هناك بعض الاستراتيجيات التي تقوم بدورها في عملية توليد وإنشاء الفكرة البحثية والتي تتمثل في كلاً من الآتي:
أولاً: استراتيجية التشبع:
تعتمد على القراءة العميقة لمجال الاهتمام العلمي في الأدب الخاص بمشكلة الدراسة من مصادر وأوعية ومدونات مختلفة وباللغتين العربية والإنجليزية، مع مراعاة الباحث الموضوعية والبعد عن التحيز في اختيار قواعد أو مصادر أو أشخاص محددة بعينها دون الأخرى.
هذا وبالإضافة إلى ضرورة الانفتاح في القراءة على الموضوعات الحديثة، وهنا يكون دور الباحث دور المستكشف الذي يبحث عن مجال محدد داخل منطقته البحثية، ويبحث عن الصورة الكبيرة في إطار مجاله وتخصصه العلمي.
ثانياً: استراتيجية التركيز والاختيار:
تتم من خلال تحديد الفجوات البحثية والتساؤلات والأفكار التي تستحق البحث العلمي، وتبدأ عادةً بخيوط صغيرة عابرة للذهن، وتحتاج هذه الاستراتيجية إلى قناص ماهر بالإضافة إلى ضرورة أن تتناغم مع اهتماماته العلمية وقدراته المهنية وتكون وثيقة الصلة بالأهداف المهنية المستقبلية للباحث، مع ملاحظة عدم اختيار الباحث المبتدئ فكرة صعبة جداً في ذاتها أو في معلوماتها وبياناتها.
ثالثاً: استراتيجية التخمير:
تقوم هذه الاستراتيجية على فكرة ترك الأفكار الصغيرة تنضج مع الزمن، والتفكير بها بهدوء، مع تفعيل آليات الحوار والمناقشات العلمية والتساؤلات الصغيرة والكبيرة، ومن ثم إبراز قيمة الفضول العلمي مع المرشدين والباحثين الآخرين والأقران وغيرهم، وهذه هي مفتاح الأفكار البحثية الجديدة وحصول الإلهام الفوري الذي نجده لدى بعض الباحثين.
رابعاً: استراتيجية المقاربة والمقارنة:
تأتي بعد اختيار الباحث الفكرة البحثية والتهيؤ لكتابتها حيث يقوم الباحث بالاطلاع على نماذج أفكار بحثية لزملاء سابقين مميزين للإفادة منها ومقارنتها بما ينوي كتابته، ويتفادى الملاحظات التي تم توجيهها لتلك الأفكار أثناء السمنارات العلمية أو من خلال التواصل المباشر مع أصحابها.
خامساً: استراتيجية المرونة والتعديل:
سيحتاج الباحث إلى أكثر من محاولة لكتابة عملية مقبولة للفكرة البحثية، وبالتالي يحتاج إلى وفرة في المعلومات والبيانات، وذهنية مرنة في التعديل والتطوير، وصبر ومثابرة في تقبل الملاحظات وتعديلها.