طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

عدد المشاهدات(10727)

مناهج البحث العلمي

سنحاول في هذا المقال أن نبين للقارئ مفهوم البحث العلمي، وأهمية أن يكون الباحث العلمي على دراية بمناهج البحث العلمي، وما هي مناهج البحث العلمي المختلفة وما الذي يميز كل منهج عن غيره وكيفية استخدام منهج البحث العلمي للإفادة منها في البحوث العلمية في الفروع المعرفية.

 

مناهج البحث العلمي (خصائصها، أهميتها، وأنواعها)

لا شك أن البحث العلمي هو الأساس الذي تقوم عليه نهضة الشعوب، ولا بد للعلوم من مناهج بحثية يسلكها الباحث العلمي في سيره لإيجاد حل للمشكلة البحثية التي يعالجها، فالمنهج العلمي هو الأساس السليم للحصول على معلومات وحقائق دقيقة، ومن ثم وضع توصيات يمكن تعميمها بهدف تطبيقها على النماذج المشابهة. ونظراً لأهمية المنهج العلمي فقد ظهر علم مستقل يتناول دراسة المناهج العلمية أو المنهجية التي ينبغي على الباحث العلمي أن يلتزم بها أي فرع من فروع العلم أثناء إجرائه البحوث والدراسات.

 

ومعلوم أن طبائع العلوم تختلف وتتنوع بين علم وآخر، فطبيعة الرياضيات التجريدية تختلف عن طبيعة علم المنطق الاستدلالية، وكلاهما يختلف عن طبيعة علم الكيمياء التجريبية، ولذا فإن لكل علم منهج محدد ينتهي بالباحث العلمي إلى الوصول إلى الحقيقة في ذلك العلم، ولذلك تختلف مناهج البحث العلمي باختلاف طبائع العلوم والموضوعات التي تعالجها. وسنحاول في هذا المقال أن نبين للقارئ مفهوم البحث العلمي، وأهمية أن يكون الباحث العلمي على دراية بمناهج البحث العلمي، وما هي مناهج البحث العلمي المختلفة وما الذي يميز كل منهج عن غيره وكيفية استخدام منهج البحث العلمي للإفادة منها في البحوث العلمية في الفروع المعرفية المختلفة.

مناهج البحث العلمي

مفهوم مناهج البحث العلمي

 

يتكون مصطلح "مناهج البحث العلمي " من لفظين هما: "المنهج" و"البحث"، والمنهج في اللغة هو: الطريق أو المسلك، وأما في اصطلاح الباحثين: فهو عبارة عن مجموعة من الإجراءات الذهنية التي يتبعها الباحث العلمي من أجل التوصل إلى حقيقة مادة البحث، أما لفظ "البحث" في الاصطلاح فيعني وضع تلك الخطوات الذهنية موضع العمل للكشف عن النتائج، وبالتالي فإن ثمت اختلاف في الطبيعة بين "الإجراءات المنهجية" و "إجراءات البحث العلمي " إذ أن الأولى تقع بأسرها في عالم الذهن، بينما تدل الثانية على عالم الحس والواقع.

وعموما فإن مفهوم المنهج العلمي يمكننا تعريفه بعدة حدود لإعطاء مفهوم شامل للمنهج العلمي من أهمها عبد الرحمن بدوي بقوله: "هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة". (بدوي، 1977، ص. 7) وإجمالاً يمكننا تعريف منهج البحث العلمي بوصفه الطريق الذي يسلكه الباحث العلمي للتعرف على الظاهرة أو المشكلة موضع الدراسة، والكشف عن الحقائق المرتبطة بها، بغرض التوصل إلى إجابات على الأسئلة التي تثيرها المشكلة أو الظاهرة من خلال استخدام مجموعة من الأدوات لجمع البيانات وتحليلها والتوصل إلى النتائج التي تساعد في الإجابة عن تلك التساؤلات.

مفهوم مناهج البحث العلمي

أهمية مناهج البحث العلمي

 

لعل سائلا يسأل عن الجدوى التي تعود على الباحث العلمي من معرفة التأصيلات النظرية والفلسفية للبحث العلمي إن كان يجيد فهم جزئيات العلم ويحسن دراسة فروعه، وبالتالي فإن معرفة مناهج البحث العلمي لا يعدو كونه ترفًا فكريًا، إلا أن علم مناهج البحث العلمي لا يعتبر ترفاً أو رفاهية، وإنما هو من ضروريات العلوم وأبجدياتها، فهو الطريقة التي تميز كل علم عن غيره وتضبط البحث العلمي فيه لضمان الوصول إلى النتائج الصحيحة الدقيقة، وقد ظهر علم مستقل يتناول دراسة المناهج العلمية أو المنهجية التي يجب أن يلتزم بها الباحث العلمي في أي مجال من مجالات البحوث العلمية والدراسات سواء بصفة العموم من حيث مبادئ البحث العلمي وأساليبه وإجراءاته النظامية للوصول إلى حقيقة الظواهر وعلاج المشكلات أو بصفة خاصة من حيث منهج البحث العلمي في مجال معين أو في بحث لذاته، ويمكننا إيجاز أهمية معرفة الباحث العلمي لمناهج البحث العلمي في النقاط الآتية:

  1. يعتبر منهج البحث العلمي هو الأساس السليم للحصول على المعلومات والبيانات الدقيقة والنتائج الموثوقة.
  2. يمكّن منهج البحث العلمي الباحث من تعميم النتائج كما يمنحه إمكانية تطبيق نتائج البحث العلمي على النماذج المماثلة.
  3. طبيعة البحث العلمي تجعل من الضروري للباحث العلمي اتباع منهج خاص في التحليل والدراسة فإذا أراد الباحث العلمي أن يقوم مثلا بدراسة الجوانب الاقتصادية في فكر ابن خلدون فإنه يحتاج لاستخدام المنهج التاريخي، وإذا كان البحث العلمي منصبا ومركزا على دراسة ظاهرة معينة تتعلق بسلوك الأفراد وردود أفعالهم فهذا يتطلب إجراء الدراسة وفق المنهج المعروف بدراسة الحالة.
  4. يفتح منهج البحث العلمي آفاقاَ أخرى أمام الباحث العلمي لإثراء بحثه.
  5. يكشف منهج البحث العلمي طريقا واضحا بداية من تحديد المشكلة وإجراءات البحث العلمي وأدواته وانتهاءَ بالوصول إلى النتائج السليمة.

أهمية مناهج البحث العلمي

أنواع المناهج البحثية واستخداماتها

 

يرى عبد الرحمن بدوي أن المناهج البحثية لا تنحصر؛ إذ أن كل فرع من فروع العلم يمكن أن يحوي بداخله عدة مناهج بحثية، بل إن كل مسألة جزئية من جزئيات العلم الواحد يمكن أن تخضع لمناهج خاصة بها، ومع ذلك فإن من الممكن تقسيم جميع مناهج البحث العلمي حسب نوع العمليات العقلية الموجهة لها إلى أربعة مناهج:

1. المنهج الاستدلالي أو المنهج الاستنباطي: وهو منهج العلوم الرياضية، ويسير فيه الباحث العلمي من مقدمات ومبادئ إلى قضايا ونتائج، حيث يمضي البحث العلمي من المقدمات إلى النتائج على أساس ذهني ومنطقي، دون اللجوء إلى التجربة؛ إذن فهو يبدأ من الكليات وينتهي إلى الجزئيات. وللمنهج الاستدلالي أدواته الخاصة، وأهمها: القياس والتجريب العقلي والتركيب والبرهنة الرياضية.

ولا بد للنظام الاستدلالي من مقدمات أولية يقوم عليها: ونعني بها القضايا غير المستنتجة من غيرها، والتي تكون في نفسها ضرورية وغير قابلة للنقاش، وتنقسم إلى بديهيات ومصادرات وتعريفات. فمثال البديهية: "من يملك الأكثر يملك الأقل"، ومثال المصادرة: مصادرة إقليدس التي تقول: "يمكن من نقطة أن يجر مستقيم مواز لمستقيم آخر، ولا يمكن أن يجر غير مستقيم واحد" وتتعلق التعريفات والمصادرات بتصورات خاصة بكل علم.

2. المنهج الاستقرائي: وهو المنهج المتبع في العلوم الطبيعية، ويقوم على الملاحظة والتجربة والتحكم بالمتغيرات للوصول إلى الاستنتاجات النهائية، فيكون بهذا عكس سابقه إذ يبدأ من الجزئيات ليستخرج منها القوانين العامة الكلية. وللمنهج الاستقرائي ثلاث خطوات، تبدأ بالوصف والتعريف والتصنيف، ثم تأتي الخطوة الثانية وهي بيان الروابط والعلاقات بين مجموعة الظواهر المتشابهة، ثم يضع فرضا يمكن أن يكون تفسيرا لهذه الروابط، وتكون الخطوة الثالثة عبارة عن إجراء التحارب امتحانا لصحة هذا الفرض.

3. المنهج الاستردادي: وهو المنهج المستخدم في العلوم التاريخية، إذ يقوم الباحث العلمي باسترداد الماضي حسب الآثار المتاحة له مثل: كتابات المعاصرين وشهاداتهم، والوثائق التاريخية. وسيأتي الكلام عليه.

 ويضيف الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه "مناهج البحث العلمي" منهجا رابعا إلى المناهج الثلاثة السابقة وهو المنهج الجدلي، وهو المنهج الذي يحدد منهج المناظرات والمحاورات في المناقشات العلمية.

وبعد، فقد بينّا لك مفهوم البحث العلمي، وأهمية أن يكون الباحث العلمي على دراية بمناهج البحث العلمي، وما هي مناهج البحث العلمي المختلفة وما الذي يميز كل منهج عن غيره وكيفية استخدام منهج البحث العلمي للإفادة منها في البحوث العلمية في الفروع المعرفية. ونرجو أن يكون هذا إضافة للباحثين وأن يمثل لبنة في بناء البحث العلمي في الوطن العربي.

أنواع المناهج البحثية واستخداماتها

المراجع 

 

 

  1. الأشوح، زينب. (٢٠١٤) طرق وأساليب البحث العلمي وأهم ركائزه. المجموعة العربية للتدريب والنشر.
  2. العجلي، عصمان سركز. (2002). البحث العلمي: أساليبه وتقنياته. الجامعة المفتوحة.
  3. اللحلح، أحمد عبد الله. (2002). البحث العلمي: تعريفه، خطواته، مناهجه، المفاهيم الإحصائية. الدار الجامعية.
  4. المحمودي، محمد سرحان علي. (٢٠١٩) مناهج البحث العلمي. دار الكتب.
  5. حافظ، عبد الرشيد بن عبد العزيز. (٢٠١٢أساسيات البحث العلمي. مركز النشر العلمي، جامعة الملك عبد العزيز.
  6. فوزي، عبد الخالق. على إحسان شوكت. (2007). طرق البحث العلمي المفاهيم والمنهجيات. المكتب العربي الحديث.
  7. منتصر، أمين. (٢٠١٠) خطوات وضوابط البحث العلمي. دار الفكر العربي.

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

الوســوم

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada