كيفية تجنب نقد رسالة الماجستير أو الدكتوراه

إن نقد البحوث العلمية هو أرقى أنواع النقد لأنه يعتمد بشكل أساسي على المناقشات العلمية، وهذا النقد موجه إلى كافة أشكال البحث العلمي، حيث إن البحوث العلمية قبل نشرها في المجلات العلمية يتم مناقشتها من قِبَل أساتذة متخصصين، ولكن السؤال المهم هنا والذي يراود ذهن العديد من الباحثين والمُقبلين على المناقشات العلمية "كيفية تجنب نقد رسالة الماجستير أو الدكتوراه"، لكي يتم الإجابة على هذا السؤال يجب على جميع الباحثين معرفة أهم معايير نقد الرسالة العلمية سواء الماجستير أو الدكتوراه لأنها تشمل العديد من جوانب البحث العلمي بدايةً من (عنوان البحث وصلاً لنقد المراجع والمصادر التي استعان بها الباحث في رسالته العلمية.

لذلك عمد المقال الحالي على توضيح كافة الجوانب التي يتم توجيه النقد إليها في الرسائل العلمية سواء الماجستير أو الدكتوراه، وذلك من خلال مجموعة من النقاط الهامة وهي كالآتي:

1. مفهوم نقد رسالة الماجستير أو الدكتوراه.
2. أسباب توجيه النقد لرسالة الماجستير أو الدكتوراه.
3. أهم المعايير التي يجب توافرها في الشخصية الناقدة:
4. أهم خطوات نقد رسالة الماجستير أو الدكتوراه.

 يعد نقد الرسائل العلمية، أو ما يعرف باسم النقد العلمي هو أرقى أنوع النقد، إذ إنه قائم على المناقشة التي تتم بين الناقد وبين الباحث، حيث يعتبر جزء المناقشة في أي رسالة علمية يعتبر مثالا واضحا من أسلوب النقد العلمي البنَّاء، والذي يتم عرض نتائج البحث فيه وتناقش وفقاً لما هو متاح من معلومات سابقة سواء اتفقت أو اختلفت مع نتائج الباحث، ومن ثم إعطاء الخلاصة والتوصيات.

هكذا وتعرف تحكيم المشروعات والأبحاث العلمية على أنها نقد علمي رفيع المستوى، لا يمكن أن يقوم به أحد إلا إذا كان صاحب خبرات، وسوف نتعرف على أهم معايير الشخصية الناقدة في فقرة قادمة فتابعونا.

إن النقد العلمي الخاص برسالة الماجستير أو الدكتوراه له أهمية كبيرة للباحث والبحث العلمي ويمكن تلخيصها في الآتي:

1. إن النقد العلمي البنَّاء يساهم بشكل كبير في تقويم الأخطاء التي وقع فيها الباحث أثناء إجراء البحث العلمي  الخاص به.
2. الوصول بالرسالة العلمية إلى أفضل صورة ممكنة، والتي يمكن أن يحصل عليها الباحث بعد الأخذ بالاعتبار كافة الانتقادات التي وجهت إليه وتعديل الأخطاء بعد المناقشة.
3. توجيه الباحث لجميع نقاط الضعف التي تضمنها رسالته العلمية ومحاولة معالجتها والتخلص من الفجوات التي قد ذكرها الأساتذة المُحكمين في المناقشة العلمية.
4. تقدير عام لمدى إجادة الباحث لجميع خطوات البحث العلمي.
5. معرفة قدرة الباحث على جمع المعلومات والبيانات من مصادر مختلفة ومتعددة.
6. التأكد من التزام الباحث بجميع أخلاقيات البحث العلمي خصوصاً في جزء المصادر والمراجع.

هناك عدة خطوات رئيسية في نقد الرسائل العلمية يتبعها العديد من النقاد، إذ تنقسم نقد الرسالة العلمية إلى شقين وهما:

• نقد الرسالة العلمية من حيث الشكل.
• نقد الرسالة العلمية من حيث المضمون.

في هذا الجزء يجب على الباحث الاهتمام بالعديد من النقاط الهامة التي تتعلق بالشكل النهائي للبحث العلمي سواء كان (ماجستير أو دكتوراه) والتي تتمثل في الآتي:

1. يجب على الباحث أن يهتم بجميع ضوابط الكتابة العلمية السليمة وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية والالتزام التام بعلامات الترقيم بشكل سليم.
2. يجب على الباحث مراعاة التطبيق الجيد لجميع قواعد المنهج العلمي الخاصة بالنقل والاقتباس حسب آلية الجامعة التي يتبعها.
3. يجب أن تكون الرسالة متناسقة ومضبطة من حيث التنظيم والشكل النهائي والعرض المنطقي لحجم الفصول والأبواب، وذلك من خلال تقسيم البحث العلمي تقسمات مناسبة ومعتدلة.
4. يجب على الباحث مراعاة تنظيم فهارس المحتويات بطريقة دقيقة جداً وأيضاً الاهتمام بإخراج الجداول والأشكال بطريقة جيدة.
5. يجب على الباحث مراجعة المطبعة بعد الانتهاء من طبع نسخة البحث العلمي تجنباً لوجود أي أخطاء مطبعية حفاظاً على النسق والشكل العلمي للبحث.
6. يجب أن يتضمن البحث العلمي ملخصين، أحداهما باللغة العربية والآخر باللغة الإنجليزية، ويرجع ذلك إلى آليات الجامعة التابع لها.

تتضمن هذه المعايير جميع أجزاء البحث العلمي والتي تتمثل في (عنوان البحث العلمي، مقدمة البحث العلمي، الإطار المنهجي للبحث العلمي، الدراسات السابقة، والإطار النظري للبحث العلمي، إجراءات الدراسة المتبعة في البحث العلمي، مناقشة وتفسير نتائج الدراسة وتحليلها، التوصيات والمقترحات وملخص البحث العلمي، المراجع العربية والأجنبية).

1- معايير نقد عنوان البحث العلمي:

توجد عدة معايير لكيفية نقد عنوان البحث العلمي ولعل من أهمها:

1. يجب أن يعكس عنوان البحث العلمي المحتوى الموضوعي للبحث ومجالها بكل دقة ووضوح.
2. عدد كلمات عنوان البحث العلمي، فيفضل عدم الإطالة الكبيرة وأن تتراوح عدد الكلمات من 11 إلى 13 كلمة كحد أقصى.
3. يجب أن يكون عنوان البحث العلمي واضحاً ودقيقاً خالياً من اللبس والغموض والعامية.
4. يجب أن يراعي الباحث عند كتابة عنوان البحث أن يكون محدداً ومختصراً قدر الإمكان.
5. يحب أن يكون عنوان البحث متناسباً مع التخصص العلمي الذي تجري فيه الدراسة.
6. يجب أن يراعي الباحث تجنب الأخطاء الإملائية عند صياغة عنوان البحث العلمي.
7. ابتعاد الباحث عند صياغة عنوان البحث عن العمومية والعبارات المتكلفة.

2-  معايير نقد مقدمة البحث العلمي:

هناك عدة معايير يتم نقد مقدمة البحث العلمي من خلالها وتتمثل في مجموعة من الأسئلة وهي كالآتي:

1. هل قام الباحث بالتعريف بموضوع الدراسة وتوضيح أهميته؟.
2. هل قام الباحث بالربط بين موضوع الدراسة والتخصص العلمي التابع له من حيث حدود الدراسة؟.
3. ما هي الأسباب والمبررات التي دفعت الباحث لاختيار هذا الموضوع؟.
4. ما هو الهدف العام الذي يسعى الباحث إلى تحقيقه من خلال هذا البحث؟
5. ماهي أبرز الدراسات السابقة التي سبق وأن تناولت أحد جوانب موضوع البحث؟
6. هل قام الباحث بتقسيم البحث العلمي عن طريق أبواب أو فصول أو مباحث؟
7. ماهي مميزات هذا البحث وما هي جوانب تميزها عن غيرها؟

3-  معايير نقد الإطار المنهجي للبحث العلمي:

ويتضمن هذا الجزء العديد من النقاط والتي تتمثل في الآتي:

1. هل قام الباحث بتحديد مشكلة البحث بأكثر من أداة ورصد الاحتياجات اللازمة لها من ( الملاحظة، والاستبانة، والمقابلات، والدراسات السابقة، وغيرها)؟.
2. هل يتضمن البحث العلمي سؤالاً رئيسياً، أو مشكلة رئيسية يسعى الباحث لإجابة عنه أو حلها من خلال البحث الخاص به؟.
3. هل أظهر الباحث قدرته وكفاءته ومهارته العلمية في صياغة مشكلة البحث العلمي؟.
4. هل يقوم الباحث من خلال بحثه بالمساهمة في أي إضافة علمية في مجال تخصصه التابع له؟.
5. هل استطاع الباحث تحديد الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها من خلال البحث العلمي الخاص به؟.
6. هل قام الباحث بصياغة أهدافه بوضوح ودقة وبلغة سهلة بعيدة عن الغموض؟.
7. هل قام الباحث بصياغة فروض البحث العلمي بلغة واضحة ومحددة في ضوء الدراسات والبحوث العلمية السابقة؟
8. هل كانت الفروض في حدود إمكانيات الباحث من حيث الزمن والجهد المبذول في البحث؟.
9. ما هي الطريقة التي صاغ بها الباحث فروضة؟ هل بالطريقة التقريرية أو الطريقة الصفرية؟ ولماذا؟.
10. هل الفروض التي قام الباحث بصياغتها ساعدته في تحديد إجراءات واختيار أدوات البحث المناسبة أم لا؟.
11. هل ساعدت الفروض في تقديم تفسير للعلاقة بين المتغيرات في البحث العلمي الخاص بالباحث؟
12. هل قام لباحث بتحديد مجتمع الدراسة أو المجال أو الميدان العام الذي تنطبق عليه نتائج البحث العلمي؟.

4-  معايير نقد الدراسات السابقة والإطار النظري في البحث العلمي:

هناك بعض المعايير التي تتوجه بالنقد على هذا الجزء من البحث العلمي والتي تتمثل في الآتي:

1. هل الإطار النظري والبحوث الدراسات السابقة الواردة في البحث العلمي تتناسب مع عنوان البحث العلمي؟
2. هل قام الباحث بالرجوع إلى المصادر العلمية المتعددة التي ترتبط بموضوع الدراسة سواء الأولية  أو الثانوية؟، وهل هذه المصادر العلمية حديثة بالنسبة للبحث العلمي الخاص بالباحث؟.
3. هل استعان الباحث بالدوريات والبحوث العلمية المحلية كانت أو الإقليمية أو العالمية في البحث العلمي الخاص به؟.
4. هل استطاع الباحث القيام بنقد وعرض الدراسات السابقة بأسلوب علمي مميز؟
5. هل ساهمت الدراسات السابقة التي استعان بها الباحث  في بلورة البحث العلمي الخاص به؟
6. هل قام الباحث بتوضيح أوجه الشبه والاختلاف بين البحث العلمي الخاص به والدراسات السابقة؟
7. هل قام الباحث بتوضيح أوجه الاستفادة من الخلفية النظرية في البحث الخاص به؟
8. هل قام الباحث بتوضيح أوجه الاستفادة من الدراسات السابقة في البحث الخاص به؟.

5-  معايير نقد إجراءات الدراسة في البحث العلمي:

تتلخص معايير نقد إجراءات الدراسة في الآتي:

1. هل اتبع الباحث الأسلوب العلمي في إجراءات الدراسة؟
2. هل استعان الباحث بالأداة المناسبة والتي تتناسب مع ظروف دراسته؟.
3. ما هو مدى قيام الباحث بقياس أدواته أو الأداة التي استعان بها من حيث الصدق والثبات والموضوعية؟.
4. ما هي أهم الأسباب والمبررات التي فعت الباحث لاختيار أحد أنواع الأدوات دون غيرها؟
5. هل قام الباحث بتطبيق الأداة المستخدمة في جمع المعلومات بشكل سليم وعلمي؟

6-  معايير نقد مناقشة وتفسير نتائج الدراسة وتحليلها:

إذا كانت المعالجة الإحصائية هي المستخدمة في تفسير وتحليل النتائج والبيانات التي توصل إليها الباحث، فيتم نقدها وفقاً لعدة نقاط وهي كالآتي:

1. هل قام الباحث باستخدام الإجراء الإحصائي الذي يتناسب مع البحث العلمي الخاص به؟
2. هل استطاع الباحث توظيف الإجراءات الإحصائية للبحث العلمي الخاص به بشكل علمي سليم؟.
3. هل استطاع الباحث تحليل البيانات والنتائج التي توصل إليها من خلال بخثه بشكل صحيح، ومن ثم تفسيرها؟
4. هل يمكن أن يتم تعميم هذه النتائج على مجتمع الدراسة ككل مع ذكر السبب؟

7-  معايير نقد التوصيات والمقترحات وملخص البحث العلمي:

يمكن نقد هذا الجزء من خلال بعض المعايير، ومن أهمها:

1. هل قام الباحث بتحديد التوصيات والمقترحات بشكل صحيح من خلال النتائج التي توصل إليها؟
2. هل قام الباحث بذكر أي دراسات مستقبلية يطمح بها الباحث وتحتاج إلى دراسة؟.
3. هل يعتبر البحث العلمي الحالي مركز اهتمام بحوث ودراسات أخرى؟.

8-  معايير نقد المراجع العربية والأجنبية في البحث العلمي:

لابد أن يكون هناك معايير نقد لكافة المصادر والمراجع التي استعان بها الباحث في البحث العلمي الخاص به، ومن أهم هذه المعايير الآتي:

1. هل المراجع والمصادر العربية والأجنبية التي استعان بها الباحث ترتبط بموضوع البحث؟
2. هل التزم الباحث بالموضوعية العلمية وتحلى بالأمانة العلمية في التصنيف والاقتباس؟
3. هل قام الباحث بترتيب قائمة المصادر والمراجع وفقاً للأسلوب المعترف به علمياً؟
4. هل التزم الباحث بآليات التوثيق المعتمدة في البحوث العلمية التابع إليها والمتفق عليها؟.

بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على أهم معايير نقد الرسائل العلمية لكلاً من الماجستير أو الدكتوراه والتي من خلالها يمكنك تجنب توجيه الكثير من الانتقادات أو الحد منها أثناء عملية  المناقشة العلمية، مع تحيات شركة دراسة للاستشارات الأكاديمية وخدمات البحث العلمي والترجمة.

إذا كنت ترغب في خدمة النقد الأكاديمي المُقدمة من شركة دراسة يمكنك التواصل معنا عن طريق:

الإيميل التالي [email protected]: 

أو التواصل معنا وطلب الخدمة عبر الواتساب على الرقم 00966560972772

سالم، محمد لبيب. (د.ت). أصول النقد العلمي. مركز المشروعات والابتكارات ونقل التكنولوجيا. جامعة طنطا