موقف فونت من الاستبطان مرتبط بأوليتين وهما: الأولى تتعلق بتعريف علم النفس والثانية تتعلق بالتطبيق العام لطرق العلم التجريبي في علم النفس، فالاستبطان ليس ملاحظة يمكن أن تؤثر وتعدل ما يلاحظ، بل هو بالأحرى نظرة غير مباشرة، بالمعنى الذي يعني ملاحظة ما هو في العادة مغفل.
يرى فونت في سياق الأثر الكانطي، أن عناصر الحياة النفسية تتميز بالسيولة، فهي وقائع وأحداث وليس موضوعات، حتى نستطيع أن نطبق عليها الملاحظة البسيطة، ولكنه يخلص إلى نتيجة معارضة لنتيجة كانط وهي " في علم النفس نحن مجبرون على التجريب".
بالنسبة للترابط بين الأوليتين السابق ذكرها هو ترابط علم النفس ومنهجه هو دراسة التجربة المباشرة، وفي هذه الحالة التجريب ضروري لضبط ظواهر الشعور في سيولتها مما يفرز انقسامًا في علم النفس، بين علم نفس عمليات المستوى أعالي التي تمارس خارج المخبر بواسطة الملاحظة، وعلم النفس أولي نكون فيه مجبرين على التجريب بواسطة الاستبطان.
خصائص الاستبطان عند فونت:
يوجد ثلاث خصائص للاستبطان حسب رؤية فونت وهي:
- أنه تجريبي بقدر ما تكون المنهيات قابلة للتكرار، مراقبة ومبسطة.
- لا يمكن أن يكون إلا نشاطًا لعالم نفس متدرب ومتخصص.
- منهج الاستبطان فقير بالمعنى الذي يدل على أن الذات ليست مطالبة بتقديم وصف مركب لحالة داخلية، بل تقرير يتراوح بين ممكنين: فإما أن الملاحظ نجح الحفاظ على كل سلسلة الدقات السريعة في فترة صوتي الجرس أو أنه لم ينجح في ذلك.