ما هي الترجمة المعتمدة؟ وما أهميتها؟ وأنواعها؟
يمكننا تعريف الترجمة بأنها عملية تحويل للمعاني من لغة إلى لغة أخرى، أي أن الترجمة نقل الأفكار التي تدل عليها ألفاظ لغة معينة إلى لغة أخرى تحمل ألفاظاً أخرى. لذا فإن المترجم أمين فيما ينقل، كما لا بد وأن يكون واسع الثقافة والاطلاع، عالماً بثقافة أهل اللغتين، حتى يتمكن من إيصال الأفكار إلى القارئ أو السامع أو المتلقي بشكل واضح وسليم، إذ أن لغة القوم وكلماتها وعباراتها تتأثر عادة بثقافتهم وبيئتهم، واللغة إنما تولد من رحم الثقافة. فإذا قلت مثلا: الجندي أسد، فإنك بالتأكيد لا تعني أن الجندي من ذوات الأربع، لكن التشبيه بالأسد يدل في لغة العرب على الشجاعة، وقد تختلف هذه الدلالة اللفظية في لغة من لم يعرفوا الأسد أو لم يروه! الأمر الذي يزيد من أهمية الترجمة باعتبارها عملية حية، وليست نقلاً جامداً وحرفياً لمجموعة من الألفاظ فحسب.
طالع مقالنا: الترجمة الأكاديمية بين الأمانة العلمية والصياغة اللغوية.
ما هي أهمية الترجمة؟
وهنا تبرز أهمية الترجمة في قدرتها على بناء جسور من التعاون الثقافي بين الشعوب المختلفة، ونشر المعارف والعلوم بين الناس. والمترجم بدوره ينقل هذه الثقافة عند ترجمة كتاب، خاصة إذا كان متعلقاً بالآداب والتاريخ والثقافة والاجتماع، فعمل المترجم أشبه بحلقة وصل بين الأمم المختلفة، باعتباره الأساس الذي ينبني عليه فهم القارئ للموضوع المترجم. هذا فيما يتعلق بالترجمة عموماً، أما المقصود بالترجمة المعتمدة، فالمراد أن تكون الترجمة إنسانية حية، معبرة عن مضمون الأفكار بسلاسة ووضوح، من غير إخلال أو تحيز، مع ضرورة التحلي بالموضوعية والحيادية. ولا بد أن يكون المترجم مؤهلاً في الموضوع أو المجال الذي يتصدى للترجمة فيه، فلا يُتصور أن يحسن محامٍ ترجمة تقرير طبي، فالتقرير الطبي لا بد لترجمته من طبيب متخصص، ومثل ذلك في سائر الفنون والمعارف، لنضمن بذلك أعلى قدر من السلامة اللغوية وأقل قدر من الأخطاء.