بدايةً سنوضح أهم مكونات وعناصر البحث العلمي، والذي يعبر عن الهيكل الداخلي للبحث، وفقاً لما ورد في نموذج بحث علمي والذي يساهم في ضبطه وإعداده:
- عنوان البحث.
- مقدمة البحث.
- الإشكالية التي يتناولها البحث.
- حدود البحث من حيث الزمان والمكان.
- أهداف البحث العلمي.
- السؤال الذي يطرحه البحث.
- محتوى البحث أو المتن.
- النتائج التي توصل إليها البحث العلمي.
- توصيات الباحث في ضوء البحث.
- خاتمة البحث العلمي.
- المراجع التي اعتمدها البحث.
وسنوضح في الفقرات التالية أهم النقاط الأساسية مع نموذج جاهز لكل خطوة من خطوات البحث العلمي
1- اختيار عنوان البحث العلمي :
يعد اختيار العنوان على جانب كبير من الأهمية، إذ يتوجب أن يعبر العنوان عن المشكلة التي يتناولها البحث، كما يجب أن يشمل جوانب الدراسة، ويوضح التخصص العلمي، وكثيراً ما يوصف العنوان ضمن المراجع الأمر الذي يهتم على صياغته أن يكون شاملاً بما يكفي، مختصراً قدر المستطاع
هذا ومن أمثلة عنوان البحث العلمي من نموذج بحث علمي جاهز:
- نموذج بحث علمي 1: "مساهمة التيتانيوم المنشّط في رفع كفاءة الأكسدة الضوئية في محطات تحلية المياه".
- نموذج بحث علمي 2: "آثار التوتر الأسري في ظهور الصفة العدوانية لدى الإناث".
هكذا ويلاحظ من خلال العناوين السابقة كأمثلة إمكانية استقراء المشكلة التي يناقشها البحث وجانب من الحل، كما يصف أيضاً جانباً من الأهداف والفوائد التي يعود بها البحث على المجتمع.
وكتحليل للمثال الأول:
- نجد أن الكاتب حدد المشكلة وهي ضعف كفاءة الأكسدة الحفزية في تقنيات تحلية المياه، كما حدد الفائدة وهي رفع كفاءة هذه العملية.
- كذلك فقد وضّح في بداية العنوان جانباً من الحل لهذه المشكلة وهي استخدام (معدن التيتانيوم).
2- مقدمة البحث وفقاً لنموذج بحث علمي :
يجب على الباحث عند صياغة المقدمة الاعتناء بها من نواحٍ عدة، أهمها قوتها ومدى تأثيرها على القارئ، والأصداء التي تتركها.كما يجب أن تكون المقدمة شاملة تمهد لطرح المشكلة في التي يتناولها البحث، ويفضل أن تكون مختصرة دون إسهاب أيضاً.
نموذج مقدمة من المثال السابق (مساهمة التيتانيوم المنشّط في رفع كفاءة الأكسدة الضوئية في محطات تحلية المياه) يمكن رسم حدود المقدمة والنقاط التي يجب التمهيد لها.
حيث يتضح من العنوان أن أهم ما يجب ذكره في المقدمة في هو أهمية تحلية المياه، والمنفعة العائدة من تطوير تقنياتها كأن يقول:
أصبح تطوير تقنيات معالجة وتحلية المياه ضرورة ملحة وخاصة في العالم العربي وذلك لعدة أسباب، منها ضعف الموارد المائية الطبيعية، والحاجة إلى تخفيض معدلات التلوث لمياه الشرب، ولتحسين مواصفات مياه الصرف كذلك، بما يتناسب مع المعايير البيئية.
كما يجب على الباحث أن يتناول أهم مراحل التحلية والتنقية، ويوضح دور الأكسدة الضوئية من خلال المواصفات التي تحسنها هذه التقنية في المياه، وذلك بقوله:
ويجدر التمييز بين معالجة وتحلية المياه لجعلها صالحة للشرب عن طريق إزالة العسارة فيها، وتحلية ومعالجة مياه الصرف الصحي لتخفيض معدلات التلوث، ومن هنا يمكن استعراض أهم مراحل معالجة وتنقية المياه في كل حالة على حدا......الخ.
3- مشكلة البحث العلمي في نموذج بحث علمي:
تعد المشكلة التي يناقشها البحث العلمي هي النواة التي قام على أساسها البحث، كما أنها أحد أهم محاور طرح التساؤلات واختيار الباحث للدراسات السابقة، ولذلك يتوجب على الباحث التمهيد لهذه المشكلة، وطرحها بطريقة أكاديمية مع تبيان الفائدة من إيجاد حل لها.
مثال عن لطرح مشكلة البحث العلمي من نموذج بحث علمي جاهز
بمتابعة مع النموذج السابق يمكن للباحث التمهيد للمشكلة عن طريق تناوله تقنية الأكسدة الضوئية في تحلية المياه وأهم ما تحسنه من مواصفات المياه. وذلك من خلال النقاط التالية:
-
وتعتبر الأكسدة الضوئية من التقنيات الواعدة في هذا المجال لما تحسنه من مواصفات المياه وذلك عن طريق تخفيضها لـ ........الخ
-
وتعتمد في مبدأها على التحفيز الضوئي للأكسيجين المنحل في الماء ليعمل على أكسدة الملوثات العضوية وتفكيكها وفق التفاعل الآتي ............الخ
-
ليتابع بعدها طرح مشكلة هذه التقنية، وهي ضعف الفعالية، مبيناً الجوانب التي تنخفض فيها فعالية هذه التقنية. وذلك كما يلي:
-
لكن إن فعالية الأكسدة الضوئية تنخفض مع الزمن بسبب تشكل طبقة من الأكاسيد على سطح الحافز المعدني المستخدم مما يخفض مردود تفاعل الأكسدة.
4- أهداف البحث العلمي :
تنبع أهداف البحث العملي من الحاجة العلمية لإيجاد حل للمشكلة التي يتناولها البحث، كما تعبر عن ما يهدف إليه الباحث من خلال دراسته، هذا ويمكن أن يتم صياغة الأهداف وفقاً للمثال السابق كما ورد في الفقرات السابقة من نموذج بحث علمي جاهز من خلال النقاط التالية:
- اعتماد الأكسدة الضوئية بشكل أكبر في تقنيات تحلية المياه من خلال تحسين أداءها.
- تسهيل معالجة مياه الشرب وتأمين المجتمع من مخاطر تلوثها.
- تخفيض معدل التلوث في مياه الصرف الصحي.
5- سؤال البحث وكيفية صياغته وفق نموذج بحث علمي:
يعتمد السؤال الرئيسي الذي يحاول البحث الإجابة عنه على أسباب حدوث المشكلة والمتغيرات التي ساهمت بها.فمن خلال البحث عن الأسباب التي أدت إلى نشوء الظاهرة المدروسة وتحليلها، يتمكن الباحث كذلك من خلال سؤال البحث، كشف الخطوات الواجب تتبعها للوصول إلى الحل وتوثيق النتائج.
مثال على صياغة سؤال بحث علمي وفقا لنموذج البحث العلمي جاهز:
يمكن صياغة السؤال المتعلق بالمثال المقدَّم عن بحث علمي جاهز، من خلال تناول الأسباب التي تؤدي إلى ضعف كفاءة تقنية الأكسدة الضوئية في معالجة المياه، كالآتي:
وعند البحث في أسباب انخفاض أداء التقنية، وُجِدَ أن المعدن المستخدم (Stainless Steel 304) كحافز امتزاز في هذه التقنية بشكل طبقة من الأكاسيد المعدنية مع مرور الوقت، وهذه الطبقة من شأنها إعاقة الدور الحفزي للمعدن، كما وُجِدَ أن معدلات جريان المياه تلعب دوراً مهماً في ذلك.
ومن هنا ينطلق السؤال: هل من الممكن إيجاد معدن أكثر مقاومة للأكسدة؟ أو أن تكون الأكسدة السطحية للمعدن البديل، لا تؤثر سلباً على فعالية التقنية؟.
6- محتوى أو متن البحث العلمي :
يشمل المحتوى أو المتن الجزء الأكبر من البحث، ففيه يوضح الكاتب أهم الجوانب النظرية، كما ويوضح أدواته لجمع البيانات المحيطة بالنظرية، كما يشرح الباحث من خلاله المتغيرات التي تمت عليها الدراسة، وأساليب استنتاجاته العلمية من دراسته للمتغيرات، هذا وتجدر الإشارة إلى اختلاف طرق إعداد المحتوى باختلاف المنهج المتبّع في إجراء البحث العلمي، كما تختلف باختلاف التخصص العلمي.
هذا ولتسهيل صياغة المحتوى يمكن من تقسيمه إلى أبواب تعرّف من خلالها على جميع الجوانب التي تحيط بالمشكلة المطروحة، وترتّب من خلالها الأفكار والدراسات السابقة، وتشرح كذلك المتغيرات التي يتناولها البحث في ضوء الدراسات السابقة.
مثال على التخطيط لصياغة محتوى البحث العلمي وفقاً لنموذج بحث علمي جاهز في ضوء المثال المطروح يمكن للباحث تقسيم محتواه كالآتي:
- الباب الأول: مفهوم تقنية الأكسدة الضوئية.
- الباب الثاني: بيان تأثيرات نوع المعدن ومعدلات الجريان.
- الباب الثالث: دراسة الوسائل التي من شأنها رفع كفاءة العملية.
7- النتائج التي توصل لها الباحث من خلال نموذج بحث علمي :
إن توصيف النتائج بطريقة صحيحة يشير إلى تحقيق أهداف البحث، وينم عن سير البحث وفق المعايير الضابطة أكاديمياً وعلميّاً، ولذلك يجدر بالباحث التمهيد للنتائج عن طريق عرضه للمحتوى، ليكون الانتقال إلى النتائج مدعّم ومترابط مع المحتوى ومن ثم يصنف النتائج تباعاً لتفسيرها.
هذا ويمكن توضيح مثال لعرض وصياغة نتائج البحث وفقاً لنموذج بحث علمي من خلال المثال الذي يتناوله المقال من خلال الآتي:
- توصل البحث إلى تحديد أهم العوامل التي تساهم في انخفاض كفاءة العملية من خلال دراسة المتغيرات المذكورة.
- وأثمر كذلك في رفع كفاءة العملية وذلك من خلال استبدال صفائح من معدن التيتانيوم بالصفائح المستخدمة.
- كما أسهم البحث في تحسين الاستخدام الأمثل للطاقة الضوئية المنبعثة من أشعة الشمس من خلال استخدام صفائح التيتانيوم.
- كذلك وضح البحث تحديد معدلات الجريان المناسبة وبدقة لرفع المردود.
8- توصيات الباحث في ضوء نموذج بحث علمي :
إن الجزء الخاص بالتوصيات لمزيد من الدراسات المستقبلية جزءاً بالغ الأهمية في البحث العلمي، فأحياناً ما يطرح البحث العلمي المزيد من المشاكل المراد دراستها، ويقدم المزيد من الأسئلة التي تحتاج العديد من البحث والدراسة للإجابة عليها، ويجب على الباحث مراعاة بعض النقاط عند صياغة التوصيات وهي:
- أنه من الخطأ أن يعطي الباحث توصيات عند تفسير النتائج ، ولكنه يهتم بعرض النتائج وتفسيرها وربطها بنتائج الدراسات السابقة.
- من الملاحظات المتكررة في المناقشات العلمية عدم ارتباط التوصيات بنتائج الدراسة، إذ لابد وأن تكون التوصيات إجرائية وليست عامة فكثرة التوصيات ليست دليل على جودة البحث العلمي.
- يمكن أن يقوم الباحث بكتابة التوصية كالتالي (النتيجة ثم التوصية ثم آليات التنفيذ).
- يفضل صياغة مقترحات وتوصيات الدراسة على شكل عنوان للدراسة.
- عند وضع استراتيجية مقترحة من قِبَل الباحث يجب أن يتم وضعها وفقاً لمنهجية علمية معتمدة، ويقوم الباحث بتوضيح ذلك.
9- خاتمة البحث العلمي :
هي بمثابة عرض موجز لأهم النتائج التي توصل إليها الباحث والملاحظات التي يقدمها والتوصيات التي يقترحها وينصح بها، وهي حصيلة مختصرة لكل النتائج والحقائق التي توصل إليها الباحث وتضمن أيضاً عرض لكل الصعوبات التي واجهت الباحث وكيفية التغلب عليها، ويجب أن تتضمن العناصر التالية:
- صياغة المحتوى البحثي.
- كتابة مشكلة الدراسة.
- عرض أهم النقاط الرئيسية في الدراسة.
- كتابة أهمية الدراسة وأم النتائج التي توصل إليها الباحث.
- عرض التوصيات والمقترحات.
10- كتابة مراجع البحث العلمي :
تعد المراجع التي اعتمدها الباحث في دراسته أحد أركان البحث، ويتوجب أن تكون مراجع قوية ومعتمدة في الأوساط العلمية.
كما يجب توثيقها وفق نظام توثيق معتمد عالمياً مثل التوثيق وفق APA الصادر عن جمعية علم النفس الأمريكية أو التوثيق وفق نظام MLA الجمعية الأمريكية للغات الحديثة>
وكمثال على كيفية توثيق مراجع بحث علمي وفقاً لنموذج بحث علمي جاهز إليكم المثال التالي:
نوضح فيما يلي توثيق مراجع النموذج المذكور وفقاً لنظام (APA):
- د.قره بيت، فرانسواه. (2012). الكيمياء البيئية. مطبوعات جامعة دمشق. ط1.