إلا أن القياس التربوي والقياس النفسي يقتربان في الكثير. فإن الغالبية العظمى من الاختبارات والمقاييس جربت وقننت وأجريت علي التلاميذ في مختلف الفرق الدراسية. وعلي هذا فإن هذه الاختبارات تؤتى ثمارها عندما تستخدم في المدارس والمؤسسات التربوية، كما أن القياس نفسه نشأ ونمى في أحضان التربية وما يزال يأخذ من مشكلاتها دفعات قوية يحسن بها أدواته ويوائمها مع المشاكل الحالية. ولا يغيب عنا بالطبع أن دارس التربية درس، أو يجب أن يدرس، القياس كما أن المشتغل بالقياس درس التربية أو هو علي الأقل قضي جزءاً كبيراً من حياته في مؤسسات التربية والتعلم أثناء إعداده.
والمشكلات التي نجدها في المدرسة، عموماً، هي نفس المشكلات التي تعالجها المقاييس المختلفة فاختبارات الذكاء واختبارات الشخصية أدوات تعين المشتغل بالتربية علي المسح، والتصنيف والإعداد، والتشخيص والعلاج والتنبؤ و . . الخ. عندما يقوم ببحث يدرس فيه حالة تلميذ أو فصل أو النظام التعليمي كله. كما أن الاختبارات التي يضعها المدرس وامتحانات النقل والعامة أنواع من المقاييس يمكن بإدخال بعض التعديلات عليها، أن تصبح أدوات موضوعية تماماً كالاختبارات المقننة. ونظرة سريعة إلى كليات التربية في بلادنا والخارج نجدها تضم الكثير من أساتذة علم النفس الذين أسهموا بالكثير في تقدم حركة القياس، كما أن الكثير من المشتغلين بالقياس كانوا أساتذة في التربية أو مشتغلين بها.