مفهوم القياس النفسي والتربوي
يمكننا تعريف القياس في علم النفس والعلوم الإنسانية عموماً بقولنا أنه: استعمال الأعداد في وصف الأشخاص والأشياء والأحداث وخصائصهم، وفق قواعد معينة. ويشترك القياس النفسي والتربوي في أن الغالبية العظمى من الاختبارات والمقاييس جربت وقننت وأجريت علي التلاميذ في مختلف الفرق الدراسية. وعلي هذا فإن هذه الاختبارات تؤتى ثمارها عندما تستخدم في المدارس والمؤسسات التربوية، كما أن القياس النفسي قد نشأ ونمى أيضاً في أحضان التربية وما يزال يأخذ من مشكلاتها دفعات قوية يحسن بها أدواته للتعامل مع المشكلات الحالية. ولا يغيب عنا بالطبع أن دارس التربية درس، أو يجب أن يدرس، القياس كما أن المشتغل بالقياس درس التربية أو هو علي الأقل قضي جزءاً كبيراً من حياته في مؤسسات التربية والتعلم أثناء إعداده. وقد أشرنا إلى هذا في مثال لنا بعنوان: التقويم والقياس في العلوم التربوية والنفسية.
مفاهيم القياس النفسي والتربوي
والمشكلات التي نجدها في المدرسة، عموماً، هي نفس المشاكل التي تعالجها المقاييس المختلفة فاختبارات الذكاء واختبارات الشخصية أدوات تعين المشتغل بالتربية علي المسح، والتصنيف، والتشخيص والعلاج والتنبؤ و . . الخ. عندما يقوم ببحث يدرس فيه حالة تلميذ أو فصل أو النظام التعليمي كله. كما أن الاختبارات التي يضعها المدرس والامتحانات أنواع من المقاييس يمكن بإدخال بعض التعديلات عليها، أن تصبح أدوات موضوعية تماماً كالاختبارات المقننة. ونظرة سريعة إلى كليات التربية في بلادنا والخارج نجدها تضم الكثير من أساتذة علم النفس الذين أسهموا بالكثير في تقدم حركة القياس، كما أن الكثير من المشتغلين بالقياس كانوا أساتذة في التربية أو مشتغلين بها.