طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

عدد المشاهدات(1909)

الفرق بين البحث النوعي والبحث الكمي وموثوقية البحث النوعي

 

يلاحظ الممارس للبحث العلمي فروقاً بين البحث النوعي والبحث الكمي، فمن حيث المبدأ يعتمد البحث الكمي على الكم والعدد في المعلومة، بحيث يكون المعول عادة على العدد أو الفرق الإحصائي في نتائج البحث، بينما يعتمد البحث النوعي على نوعية المعلومة والمعنى المرتبط بها، دون التركيز على الكم، وهذا لا يعني أن الكم غير مهم في البحث النوعي بل إن المقصود أنه ليس العامل الرئيسي أو الأوحد في تقرير النتيجة، كما تعرض البحث النوعي للعديد من التحديات خاصة في الميدان الأكاديمي،  ومن أهمها إثبات الموثوقية، أي كيف يثبت الباحث النوعي في ظل هذه المرونة وفي إطار الذاتية التي يعمل فيها أن ما يقوم به يعتبر استكشافاً يقدم شيئاً للمعرفة الإنسانية.

لذلك حرص المقال الحالي على توضيح أهم الفروقات بين كلاً من البحث النوعي والبحث الكمي، بالإضافة إلى إثبات موثوقية البحث النوعي:

  1. موثوقية البحث النوعي.
  2. الفرق بين البحث الكمي والبحث النوعي.

 

الفرق بين البحث النوعي والبحث الكمي وموثوقية البحث النوعي

موثوقية البحث النوعي

 

إن الطبيعة الأيديولوجية للبحث النوعي ومن حيث تأثيرها على سياق البحث والمشاركين فيه ومن حيث الطريقة التي تبنى بها وقائعه تجعل كتابة هذا النوع من البحث أمراً حساساً للغابة، حتى بالنسبة للباحثين المتمكنين الذين يعرفون تقاليد الكتابة العلمية جيداً، لهذا تعرض البحث النوعي للعديد من الانتقادات من أنصار البحث الكمي، حيث توجه النقد تحديداً لعدد من المفاهيم التي يرى أنصار البحث الكمي أنها راسخة وأساسية في تقاليد البحث العلمي وتمثل نقاط قوة فيه، وفقدانها ينفي صفة العلمية وربما الجدية في العمل البحثي.

ومن أهم هذه المفاهيم (الصدق الداخلي، والصدق الخارجي، وإمكانية التعميم، والثبات والموضوعية)، ومن الضروري لمن أراد الاشتعال بالبحث النوعي الإلمام بمثل هذه الموضوعات وكيفية تجاوزها أو التعامل معها، لذلك هناك أربعة معايير رئيسية تساعد على تجاوز هذه المعايير وإثبات موثوقية البحث النوعي وهي كالتالي:

أولاً: المصداقية:

يستخدم مصطلح المصداقية مقابلاً لمصطلح  الصدق الداخلي في البحث الكمي، والذي يعني أن يقيس الاختبار ما وضع لقياسه، ففي البحث النوعي يسعى الباحث إلى أن تتطابق نتائج دراسته مع الواقع، وهو من أهم العوامل لضمان موثوقية البحث ، ومن أجل تحقيق المصداقية يجب اتباع الآتي:

  1. استخدام طرائق بحث معروفة ومعتبرة.
  2. التعرف المبكر على ثقافة المشاركين.
  3. الاختبار العشوائي للمشاركين وهذا إذا لم تكن الدراسة تعتمد على العينة المقصودة.
  4. استخدام أكثر من طريقة لجمع المعلومات، واستهداف أكثر من مشارك أو مكان للدراسة.
  5. الحرص على أمانة المشاركين من خلال تشجيعهم على أن يكونوا صريحين فيما يقولون.
  6. طرح الأسئلة التي تكشف ما قد يكون لدى المشارك من كذب أو تناقض أو عدم دقة.
  7. تحليل الحالات الأمثلة السالبة، وهي الحالات التي تخالف النسق العام في بيانات البحث.

إن استخدام الباحث أكبر قدر من هذه الأساليب يمكن أن يضمن حداً مرضياً من المصداقية.

ثانياً: الانتقالية:

في البحث الكمي يطلق الصدق الخارجي على ما إذا كانت نتائج الدراسة يمكن أن تنطبق على حالة أخرى، ويسمي هذا بالتعميم، يقابل هذا في البحث النوعي بالانتقالية. فهدف من أهداف البحث في التوجه الوضعي هو أن يمكن التنبؤ من خلال نتائج دراسة ما، بما يمكن أن يقع في حالة مشابهة، والانتقالية في البحث النوعي تعني أن نتائج البحث قد تكون مفيدة في حالات مشابهة، كما أن هناك خلاف كبير بين المشتغلين في البحث النوعي  حول تحقيقه للانتقالية من عدم تحقيقه لها، فإن  أغلب أنصار البحث النوعي يرون أن من أهداف البحث النوعي الأساسية ليس تعميم النتائج وإنما التعمق في فهم الظاهرة المدروسة. لذلك يجب على الباحث في الحالة الجديدة أن يتأكد من أن الحالة الجديدة يمكن أن تستفيد من نتائج الحالة القديمة.

ثالثاً: الاعتمادية:

يستخدم هذا المصطلح في مقابل مصطلح الثبات في البحث الكمي، فالثبات يعني أنه لو تمت إعادة تطبيق الاختبار في نفس الظروف سيحقق نفس النتائج، وهذا المفهوم قائم على التصور الوضعي الذي يرى أن الظواهر التربوية تسير بشكل منتظم ومنطقي، وأن ما حدث في وضع لابد أن يحدث في أوضاع مماثلة، وهذا يختلف مع التصور الذي يقوم عليه البحث النوعي الذي يرى أن  الحقيقة الاجتماعية يتم إعادة بنائها باستمرار وبشكل متجدد، ويمكن للباحث تعزيز هذا الجانب من خلال الآتي:

  1. تضمين البحث قسماً يوضح تصميم البحث وإجراءات تطبيقه وكيف قام بتنفيذه.
  2. الوصف الإجرائي لعمليات جمع المعلومات وذكر تفصيلات ذلك.
  3. تقويم تأملي لمشروع البحث لتقويم فاعلية عملية البحث التي تمت.

رابعاً : التطابقية (التأكيد):

إن التطابقية أو القابلية للتأكيد تقابل الموضوعية في البحث الكمي، وهذا يعني الإجابة على السؤال (هل يمكن أن تؤكد نتائج البحث عن طريق باحث آخر؟ أو من خلال نتيجة بحث جديد؟)، ويتم ذلك في البحث النوعي من خلال نقل التقويم من بعض الخصائص المتأصلة في الباحث، وهي الموضوعية، ومن ثم وضعها في البيانات نفسها، فالمعيار النوعي هو هل البيانات تساعد على تأكيد النتائج العامة؟ هذا هو المعيار النوعي المناب، لذلك على الباحث النوعي أن يعالج في مقدمة بحثه القلق الطبيعي الذي سينشأ عند القارئ من احتمال تأثير ذاتية الباحث في إجراءات ونتائج البحث، ويمكن أن يتم ذلك من خلال اتباع الإجراءات التالية:

  1. اختيار باحث مشارك يعمل ناقداً لكل خطوات البحث.
  2. البحث عن الأمثلة السالبة وإظهاراها.
  3. بيان كيف أن التحليل اهتم بالبحث عن تفسيرات بديلة واختبارها.
  4. تقديم أمثلة لملاحظات خالية من الأحكام ومحايدة، والفصل بين الملاحظة المحايدة والملاحظات الشخصية التفسيرية.
  5. وضع بيان بمتابعة خطوات جمع المعلومات وأساليب التحليل.

 

موثوقية البحث النوعي

الفرق بين البحث الكمي والبحث النوعي

 

من خلال الجدول التالي سوف نقوم بتوضيح أهم  الفروقات بين كلاً من البحث الكمي والبحث النوعي:

 

من حيث

البحث الكمي

البحث النوعي

المفاهيم الأساسية

المتغير، التعريف الإجرائي، الثبات والفرضية، الصدق، الدلالة  الإحصائية، إعادة التطبيق، التنبؤ، التجريب

المعنى، فهم الشعور العام، الحجب، تعريف الموضع أو السياق، الحياة اليومية، النظام المناقش، الفهم، العملية، البناء الاجتماعي، النظرية المؤسسة.

الارتباط النظري

البنيوية الوظيفية، الواقعية، الوضعية، السلوكية، الحسية المنطقية، نظرية النظم.

التفاعل الرمزي، المنهجية الثقافية، الظاهرية، الثقافة، الفلسفة المثالية.

الأهداف

فحص النظرية، تأكيد الحقائق، الوصف الإحصائي، اكتشاف العلاقات بين المتغيرات، التنبؤ، التعميم.

بناء مفهوم حي، وصف حقائق متعددة، النظرية المؤسسة، بناء الفهم، بناء المعنى.

التصميم

منظم، تم إعداده مسبقاً، خطة عمل محددة، ومفصلة.

متنامي، مرن، عام، يعتمد على الحدس في التقدم.

خطة البحث

مكتف، مفصل ومركز من حيث الموضوع، مفصل ومركز من حيث الطريقة، مراجعة معمقة لأدبيات الموضوع.

مختصرة مبدئية، تقترح بعض مواضع البحث التي قد تكون ذات علاقة، وعادة يتم هذا بعد جمع بعض المعلومات، غير عميق في مراجعة أدبيات موضوع البحث، صياغة عامة لطريقة البحث.

البيانات

كمية، تركيز كمي، مقاييس، تعداد، متغيرات، معرفة إجرائياً، إحصاء.

وصفية، وثائق شخصية، ملاحظات ميدانية، صور، كلمات الناس، وثائق رسمية، مصنوعات يدوية.

العينة

كبيرة، طليقة، مجموعة ضابطة دقيقة، اختيار عشوائي، ضبط المتغيرات الخارجية.

صغيرة، غير ممثلة، عينة نظرية، العينة المتنامية، قصدية.

الطرق والأساليب

التجريب، البحث المسحي، المقابلة المنظمة، شبه التجريب، الملاحظة المنظمة.

الملاحظة، ملاحظة المشارك، مراجعة عدد من الوثائق، المقابلة المفتوحة، التفسير الشخصي.

العلاقة مع عينة البحث

الانفصال، مدة قصيرة أو بعيدة، باحث مع فرد من العينة (محدودة/ محصورة)

متعاطف، تركيز على الثقة، تساوي، الفرد من العينة صديق الاتصال المكثف.

الأدوات

المقاييس، الاستبانات، المؤشرات، درجات الاختبارات.

المسجل، الكاتب الآلي، الحاسب الآلي.

تحليل البيانات

استنتاجي، يحدث في نهاية جمع المعلومات، إحصائي.

مستمر، نماذج، موضوعات، استقرائي، تلخيص تحليلي، طريقة مقارنة مستمرة.

المعوقات

ضبط المتغيرات الأخرى، الصدق.

يستغرق وقتاً، صعوبات تلخيص البيانات، الثبات، ليس هناك معيارية في الطريقة من الصعب دراسة مجتمعات كبيرة.

 

الخاتمة

 

في نهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على أهم نقاط الاختلاف بين المنهجين النوعي والكمي في البحث العلمي وعرض لأهم  الطرق التي يجب أن يسلكها المشتغلون في البحث النوعي لإعطاء مصداقية للبحث النوعي، بحيث يمكن الاعتماد على نتائجه في البناء المعرفي العام، مع تحيات شركة دراسة للاستشارات الأكاديمية وخدمات البحث العلمي والترجمة.

 

الخاتمة

مراجع يمكن الرجوع إليها

 

العبد الكريم، راشد بن حسين.(2012). البحث النوعي في التربية. مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر. جامعة الملك سعود. المملكة العربية السعودية.

 

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

Visa Mastercard Myfatoorah Mada

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك: