الفرضيات البحثية تمثل ركيزة أساسية في تصميم الدراسات العلمية، حيث توجه الباحث في جمع البيانات وتحليلها وتفسير النتائج. وتتنوع الفرضيات بتنوع طبيعة البحوث وأهدافها، ويمكن تصنيفها إلى عدة أنواع رئيسية كما يلي:
1- الفرضية الصفرية
وهي الفرضية التي تنص على عدم وجود علاقة أو فرق ذي دلالة إحصائية بين المتغيرات. يتم استخدامها كخط أساس للمقارنة، ويُختبر صدقها مقابل الفرضية البديلة. أهميتها تكمن في أنها تمنح البحث نقطة انطلاق محايدة للتحقق من النتائج.
2- الفرضية البديلة
تعبر عن وجود علاقة أو فرق إحصائي بين المتغيرات، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا. هذه الفرضية تمثل التوقع الأساسي للباحث، وغالبًا ما يسعى لإثباتها عبر التحليل الإحصائي للبيانات.
3- الفرضية الموجهة
تشير إلى طبيعة العلاقة بين المتغيرات مع تحديد اتجاهها، مثل القول: كلما زاد استخدام استراتيجيات التعلم النشط ارتفع التحصيل الدراسي. هذا النوع يحدد بدقة مسار العلاقة المتوقعة.
4- الفرضية غير الموجهة
تفترض وجود علاقة بين المتغيرات دون تحديد اتجاهها، مثل: يوجد فرق بين التحصيل الدراسي للطلاب حسب أساليب التدريس. وهي أكثر حيادية وتُستخدم عندما لا يملك الباحث أدلة كافية للتنبؤ بالاتجاه.
5- الفرضية البسيطة
تتعلق بعلاقة بين متغيرين فقط: مستقل وتابع. مثل: يوجد تأثير لاستخدام الوسائط التعليمية على مستوى الفهم القرائي لدى الطلاب. وهي الأكثر شيوعًا في الدراسات التجريبية البسيطة.
6- الفرضية المركبة
تشمل أكثر من متغير مستقل أو تابع، مثل: يؤثر أسلوب التدريس والدافعية معًا على مستوى التحصيل الدراسي. وهي تُستخدم في البحوث الأكثر تعقيدًا والمتعددة المتغيرات.
7- الفرضية الوصفية
تركز على وصف ظاهرة معينة أو علاقة قائمة دون اختبار علاقة سببية مباشرة. مثل: غالبية الطلاب يستخدمون الهواتف الذكية لأغراض تعليمية يومية. وهي أكثر شيوعًا في البحوث الوصفية.
8- الفرضية السببية
تفترض وجود علاقة سببية مباشرة بين متغيرين، مثل: يؤدي التدريب المستمر إلى تحسين الأداء المهني. هذا النوع من الفرضيات يتطلب منهجًا تجريبيًا صارمًا لإثبات العلاقة السببية.