مفهوم الإطار النظري في البحث العلمي

نتناول في هذا المقال الإطار النظري للبحث العلمي، فنبدأ بتعريف الإطار النظري في البحث العلمي ومفهومه والمقصود به في مضمار البحث العلمي، ثم نبين عناصر الإطار النظري في البحث العلمي ومكوناته والمعايير المطلوب أثناء صياغة الإطار النظري في البحث العلمي، وأخيراً مناهج الدراسة والبحث العلمي، وطرق توثيق المراجع في الإطار النظري في البحث العلمي.

تعتبر كتابة الإطار النظري في البحث العلمي واحدةً من أهم العقبات التي تواجه الباحثين الشباب في سبيل كتابة أبحاثهم العلمية، فالإطار النظري في البحث العلمي هو ما يحدد طبيعة أسئلة الدراسة، وطريقة صياغتها والمصطلحات والمفاهيم الخاصة بالبحث العلمي أو الدراسة، وهو فوق كل هذا الأساس الذي تنبني عليه نتائج الدراسة، لذلك نقدم هذا المقال هدية للشباب ليكون مرشداً لهم في كتابة الإطار النظري في البحوث العلمية.

قبل الشروع في بيان مصطلح الإطار النظري والمقصود به في مضمار البحث العلمي، لا بد أولا من الإشارة بإيجاز إلى المقصود بكل من: (الإطار) و(النظري).

1. أما الإطار في اللغة: هو ما طوّق الشيء وأحاط به، والمقصود به هنا: الهيكل العام الذي يحدد معالم الموضوع شكلاً ومضموناً.
2. أما النظري: فهو ما كان ناتجاً عن إعمال الفكر المجرد والنظر العقلي المحض، ويقابله التجريبي وهو ما تم استنتاجه بالتجريب،

وأما التطبيق فهو تحويل الأفكار النظري إلى الوجود الواقعي على أرض الواقع. وبالتالي يكون معنى الإطار النظري في البحث العلمي أي: الأساس العلمي الذي يشكل النظريات والمفاهيم الأساسية التي اعتمد عليها الباحث العلمي في دراسته، بالإضافة إلى المناهج لبحثية التي اعتمد عليها الباحث العلمي في دراسته، وبهذا يكون الإطار النظري في البحث العلمي بمثابة الأساس الذي تنبني عليه نتائج الدراسة أو الجوانب التطبيقية للدراسة، وهو الفِكَر الأساسية التي تشكل كل بنيان الرسالة، لذا فإن الرسالة القوية إنما تستمد قوتها من قوة إطارها النظري أولاً، ثم من قوة النتائج والجانب التطبيقي ثانياً.

من الضروري التأكيد على أن الإطار النظري في البحث العلمي لا بد وأن يحتوي على المادة الأساسية المكونة للبحث العلمي بالإضافة إلى بعض الموضوعات التي ينبغي صياغتها بشكل مختصر، كالإشكالية والفرضيات والأهمية والمنهجية، مع ضرورة ذكر المصادر التي اعتمد عليها الباحث العلمي والمراجع التي استفاد منها بما في ذلك الدراسات السابقة، وإجمالاً نقول إن مكونات الإطار النظري للبحث العلمي هي:

بيان كافة المصطلحات وتحديد المتغيرات البحثية والعلاقات بين هذه المتغيرات.

• مشكلة الدراسة التي يناقشها الباحث العلمي وأهمية المشكلة بالنسبة للمجتمع، مع بيان الأسباب التي أدت إلي اختيار الباحث العلمي لهذه المشكلة ودفعته للبحث العلمي عن سبيل لحلها.

1. المنهج البحثي الذي اتبعه الباحث العلمي في دراسته للوصول إلى النتائج، ومناهج البحث العلمي المشهورة هي المنهج الاستقرائي والمنهج الاستنباطي، والمنهج التجريبي وأخيراً المنهج الاستردادي المستخدم في الأبحاث التاريخية، بالإضافة إلى عدد من المناهج الأخرى الأقل استخداماً وشهرة، كالمنهج الماركسي والمنهج القانوني، وفيما يلي سنقوم بعرض موجز لمناهج البحث العلمي في الإطار النظري.
2. عرض مجمل للدراسات والبحوث السابقة في نفس الموضوع محل الدراسة، الأمر الذي يعني اطلاع الباحث العلمي على الدراسات الحديثة في مجاله وإحاطته بها، بالإضافة إلى تأكيده على تفرد بحثه وتميزه.

•    إطار نظري مميز ومتكامل خال من الأخطاء الأكاديمية والسرقة الأدبية،

•    حسب دليل الجودة والاعتماد الأكاديمي الخاص بجامعتك،

•    نسخة مجانية من المراجع المعتمد عليها،

•    وضمان القيام بالتعديلات.

ثمت عدد من المعايير التي ينبغي على الباحث العلمي مراعاتها أثناء كتابته للإطار النظري للبحث العلمي الخاص به، ومنها:

1. أولاً: ينبغي أن توفر مقدمة الدراسة تمهيداً للبحث العلمي نفسه مع عرض شامل وموجز للموضوع محل الدراسة، مما يهيئ ذهن القاري للتلقي.
2. ثانياً: فيما يتعلق بالمصادر، لا بد من التنبه إلى أن حشد أكبر عدد من المصادر لا يعبر بالضرورة عن قوة الباحث العلمي أو قوة الإطار النظري في البحث العلمي، لكن ما يعكس قوة الإطار النظري بحق، هو قيام الباحث العلمي بتقييم المصادر وبيان مدى جودتها، مع توضيح نقاط الاختلاف والاتفاق بين دراسته وبين تيك المصادر.

يمكننا تقسيم مناهج الدراسة إلى نوعين من التقسيمات بحسب اختلاف المقسم، فإذا جعلنا التقسيم بحسب نوع العمليات العقلية الموجهة لها إلى: المنهج الاستدلالي أو المنهج الاستنباطي، والمنهج الاستقرائي وغيرهما. وإذا أردنا تقسيم مناهج البحث العلمي حسب أسلوب إجراء البحث العلمي فإننا نقسمها إلى: المنهج التجريبي، ومنهج المسح، ومنهج دراسة الحالة، وفيما يلي عرض لكل منهج بإيجاز.

1. المنهج الاستنباطي، وهو منهج العلوم المنطقية والرياضية، حيث يسلك فيه الباحث العلمي مسلكاً يبدأ من المقدمات والمبادئ إلى القضايا والنتائج، حيث يمضي البحث العلمي من المقدمات إلى النتائج على أساس ذهني ومنطقي، دون اللجوء إلى التجربة.
2. المنهج الاستقرائي، وهو المنهج المتبع في علوم الكيمياء والبيولوجيا وغيرهما، ويقوم أولاً على الملاحظة ثم التجربة والتحكم بالمتغيرات للوصول إلى الاستنتاجات النهائية.
3. المنهج التجريبي، وهو المنهج الذي يقوم على إجراء التجارب تحت شروط معينة، وهو المنهج الغالب على العلوم الطبيعية. والتجريب بمفهومه العلمي، يستهدف قياس تأثير موقف معين أو عامل (متغير) معين على ظاهرة ما. ليخلص الباحث العلمي في نهاية المطاف إلى صحة فرضيته أو خطئها.
4. منهج المسح: وهو الذي يعتمد على جمع البيانات ميدانيا باستخدام وسائل متعددة، حيث يتضمن عددا من الدراسات، مثل: الدراسات الوصفية والدراسات التحليلية والدراسات الكشفية.
5. منهج دراسة الحالة، ويعتمد على إخضاع وحدة واحدة للدراسة والفحص، حيث يرتبط باختبارات ومقاييس خاصة.

ثمت العديد من الأساليب التي تستهدف تنسيق المراجع وتوثيق المعلومات ونسبتها إلى قائليها، ويمكننا تقسيم أساليب التوثيق إلى نوعين يضمان تحتهما كل أنواع التوثيق الأخرى، فالتوثيق إما أن يكون:

1. داخل الإطار النظري، ولعل من نافلة القول التأكيد على ضرورة تطابق المراجع داخل الإطار النظري مع المراجع الموجودة في قائمة المراجع.
2. في نهاية الإطار النظري، وهي الطريقة الأشهر وبها يتم التوثيق حسب أسلوب APA7 وهو الأسلوب الأكثر شيوعا واستخداما في المجلات والدوريات العلمية في معظم العلوم.

وختاماً نرجو أن يمثل هذا المقال إضافة للباحثين الشباب، آملين أن نساهم في تقدم البحوث العلمية في الوطن العربي.

الأشوح، زينب. (٢٠١٤) طرق وأساليب البحث العلمي وأهم ركائزه. القاهرة: المجموعة العربية للتدريب والنشر.

الدعيلج، إبراهيم عبد العزيز. (٢٠١٠) مناهج وطرق البحث العلمي. الأردن: دار صفاء.

القحطاني، سالم سعيد. (٢٠٠٤) منهج البحث في العلوم السلوكية. الرياض: مكتبة العبيكان.

المحمودي، محمد سرحان علي. (٢٠١٩) مناهج البحث العلمي. صنعاء: دار الكتب.

بدر، أحمد. (٢٠٠٢) أصول البحث العلمي ومناهجه. المكتبة الأكاديمية.

بدوي، عبد الرحمن. (١٩٧٧) مناهج البحث العلمي. الكويت: وكالة المطبوعات.

حافظ، عبد الرشيد بن عبد العزيز. (٢٠١٢) أساسيات البحث العلمي. جدة: مركز النشر العلمي، جامعة الملك عبد العزيز.

زيان، محمد عمر. (١٩٨٣) البحث العلمي مناهجه وتقنياته. جدة: دار الشروق للنشر والتوزيع.

عناية، غازي. (٢٠٠٨) منهجية إعداد البحث العلمي بكالوريوس ماجستير دكتوراه. الأردن: دار المناهج.

منتصر، أمين. (٢٠١٠) خطوات وضوابط البحث العلمي. مصر: دار الفكر العربي.