اختيار حجم العينة المثالي خطوة حاسمة لضمان دقة النتائج وصدق التعميم في البحث العلمي. فالحجم المناسب يوازن بين الدقة الإحصائية والموارد المتاحة، ويمنع الوقوع في التحيز أو الخطأ في التقدير. ويتحدد هذا الحجم بناءً على مجموعة من المعايير المنهجية التي ينبغي للباحث مراعاتها:
أولًا: حجم مجتمع الدراسة
كلما كان حجم المجتمع كبيرًا، زادت الحاجة إلى حسابات دقيقة لاختيار العينة. أما في المجتمعات الصغيرة، فقد تكون الدراسة الشاملة ممكنة أو يُكتفى بعينة بسيطة تغطي نسبة مقبولة.
ثانيًا: طبيعة وأهداف البحث
تتطلب الدراسات الوصفية أو الاستطلاعية عينة كبيرة نسبيًا، بينما يمكن للدراسات التجريبية أو النوعية أن تكتفي بعدد أقل إذا كانت تهدف إلى تحليل عميق بدلاً من التعميم.
ثالثًا: مستوى الثقة
يُعبّر عن درجة الثقة التي يريد الباحث أن يكون لديه في النتائج، وعادة ما يُستخدم 95% أو 99%. كلما ارتفع مستوى الثقة، زاد حجم العينة المطلوب للحصول على نتائج دقيقة.
رابعًا: هامش الخطأ المسموح به
يشير إلى نسبة الخطأ المقبولة في النتائج، وعادة ما تتراوح بين 3% و5%. كلما أراد الباحث تقليل هامش الخطأ، كان عليه أن يزيد من حجم العينة.
خامسًا: درجة التباين داخل المجتمع
إذا كان المجتمع متجانسًا في الخصائص (مثل طلاب من نفس التخصص)، يمكن الاكتفاء بعينة أصغر. أما إذا كان متنوعًا في الخلفيات أو الاتجاهات، فيجب توسيع العينة لتمثيل جميع الفئات.
سادسًا: نوع أداة جمع البيانات
في حال استخدام أدوات دقيقة (مثل المقاييس النفسية المحكّمة)، يمكن تقليل حجم العينة نسبيًا. أما إذا كانت الأداة أقل دقة أو استكشافية، فيُفضل استخدام عينة أكبر لتعويض احتمالية التباين أو الخطأ.
سابعًا: احتمالية عدم الاستجابة
يُراعى احتمال رفض بعض الأفراد المشاركة أو انسحابهم، لذلك يُضاف عادةً 10–15% إلى الحجم الأصلي كاحتياط لضمان الحصول على عدد كافٍ من الاستجابات الكاملة.
ثامنًا: الأسلوب الإحصائي المستخدم في التحليل
بعض الأساليب الإحصائية (مثل الانحدار أو تحليل التباين) تتطلب حدًا أدنى من حجم العينة لضمان دقة النتائج، خاصة عندما تُحلل أكثر من متغير في الوقت نفسه.