نظريات التعلم:
خلال القرن العشرين تمكن علماء النفس والتعليم من صياغة العديد من الأفكار، وقد كان الهدف من نظرياتهم تلك الوصول إلى مزيد من الفهم حول آليات عمل المخ البشري. وقد كان للنظريات الارتباطية كنظرية الإشراط الإجرائي لسكنر ونظرية الاشتراط الكلاسيكي لبافلوف الحظ الأوفر من الشهرة من بين نظريات التعليم الأخرى. كما ظهرت نظرية الجشتالت، والعديد من النظريات التي تناولناها في مقالنا: نظريات التعلم. فقد سعى التربويون إلى تطوير عملية التعلم في المدرسة عبر إكساب الطفل المعلومات وتنمية مهاراته، من خلال عملية التعلم وعن طريق نقل خبرات المعلم إليه. لكن ذلك كان يتطلب ولا شك الارتقاء بالمعلمين أنفسهم وتحسين قدراتهم، وكان السبيل الوحيد إلى ذلك هو فهم التعلم على نحو أفضل. مما أثمر في النهاية العديد من الأساليب والاستراتيجيات الجديدة في التعلم مثل: استراتيجية التعلم بالاكتشاف ونظرية برونر في النمو المعرفي. والتي اعتمدت على استخدام الفضول والاكتشاف لتكون العملية التعليمية وسيلة الطلاب للمتعة.
ما الذي يتم تعلمه:
حين نتساءل عما يتعلمه الإنسان، فإن الإجابة تأتى شاملة بأنه يتعلم كل شيء تقريباً، فإن أغلب أشكال السلوكيات التي نمتلكها مكتسبة بالتعلم، كذلك أنماط تفكيره ووسائله في حل المشكلات كلها يتعلمها من مواقف الخبرة والتجربة التي يمر بها، ويتعلم القدرات المختلفة. والإنسان في مراحل حياته المختلفة يكتسب ألواناً من القدرات والمهارات مثل اللغة التي تتيح له قدرة متزايدة على التعلم، ولعل أهم ما نتعلمه، أي ما نكتسبه من البيئة هي توقعاتنا من الآخرين وتوقعات الآخرين منا؛ أي أن إدراكنا لأنماط سلوكنا التي يتوقع منا الآخرون أن نلتزم بها، بمعنى تعلمنا لدورنا في المجتمع. والإنسان في تعلمه يكتسب كثيراً من اتجاهاته وتحيزاته، كذلك هو يكتسب القيم التي يؤمن بها، كما تكشف هذه الظاهرة أساساً عن أمرين هما:
- ما يؤثر عليه المجتمع في تشكيل سلوكنا الفردي عن طريق الميول السلوكية التي يستقيها المرء من المجتمع خلال تعلمه.
- السبب في قدرة الإنسان على تكرار بعض أشكال سلوكياته وامتناعه عن تكرار أشكال سلوكية أخرى.
التغييرات السلوكية التي لا يشملها التعلم
إن المفهوم الحديث للتعلم لا يشتمل بالضرورة على جميع أشكال التغيير في الميول السلوكية التي تحدث للإنسان، إذ أن بعضاً منها تنشأ لأسباب مختلفة، ومن أهم مظاهر التغيير في الميول السلوكية التي لا تندرج تحت هذا المفهوم ما يلي:
- الميول السلوكية التي تنجم عن نمو الشاب وتطوره بصورة غريزية.
- التغير الناشئ عن النضج.
- التغييرات التي تنشب عن مواقف لا تستمر لفترة طويلة، مثل التعب والإرهاق حينما يستخدم عقاقير وأدوية تسبب تلك الحالات.