تعرف الإحصاء على أنها ذلك العلم الذي يهتم بجمع وتصنيف وتحليل وتلخيص البيانات وعادة ما تكون تلك البيانات في صورتها الخام الأولية، وبصورة عامة فإنه يمكن النظر إلى الإحصاء على أنها ذلك العلم الرياضي المعني بجمع وتحليل وتفسير وتقديم البيانات، وعادة ما يتم الاستعانة بذلك العلم في العديد من التخصصات المختلفة سواء أكانت متعلقة بالعلوم الفيزيائية أو الطبيعية أو الاجتماعية أو الإنسانية أو التعليمية (Olaewe & Kareem, 2009, 172-173).
وتعد الإحصاء ذات أهمية قصوى في العملية البحثية؛ وهو ما يعزى في حقيقة الأمر إلى أنها تعتبر أداة يمكن الاستعانة بها في التصميم البحثي، وتحليل البيانات البحثية، والتوصل إلى الاستنتاجات المناسبة من البيانات الخام التي يتم إدخالها. وحاليًا نجد أن الجزء الإحصائي أصبح جزءًا أساسيًا لا يمكن تجاهله في كافة العمليات البحثية حتى وأن لم يتم الاعتماد عليها بصورة كلية في كافة التفاصيل والتشعبات الخاصة بالعملية البحثية (Kothari, 2004, 131). وتعتبر عملية التحليل الإحصائي للبيانات ذات أهمية قصوى من منطلق أن عدم الاستعانة بالطرق التحليلية المناسبة أو تفسير البيانات الإحصائية بصورة خاطئة من الممكن أن يترتب عليه الحصول على نتائج ليس لها معنى أو غير منطقية ومن ثم فإن ذلك الأمر يعتبر تهديدًا للدراسة بأكملها (Baumg~dner & Mich, 1997, 550).
وينقسم علم الإحصاء إلى قسمين أساسيين وهما الإحصاء الوصفي والإحصاء الاستنتاجي، فالإحصاء الوصفي يهتم بتلخيص البيانات ووصفها باستخدام العديد من الطرق المتمثلة في النسب المئوية والمتوسطات الحسابية وغيرها. أما الإحصاء الاستنتاجية فهي تهتم برصد الظاهرة رصدًا دقيقًا من أجل محاولة التوصل إلى عدد من الاستنتاجات المناسبة (Kerns, 2011, 1).
ترجع أهمية الاستعانة بالأساليب الإحصائية إلى كونها أداة يتم الاستعانة بها في قياس مستويات النزعة المركزية، وتقدير المتوسطات الإحصائية، وقياس مستويات التشتت، وقياس التباين أو الانحراف، وكذلك توضيح العلاقات بين المتغيرات (Kothari, 2004, 131). ويعتبر موضوع اختبار الدلالة الإحصائية من الموضوعات التي ليست بالمستحدثة في المجالات البحثية فقد ظهرت فعليًا –بالطبع ليست على نفس الشكل الموجودة عليه الآن- منذ قرابة 300 عام، ولقد ساهمت في تطوير مجال الاستقصاء في العلوم الاجتماعية (Daniel, 1998, 23).