الإدارة الذاتية للمدارس الثانوية بكل من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وإمكانية الإفادة منها في المملكة العربية السعودية

هدفت الدراسة الحالية إلى توضيح الأسس الفكرية التي يرتكز عليها مدخل الإدارة الذاتية في المدارس، وتحليل واقع تطبيق الإدارة الذاتية في المدارس الثانوية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، وتوضيح أوجه التشابه والاختلاف بين خبرتي كل هاتين الدولتين في تطبيق الإدارة الذاتية بمدارسهما، وتقديم مقترحات لتطبيق الإدارة الذاتية في المدارس الثانوية بالمملكة العربية السعودية.

وبما أن جوهر الدراسة هو المقارنة بين خبرتي كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا في تطبيق الإدارة الذاتية بمدارسهما، ومن أجل تحقيق أهداف الدراسة استخدم مدخل بيريد اي كأحد أبرز مداخل المنهج المقارن بخطواته الأربع، وهي: الوصف، والتفسير، والتصنيف والتبويب، والمقارنة. وتمثلت حدود الدراسة الزمنية في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2015/2016 م.

تعرف الدراسة الإدارة الذاتية إجرائيًا على أنها عملية منح المدرسة مسؤوليات وصلاحيات أوسع مما هي عليه الآن تحلل فيها من سطوة السلطات العليا لتتجه نحو مزيد من الاستقلالية والحرية في تصريف أمورها المالية والإدارية والفنية عن طريق مشاركة كافة الفئات داخل المدرسة (المعلمين، الإداريين، الطلاب) وخارجها (أولياء أمور، وأفراد المجتمع).

من استعراض الأسس الفكرية التي يرتكز عليها مدخل الإدارة الذاتية في المدارس، وتحليل واقع تطبيق الإدارة الذاتية في المدارس الثانوية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، وتوضيح أوجه التشابه والاختلاف بين خبرتي هاتين الدولتين في تطبيق الإدارة الذاتية بمدارسهما يمكن تحديد الدروس المستفادة والتي تتمثل في: إعطاء المدرسة كافة الصلاحيات في تصريف أمورها الإدارية والمالية، مع توفير الرقابة الصارمة، وإتاحة المجال للمشاركة الشعبية، وتحديد صلاحياتها، ووضع إستراتيجيات لتطوير الإدارة الذاتية للمدارس، وفتح قنوات التواصل مع مؤسسات المجتمع ورجال الأعمال، وتغيير أدوار المعلمين والإداريين والتلاميذ في المدرسة.

من تحليل واقع تطبيق الإدارة الذاتية في المدارس الثانوية في المملكة العربية السعودية يمكن تقديم العديد من التوصيات والمقترحات، ومنها:

1. ضرورة الاستفادة من خبرات الدول التي نجحت في تطبيق الإدارة الذاتية.
2. ضرورة إعادة هيكلة الإدارة المدرسية في السعودية.
3. مشاركة فئات المجتمع المختلفة في الإدارة والتمويل من خلال مجالس.
4. ضرورة تحديد أدوار جديدة وبكل دقة للمعلمين والإداريين والطلاب في المدرسة.
5. تخصيص جزءًا من موارد المدرسة لتوضيح رؤيتها ورسالتها.
6. منح إدارة المدرسة الحق في تحديد بدء ونهاية العام الدراسي والأجازات.
7. توفير موقع على الإنترنت للمدرسة لتسهيل عملية التواصل.
8. فتح قنوات للتواصل مع مدارس تتبع الإدارة الذاتية لتبادل الخبرات.
9. عقد دورات تدريبية للمديرين والعاملين في المدرسة على كيفية التطبيق.
10.  تذليل المشكلات الني تواجه وتعيق تطبيق الإدارة الذاتية في المدارس.