كيفية التعامل مع الأستاذ الجامعي

من التغيرات الأساسية في الجامعة هي العلاقة بين الطالب والأستاذ الجامعي وكيفية التعامل مع الأستاذ الجامعي فهنا اختلاف كبير بين مدرس المرحلة الثانوية والمدرس الجامعي، فمدرس المرحلة الثانوية تكون العلاقة بينه وبين الطالب علاقة جافة ورسمية خاصةً مع وجود العشرات بل المئات أحياناً من الطلاب في الفصل الدراسي الواحد.

لذلك تطرق المقال الحالي لجعل العلاقة بين الطالب والمدرس الجامعي علاقة جيدة وطيبة وذلك من خلال توضيح بعض النقاط وهي كالآتي:

• أنماط الأساتذة الجامعيين.
• بعض النقاط الهامة عن كيفية التعامل مع أساتذة الجامعة.

عند دخولك الجامعة ستلاحظ وجود أنماط مختلفة من الأساتذة يجب أن تكون جاهزاً للتعامل معهم ومن هذه الأنماط الآتي:

1- الأستاذ المتكبر:

وما أكثرهم في جامعتنا مع الأسف الشديد إذ ترى أحدهم يمشي وكأنه رئيس دولة، ينظر إلى غيره من الأساتذة بنظرة تقلل من شانهم فكيف تعتقد أنه سينظر إليك، مثل هؤلاء حاول الابتعاد عنهم ومسايرتهم بالقيام بما يريدونه دون أي احتكاك.

2- الأستاذ الموظف:

هو الذي يأتي كل يوم ليقوم بمهنة حشو المعلومات وتلقينها للطلاب ثم يذهب إلى بيته كل يوم في انتظار راتبه الشهري وتراه يعمل في أكثر من جامعة أو كلية ولا مانع في بعض الدروس الخصوصية في المساء، ومثل هؤلاء لا يحقق لك أي استفادة إلا فهم وحفظ المعلومات اللازمة فقط للنجاح.

3- الأستاذ العملاق:

هو الذي يشكل بنفسه مدرسة فكرية في تخصصه والذي يثير فضول ورغبة التعلم والفهم عند طلابه ويطلعك على أفاق جديدة لم تكن تخطر في ذهنك، ويمدك بطرق رائعة في التفكير ورؤية الأشياء من حولك بدل من ترديد المعلومات والمحفوظات، وتجد نفسك تردد كثيراً عندما تستمع إليه يعض ألفاظ الدهشة والتي تعبر من خلالها عن إعجابك بفهمه للمادة ولطريقة تفكيره، مثل هؤلاء الأساتذة يعلموك طريقة البحث عن المعرفة وتحصيلها بدلاً من أن يعطوها لك، فعندما تجد مثل هؤلاء الأساتذة العمالقة التصق بهم أحضر ساعاتهم المكتبية اقترح مساعدتهم في أي بحث أو كتاب حتى لو بالمجان فأنت الرابح الأكبر عند التعامل معهم.

هناك بعض من النقاط الهامة يجب على الطالب معرفتها وتذكرها لكي يتمكن من التعامل مع أساتذة الجامعة وهي كالآتي:

• إذا مر الأستاذ بجانبك دون أن يلقي التحية أو أن يتعرف عليك فهذا أمر طبيعي لا تقلق بشأنه.
• لا تعطي الأستاذ فرصة لأن يسجلك في ذاكرته في موقف سلبي مثل التأخر عن موعد محاضراته بشكل متكرر أو الغياب وتقديم الأعذار أو طلب تأجيل موعد تسليم الواجب أو المشروع الذي طلبه منك، فهذا ممكن أن يعود عليك بالسلب في لحظات حرجة.
• الحرص على حضور الساعات المكتبية وهي الساعات التي يستقبل فيها الأستاذ الجامعي طلابه للاستماع إلى أسئلتهم واستفساراتهم، ولا تكن ثقيل الدم بكثرة الأسئلة المهمة والغير مهمة بل يمكنك الحضور والاستماع فحسب لأن حضور مثل هذه الساعات سيمدك بأفق وفهم أعمق للمادة.
• يجب حضور حلقات النقاش المتخصصة التي يقيمها القسم وخاصةً إذا كان أستاذك موجوداً أو محاضراً فيها، فحلقات النقاش هذه معدة لمن هم أعلى من مستواك "لطلاب الماجستير والدكتوراه" ويمكن الاستفادة منها عن طريق الاطلاع على مستوى أعلى من التخصص مما يوسع من أفقك بالإضافة إلى أنها ستترك انطباعاً جميلاً عند أستاذك بأنك طالب جاد ومجتهد.
• تعرف على طلاب الماجستير والدكتوراه في نفس تخصص المادة التي تدرسها، استمع جيداً إلى أهم النقاط التي تثير نقاشهم واهتمامهم واسألهم عن مراجع مبسطة ومختصرة للمادة وعما يصعب عليك منها، وتذكر جيداً أن أي شخص عندما تطلب منه مساعدة أنت تشعره بالاحترام والتقدير فسيقدمها لك بكل ترحاب وسعادة.

في نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على أنماط الأساتذة الجامعيين وكيفية التعامل معهم، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً لكل الطلاب المقبلين على المرحلة الجامعية، وتذكروا جيداً أن العلاقة بين الطالب والأستاذ الجامعي يجب أن تكون جيدة ففي النهاية أنت المستفيد الأكبر.

بكار، ياسر عبد الكريم. (2010). عشرة أمور تمنيت لو عرفتها قبل دخولي الجامعة. الطبعة الثانية. دار وجوه للنشر والتوزيع. الرياض. المملكة العربية السعودية.