ترتيب الأمور المالية في الجامعة

من العقبات والمشكلات الهامة التي ستواجه الطلاب هي ترتيب الأمور المالية الخاصة بهم، فهم مقبلون على أيام يضعف فيها الدعم المقدم للتعليم الحكومي، كما تقل جودته للأسف في كثير من البلدان العربية، والعديد من الطلاب يتوجهون إلى التعليم الأهلي الذي يتطلب الكثير من المال في بعض الأوقات فقد بلغت أقساط بعض الجامعات الأهلية حوالي 90 ألف ريال سعودي للسنة الواحدة. فما هي الحلول لهذه القضية.

يتجه البعض للبحث عن المنح الحكومية للدراسة في خارج البلاد وهي قليلة في أغلب الدول العربية وكل ما عليك فعله هو أن تسأل عن شروط الحصول عليها ومتطلباتها، بالإضافة إلى وجود بعض المنح المقدمة من هيئات ومؤسسات خيرية.

هناك أيضاً اتجاه آخر يسلكه بعض الطلاب لتوفير مصاريف دراستهم وهو العمل الجزئي أثناء الدراسة، وعلى الرغم من صعوبة التوفيق بين العمل والدراسة إلا أنها وسيلة قد يلجأ إليها الكثير من الشباب الذين نفتخر بهم.

1. لابد من نشر الوعي بين الناس بأن دعم التعليم هو استثمار حقيقي إذا كان الطالب جاداً ومجتهداً فقط، لذلك يجب على الطالب أن يتحدث عن هذا الموضوع بلسانه والأهم أن يثبت ذلك من خلال عمله وسلوكه، وأن يكون شخص جدير ويستحق الدعم، ولكن هناك العديد من الطلاب لا يقدرون ذلك.
2. يمكن أن يكون هناك اتفاق بين والدك وبينك بأن كل ما سينفقه عليك أثناء المرحلة الجامعية هو دين مستحق عليك وسوف ترده له يوماً ما، ونعرف جميعاً أن هذه الفكرة سوف يعارضها الوالد، ولكن لو فكرنا بأسلوب عقلي وجردنا تفكيرنا من العاطفة سوف نرى أن الطالب الذي درس إلى مرحلة الماجستير أو الدكتوراه سوف يكون قادراً على رد تكاليف دراسته في خلال ثلاث أو أربع سنوات من العمل بعد التخرج في أغلب التخصصات، وهذا يعني أن والدك سوف يسترد رأس ماله الذي وضعه فيك بالإضافة إلى نجاحك الذي يسكون بمثابة نجاح استثمار أمواله فيك.
3. كن موفراً حيث إنك الآن في مرحلة البناء لا في مرحلة الإنتاج لابد أن تمنع نفسك عن الاستمتاع بالكثير من الكماليات والمرفهات التي يمكن تأجيلها، لذلك حاول أن تكبح جماح نفسك في الصرف المالي هنا وهناك ولا سيما أنك محاط بالرفاهيات في كل مكان من حولك.
4. اقتنص الفرص التي قد تدر عليك أموالاً بجهد قليل ومن ذلك العمل في المواسم، فهناك بعض الطلاب المجتهدين الذين يستغلون بعض المواسم مثل موسم الحج والعمرة لتغطية مصاريفه الجامعية كالعمل كسائق لنقل الحجاج والمعتمرين وهذا كان يدر عليه دخلاً جيداً، ولا عيب في ذلك ولكن العيب أن تجلس مكتوف الأيدي، ابحث دائماً على الأعمال بوقت جزئي والتي تدر عليك بعض المال الذي سوف يساعدك بشكل كبير في حياتك الجامعية.
5. مشاركة الآخرين في تكاليف بعض المستلزمات التي يمكن التشارك فيها، بدل أن يشتري كل شخص لنفسه فقط كما أن السكن الجماعي ضمن حدود معقوله يوفر الكثير من المال والمصاريف.
6. يجب الانتباه والحذر من الدَّيْن فالدَّيْن مذله ومشغله عن هدفك الرئيسي وهو التعلم، فهناك العديد من الطلاب الذين وجدوا أن الدَّيْن مصدراً سهلاً للمال وتراكمت عليهم الديون حتى أنهم نسوا الهدف الرئيسي لهم وهو الدراسة وانشغل بالهم فقط في التفكير حول كيف يسدد هذا الدَّيْن.
7. يجب أن تعرف تماماً أين تنفق مالك ولا حرج في تسجيل مصاريفك بشكل يومي في جدول ثابت، فهذه الطريقة سوف تساعدك على ضبط مصروفك ومعرفة ما الذي يستهلك ميزانيتك أكثر، هذا بالإضافة إلى التنظيم الجيد لحياتك كلها فستنتهي من السؤال المتكرر متى اشتريت هذا أو متى استلمت المبلغ هذا، فكن منظماً ومرتباً في استلام ودفع المبالغ المالية.

إن الأمور المالية والمادية والتكاليف في المرحلة الجامعية هامة جداً، إذ يجب على الطلاب أن ينظموها ويرتبوها تجنباً من أن يحدث عجزاً في الميزانية المحدودة لتعليمهم مما يؤثر بالسلب على دراستهم وتحصيلهم العلمي، فالاهتمام بها جزءاً أساسي لضمان حياة جامعية جيدة ومستقرة، فمن خلال هذا المقال نكون قد وضحنا كيفية ترتيب الأمور المالية من خلال بعض النقاط الهامة، نرجو من الله أن يكون هذا المقال مفيداً ونافعاً لجميع الطلاب المُقدمين على المرحلة الجامعية.

بكار، ياسر عبد الكريم. (2010). عشرة أمور تمنيت لو عرفتها قبل دخولي الجامعة. الطبعة الثانية. دار وجوه للنشر والتوزيع. الرياض. المملكة العربية السعودية.