طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

مفهوم التعلم ونظرياته

2022/04/09   الكاتب :د. يحيى سعد
عدد المشاهدات(7260)

مفهوم التعلم

 

المقدمة:

يُعد التعلم من أهم الأسس التي تقوم عليها الحياة بشكلٍ عام، فالفرد خلال حياته ومنذ ولادته يحاول بشكل مستمر التأقلم والتكيف مع البيئة المحيطة به، ومن ثم مواجهة العقبات وحل المشكلات التي تواجهه، الأمر الذي يدفعه إلى التعلم في لحظة من لحظات حياته، حيث يصعب على الإنسان العيش ومواجهة صعوبات الحياة إلا من خلال التعلم، ومن خلال المقال الحالي قد سعينا إلى إلقاء الضوء على التعلم، وذلك من خلال عدة نقاط وهي كالآتي:

  1. مفهوم التعلم.
  2. نظريات التعلم
  3. ما الذي يتم تعلمه؟
  4. التغييرات السلوكية التي لا يشملها التعلم.

مفهوم التعلم والتعليم

مفهوم التعلم

يعتبر مفهوم التعلم من أهم المفاهيم المساعدة في تحليل التغيرات السلوكية حيث يوفر أساساً هاماً في تفهم العمليات النفسية الأخرى، ومع هذه الأهمية فقد تباينت الآراء والنظريات حوله بدرجة تثير قدراً كبيراً من الصعوبة في تفهمه، مما يظهر ضرورة الاهتمام بعرض الأبعاد الأساسية له، وبيان علاقته بعملية تحديد السلوك الإنساني، فالمفهوم الحديث للتعلم يقوم بتعريف التعلم على أنه عملية يتم فيها تلقي الخبرات أو المهارات أو المعارف أو القيم، وذلك من خلال التدريب أو التعليم أو الممارسة مما ينتج تغيراً دائماً في السلوك، فالتعلم يهدف إلى إحداث تغيير في سلوك الكائن الحي ليعيد تشكيل البنية المعرفية والفكرية للفرد، كما يعرف بأنه التغير في الميل للاستجابة تحت تأثير الخبرة المكتسبة، بمعنى أنه عندما يكتسب مزيداً من الخبرة والتجربة والتعليم، يعمد إلى التصرف بكيفية سلوكية تختلف عما قد كان يعتمده من تصرفات وسلوكيات قبل تعرضه للتجارب والخبرات تلك.

 

مفهوم التعلم والتعليم

ويلاحظ أن هذا التعريف يختلف عن المفهوم التقليدي للتعلم الذي كان يتمثل في أن التعلم هو التغير النسبي للسلوكيات نتيجة للخبرة والتجربة، والفارق بين المفهوم الحديث والمفهوم التقليدي للتعلم يتمثل في أن المفهوم التقليدي يرى في السلوكيات ذلك الجانب الخارجي فقط من التصرفات الإنسانية، ولكن المفهوم الحديث يلقي الضوء على جانب مهم في سلوكيات الفرد وهو الجانب الداخلي والذي يعكس السلوك الباطني للفرد، فمن خلال المفهومين الحديث والتقليدي نرى أن المفهوم الحديث للتعلم هو الذي يحدد مدى أثر التعلم والخبرة والتجربة في سلوك الفرد، والتي تتمثل في ميول الفرد واتجاهاته وعواطفه الشخصية والتي لا يمكن ملاحظتها من خلال المفهوم التقليدي.

ما أهمية التعلم

أهمية التعلم:

إن أهمية التعلم موجودة منذ الصغر فالإنسان منذ ولادته وهو يكتشف ويحاول التكيف مع البيئة المحيطة به، لذلك فالتعلم له أهمية كبيرة جداً في حياة الإنسان يمكن أن نلخصها في عدة نقاط هامة تتمثل في:

  1. يساعد التعلم الفرد على التكيف مع البيئة المحيطة به، وبالتالي تمنحه القدرة على التغلب على الصعوبات والتحديات التي يقابلها في حياته اليومية.
  2. أن التعلم يساهم في تنمية وتعزيز القدرات العقلية للفرد، مما يساهم في تكوين شخصيته ويعزز من ثقة الفرد بنفسه وبقدراته.
  3. يساهم التعلم في تطور وتنمية المجتمع سواء اقتصاديا أو اجتماعياً، فكلما زادت معارف وقدرات المجتمع التعليمية أثر ذلك بشكل كبير في تطور وتنمية الدول.
  4. أن التعلم يساعد الدول والمجتمعات في المضي قدماً نحو التقدم والتنمية ومواكبة مستجدات وتطورات العصر في العديد من المجالات.
  5. أن التعلم يساعد بشكل أساسي في إكساب الفرد أهم المبادئ والقيم والسلوكيات الإيجابية التي تتناسب مع المجتمع الذي يتعايش معه.

ما أهمية التعلم

نظريات التعلم وأهم روادها

نظريات التعلم:

خلال القرن العشرين تمكن علماء النفس والتعليم من صياغة العديد من الأفكار، وقد كان الهدف من نظرياتهم تلك الوصول إلى مزيد من الفهم حول آليات عمل المخ البشري. وقد كان للنظريات الارتباطية كنظرية الإشراط الإجرائي لسكنر ونظرية الاشتراط الكلاسيكي لبافلوف الحظ الأوفر من الشهرة من بين نظريات التعليم الأخرى. كما ظهرت نظرية الجشتالت، والعديد من النظريات التي تناولناها في مقالنا: نظريات التعلم. فقد سعى التربويون إلى تطوير عملية التعلم في المدرسة عبر إكساب الطفل المعلومات وتنمية مهاراته، من خلال عملية التعلم وعن طريق نقل خبرات المعلم إليه. لكن ذلك كان يتطلب ولا شك الارتقاء بالمعلمين أنفسهم وتحسين قدراتهم، وكان السبيل الوحيد إلى ذلك هو فهم التعلم على نحو أفضل. مما أثمر في النهاية العديد من الأساليب والاستراتيجيات الجديدة في التعلم مثل: استراتيجية التعلم بالاكتشاف ونظرية برونر في النمو المعرفي. والتي اعتمدت على استخدام الفضول والاكتشاف لتكون العملية التعليمية وسيلة الطلاب للمتعة.

 

ما الذي يتم تعلمه:

حين نتساءل عما يتعلمه الإنسان، فإن الإجابة تأتى شاملة بأنه يتعلم كل شيء تقريباً، فإن أغلب أشكال السلوكيات التي نمتلكها مكتسبة بالتعلم، كذلك أنماط تفكيره ووسائله في حل المشكلات كلها يتعلمها من مواقف الخبرة والتجربة التي يمر بها، ويتعلم القدرات المختلفة. والإنسان في مراحل حياته المختلفة يكتسب ألواناً من القدرات والمهارات مثل اللغة التي تتيح له قدرة متزايدة على التعلم، ولعل أهم ما نتعلمه، أي ما نكتسبه من البيئة هي توقعاتنا من الآخرين وتوقعات الآخرين منا؛ أي أن إدراكنا لأنماط سلوكنا التي يتوقع منا الآخرون أن نلتزم بها، بمعنى تعلمنا لدورنا في المجتمع. والإنسان في تعلمه يكتسب كثيراً من اتجاهاته وتحيزاته، كذلك هو يكتسب القيم التي يؤمن بها، كما تكشف هذه الظاهرة أساساً عن أمرين هما:

  • ما يؤثر عليه المجتمع في تشكيل سلوكنا الفردي عن طريق الميول السلوكية التي يستقيها المرء من المجتمع خلال تعلمه.
  • السبب في قدرة الإنسان على تكرار بعض أشكال سلوكياته وامتناعه عن تكرار أشكال سلوكية أخرى.

 

 

 

التغييرات السلوكية التي لا يشملها التعلم

إن المفهوم الحديث للتعلم لا يشتمل بالضرورة على جميع أشكال التغيير في الميول السلوكية التي تحدث للإنسان، إذ أن بعضاً منها تنشأ لأسباب مختلفة، ومن أهم مظاهر التغيير في الميول السلوكية التي لا تندرج تحت هذا المفهوم ما يلي:

  • الميول السلوكية التي تنجم عن نمو الشاب وتطوره بصورة غريزية.
  • التغير الناشئ عن النضج.
  • التغييرات التي تنشب عن مواقف لا تستمر لفترة طويلة، مثل التعب والإرهاق حينما يستخدم عقاقير وأدوية تسبب تلك الحالات.

 

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

Visa Mastercard Myfatoorah Mada

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك: