طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

تقنيات التشخيص في علم النفس

2022/02/15   الكاتب :د. طارق العفيفي
عدد المشاهدات(4844)

مفهوم التشخيص في علم النفس الإكلينيكي

نظراً للتغيرات الحياتية المتسارعة وضغوط الحياة، أصبحنا كثيراً ما نرى العديدين ممن يصابون بمرض الاكتئاب أو القلق أو غيرهما. ولا شك أن عملية التشخيص الإكلينيكي تلعب دوراً هاماً وفعالاً في علم النفس، فالتشخيص يهدف إلى تقدير درجة الاعتلال الشخصي، ومدى حدتها وخطورتها. ومن ثم فإن التشخيصات الإكلينيكية تساهم في اختيار أفضل الطرق العلاجية وكذلك النصائح الغذائية التي تتناسب مع كل مريض. ونظراً لأهمية تحديد الاختلالات في التعرف على السلوك الإنساني وأمراضه يأتي هذا المقال ليلقي الضوء على مفهوم التشخيص النفسي، والتشخيص الإكلينيكي، وأهميته وكذلك أهمية العملية التشخيصية في الإرشاد السيكولوجي والنفسي.

مفهوم التشخيص في علم النفس

تهدف العملية التشخيصية إلى تقييم المرض وتحديد الجوانب الوصفية والكمية للمرض والاضطراب الذي يعاني منها المصاب. ويعني ذلك معرفة سبب الخلل ومقدار شدته أو كثافته. وفي  مقالنا: تعريف التشخيص السيكولوجي والنفسي، أشرنا إلى مفهوم التشخيصات في السيكولوجيا على أنه وصف الاضطراب النفسي وتصنيفه، أي معرفة الفئة المرضية التي ينتمي إليها أو التي يوضع فيها، من خلال مجموعة من الخطوات أو الإجراءات وكذلك الفحوصات التي يقوم بها اختصاصي العلاج. وتبدأ خطوات التعرف على علة المفحوص بالاستماع إلى شكوى المرضى من أعراض الاعتلال، فمريض الاكتئاب مثلاً يشتكي من التقلبات المزاجية بين الحزن والسعادة مما يؤثر على نشاطه اليومي والقدرة على الإنتاجية. ثم يأتي دور الأطباء في ملاحظة علامات مرضه، كما بينا في  مقالنا: الملاحظة الإكلينيكية والتشخيص النفسي. إذ أن أعراض الخلل وعلاماته تساهم مع الأدوات السيكولوجية في مساعدة المعالج في الوصول السليم إلى سبب العلة، كما تساعد في التفريق بين الأمراض المختلفة ذات الأعراض المتشابهة. ليتمكن طبيب النفس من الوصول إلى سبب الاعتلال وتصنيفه وتحديد أي مرضٍ من الأمراض العقلية أو النفسية هو ما يقاسيه المريض.

أهمية التشخيص النفسي

 

لا ريب أن اختيار المعالج للعلاج المناسب يتوقف أولاً على صحة اكتشاف الداء، ووقوف المعالجين بدقة على علة المريض النفسية وسببها ومدى حدتها. الأمر الذي يدلك على أهمية العملية التشخيصية، وقد سبق وأشرنا إلى أهمية العملية التشخيصية من الناحية الإكلينيكية في مقالنا: الملاحظة الإكلينيكية والتشخيص السيكولوجي والنفسي، ودور التشخيص في تعيين نوع الاضطراب الذي يؤرق المريض ومبلغ شدته أو حدته، وتحديد المرحلة التي يوجد فيها المريض، وعلى هذا الأساس يتم رسم برامج العلاج فضلاً عن برامج الصحة والوقاية. كما تتجلى أيضاً أهمية تشخيص الاعتلالات في الإرشاد النفسي، حيث تساهم في التعرف على الأمراض الاجتماعية و الأمراض النفسجسمية والنفسية، بالإضافة إلى اضطرابات السلوك.

أهداف التشخيص النفسي

ولذا فالعملية التشخيصية السيكولوجية تعتبر على خطر عظيم، فتشخيص المرض لو كان خاطئاً لترتب على ذلك قرارات حاسمة ومصيرية في حياة الإنسان. ومثال ذلك أن يصف المعالجون الأدوية المضادة للاكتئاب (والذي يعاني مريضه من اضطرابات في المزاج وعدم القدرة على التواصل، كما تصاحبه أحياناً أفكار انتحارية، عادة ما يُعالج بأدوية مثبطات استرداد السيروتونين SSRI، أو التي تثبط استرجاع أحادي أكسيداز MAO inhibitors) في علاج للذهان أو لعلاج المصابين بمرض اضطراب ثنائي القطب، الذي لن يجدي نفعاً، بل ربما كان سبباً في الانتكاس، نظراً لما لها من آثار جانبية تشتهر بها هذه العقاقير. وقد يرى الطبيب عدم الحاجة إلى تناول الدواء أو المواد الكيميائية، فينصح العائلة بإيلاء المريض مزيداً من الرعاية، أو يحيله على وسائل العلاج السلوكية المعرفية، والتي تعتمد على المعلومات لعلاج المريض سلوكياً . لذلك لا بد من توخي الدقة والموضوعية في محاولات اكتشاف الأمراض العصبية والنفسية، كما ينبغي أن تعتمد على الأدوات الدقيقة، والتي تساعد طبيب النفس في الوصول إلى التشخيصات السيكولوجية الصحيحة. ولا شك أن علم الطب النفسي والإكلينيكي خصوصاً يعتبر علماً حديثاً تحت البحث، مما يشير إلى أن الأدوات السيكولوجية أو تقنيات تشخيص أمراض النفس قد شهدت، وما زالت تشهد، تطوراً هائلاً يساهم في تطوير وتسهيل الوصول إلى المرض واكتشافه.

تساؤلات العملية التشخيصية

 

  • هل يمكن التأكد من ثبات الفئات التي نصنف الأدواء وفقا لها؟
  • كيف يمكن التأكد من صدق الفئات بمعنى التمييز بين الاضطرابات ذات الأسباب التي تتطلب معالجة خاصة؟

     هناك بعض الأمور التي لها أن تؤثر سلباً على المريض والمعالج على حد سواء، إذ ينبغي الحذر والحيطة قبل أن تصف شخصا ما بالذهان أو الضعف العقلي. وحتى يتم التأكد من ذلك فعلى الطبيب أن يتأكد من كيفية التحقق من ثبات التصنيف المقترح عن طريق الدليل الشخصي والإحصائي للاضطرابات العقلية والنفسية (DSM-3)، فعلى سبيل المثال اتفق الأطباء العقليين على تصنيف الفصام في 53% من الحالات في دراسة أُجريت من هذا النوع. أما ثبات الفئات الفرعية فكان ذا نسبة أقل من ذلك. وهو ما يبين اختلاف الأطباء فيما بينهم حول معيار الأحكام الطبية والنفسية.

خاتمة

 

     كما سبق وأشرنا إلى أن الاكتئاب يعد من أكثر اضطرابات النفس شيوعاً في هذا العصر، مما يوجب علينا أن نولي مزيداً من الاهتمام لتلك الاعتلالات. وقد أشرنا في إيجاز إلى الأهمية السيكولوجية لعملية التعرف على المرض وضرورتها. وهنا يجدر بنا أن نحيل القارئ الكريم إلى قراءة مقالنا: المقابلة الشخصية في السيكولوجيا وقد بينا فيه أهمية فحص الحالة قبل وصف الأدوية اللازمة.

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

Visa Mastercard Myfatoorah Mada

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك: