصور النتائج ومن ثم يتم قياسها.
هذا وإذا قام علماء البحث التركيبي باختيار عدم تشفير سمة معينة للدراسات فإنها عندئذٍ لا ينظر لها في تحليل النتائج، ومن الصعب وضع مبادئ توجيهية عامة بشأن المعلومات التي يجب استخلاصها من تقارير البحوث الأولية، فضلاً عن تلك التي تكون مجردة جداً، وبدلاً من ذلك فإن الاتجاه يأتي من القضايا التي تنشأ في أدبيات معينة، متزاوجة برؤى علماء البحث التركيبي وأفكارهم الشخصية.
4- تحليل البيانات:
كما تم التوضيح في تاريخ موجز للبحوث التركيبية كان تحليل نتائج البحوث المتراكمة مجالاً منفصلاً للتخصص ضمن علم الإحصاء، وقبل ثلاثة عقود فإن الحركة الفعلية لدمج البحوث عادةً ما تنطوي على عمليات بديهية يتم إجراؤها داخل رؤوس علماء البحث التركيبي.
وقد جعل التحليل البعدي هذه العمليات عامة وقائمة على افتراضات إحصائية صريحة ومشتركة وعلى الرغم من ذلك استوفيت هذه الافتراضات بشكل جيد. وهذه المرحلة من مراحل البحث التركيبي تغطي مكونات التركيب التي تتعامل مع تجميع نتائج الدراسات، من حيث الإجراءات القائمة على رؤية نواتج الدراسات الثنائية سواء كانت داعمة أم داحضة للفرض، أو الطرائق المختلفة لتقدير حجم التأثير.
هذا ومن الممكن أن تتأثر تقديرات حجم التأثير بالعوامل التي تخفف من حجمها، وقد تشمل على سبيل المثال (عدم الموثوقية في أدوات القياس، أو القيود في مدى القيم في عينة الموضوع).
5- تفسير النتائج:
يبدأ تفسير نتائج الدراسة التراكمية بتقدير أحجام التأثير، متوسطاتها، والبحث عن متوسطات التباين. ومع ذلك يحب أن يتبع هذه المرحلة إجراءات تساعد الباحث في البحوث التركيبية على تفسير نتائجهم بشكل صحيح، ويتطلب التفسير السليم لنتائج التركيب البحثي استخداماً دقيقاً للصياغات التصريحية المتعلقة بالمزاعم الخاصة بالأدلة.
6- العرض العام:
بجانب العرض السردي لنتائج البحث التركيبي يتواجد أيضاً العرض البصري الذي يشتمل على كلاً من (الرسوم البيانية والجداول، وتلخيص الأرقام في التحليل البعدي).