ظهرت العديد من النظريات التي تفسر اكتساب اللغة في علم النفس، وكان من أبرزها النظريات السلوكية، والنظريات المعرفية، والنظريات الفطرية:
أولًا: النظريات السلوكية:
ومن بين النظريات السلوكية التي اهتمت بدراسة اكتساب اللغة الآتي:
1- نظريات الاشتراط:
يعتقد أصحاب هذه النظريات أن اكتساب اللغة لا يختلف عن تعلم أي سلوك آخر، حيث إن الطفل يحدث أصواتًا عشوائية من خلال المناغاة والسجع وتقدم الأسرة المعززات اللازمة لهذه الاستجابات من خلال الابتسام والحنان وتكرار ما ينطقه الطفل مما يعمل على تقويتها وتثبيتها وتعدليها للتحول إلى مفردات واضحة لها دلالاتها اللغوية.
2- نظرية المحاكاة والتقليد:
يؤكد ألبرت باندورا أن الأطفال يبدؤون بمحاكاة الكبار منذ عمر السنة الأولى في الكثير من السلوكيات بما في ذلك اللغة، وتؤكد هذه النظرية أن الأطفال يتعلمون اللغة من خلال تقليد الكبار والاستماع لأحاديثهم وحواراتهم المستمرة. إذ أن الاستماع يعني القدرة على التخزين مما يتيح للأطفال فرصة التذكر ومحاولة نمذجة ما يقوله الكبار.
ثانيًا: النظريات الفطرية:
تحدثت العديد من النظريات الفطرية كنظرية تحليل المعلومات، والنظرية التحويلية، والنظرية التوليدية والتي يعد تشومسكي من أكبر روادهما. حيث انتقد تشومسكي النظريات السلوكية في اكتساب اللغة في أن تفسيراتها بدائية وبسيط وأن الآباء لا يعلمون دائمًا على تصحيح أخطاء الأطفال أو تعزيز محاولاتهم اللغوية.
ثالثًا: النظرية المعرفية:
تؤكد النظرية المعرفية أن اكتساب اللغة يحدث نتيجة تفاعل الطفل مع بيئته في إطار القدرة على معالجة المعلومات معرفيًا، وفي ضوء نمو الفرد المعرفي، ويؤكد بياجيه رائد هذا الاتجاه أن الاتجاه السلوكي والاتجاه الفطري لم يوفقا في تفسير اكتساب اللغة حيث إن اكتساب اللغة عملية إبداعية تسمح بظهر التراكيب اللغوية إذا كانت ضمن الأساس المعرفي للفرد.