أصبحت هندسة الأوامر أحد أهم المهارات في التعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة، فهي التي تحدد دقة النتائج وجودة المخرجات. إلا أن كثيرًا من المستخدمين يقعون في أخطاء جوهرية أثناء كتابة الأوامر، مما يؤدي إلى إجابات غير دقيقة أو سطحية أو خارجة عن السياق. ومن أبرز هذه الأخطاء:
1- صياغة الأوامر بشكل غامض أو غير محدد
الخطأ الأكثر شيوعًا هو الغموض في الهدف. عندما تكتب أمرًا عامًا مثل: "اكتب لي عن الذكاء الاصطناعي"، فإن النموذج يقدّم إجابة عامة.
الحل هو التحديد: "اكتب مقالًا من 300 كلمة عن تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم الجامعي في العالم العربي بأسلوب أكاديمي." كلما كان الأمر أدق، كانت النتيجة أعمق وأكثر تطابقًا مع نيتك.
2- تجاهل السياق المطلوب
أوامر كثيرة تفشل لأن المستخدم لا يوفّر السياق الكافي للنظام. على سبيل المثال، إذا كنت تطلب تحليلًا لغويًا أو خطة بحث، فعليك تحديد الجمهور المستهدف أو المرحلة الأكاديمية أو اللغة المطلوبة. السياق هو البوصلة التي توجه استجابة الذكاء الاصطناعي بدقة نحو هدفك.
3- الجمع بين مهام متعددة في أمر واحد
من الأخطاء الشائعة أيضًا دمج عدة مهام متناقضة داخل أمر واحد مثل: "حلّل النص ثم اكتب ملخصًا ساخرًا مع توثيق أكاديمي." هذا يُربك النموذج ويؤدي إلى مخرجات ضعيفة أو متناقضة. الأفضل هو تجزئة الأوامر إلى مراحل متتابعة للحصول على جودة أعلى واستجابة أكثر اتساقًا.
4- إغفال تحديد النغمة أو الأسلوب
كل مهمة تحتاج إلى نبرة مناسبة أكاديمية، تسويقية، تقنية، أو مبسطة. عدم تحديد الأسلوب يجعل النموذج يختار نغمة عامة لا تخدم هدفك. لذا استخدم دائمًا توجيهات واضحة مثل: “اكتب بنبرة رسمية ومعلومات موثقة” أو “بأسلوب تحفيزي بسيط للقارئ المبتدئ.”
5- عدم استخدام الأمثلة التوضيحية
النماذج الذكية تتعلم من الأمثلة أكثر من الأوامر المجردة. عندما تقول: “اكتب فقرة تسويقية”، فالنتيجة ستكون متوسطة. أما إذا أضفت مثالًا عن الأسلوب المطلوب، فستكون النتيجة أكثر اتساقًا. الأمثلة تعمل كقالب مرجعي لتوجيه طريقة الاستجابة.
6- إهمال التحقق من النتيجة وإعادة التكرار
يظن البعض أن النتيجة الأولى هي الأفضل دائمًا، بينما في الواقع هندسة الأوامر عملية تكرارية. يجب مراجعة المخرجات، تحديد أوجه القصور، ثم تحسين الأمر تدريجيًا.
7- استخدام لغة غير طبيعية أو مليئة بالأوامر المتداخلة
بعض المستخدمين يكتبون الأوامر كما لو كانت أكواد برمجية أو جمل متتابعة بلا ترابط لغوي. النموذج اللغوي يتفاعل بشكل أفضل مع اللغة الطبيعية المفهومة لا مع الأوامر الجافة.
8- نسيان تحديد المعايير التقنية أو المخرجات المطلوبة
عند كتابة الأوامر المتقدمة، نسيان تحديد التنسيق (مثل جدول، قائمة، فقرة، مقال...) يُربك النظام. لذا اجعل ختام أمرك دائمًا يتضمن نوع المخرجات المطلوبة، مثل: “قدّم النتيجة في جدول من عمودين.” هذا يوجّه الذكاء الاصطناعي نحو الشكل المثالي للمخرجات.
إنّ إتقان هندسة الأوامر لا يعني معرفة الأوامر الصحيحة فحسب، بل معرفة كيف تصيغ السؤال بالطريقة التي يفهمها الذكاء الاصطناعي بوضوح ودقة.