تمثل الأرشيفات الشخصية التى أنتجها الأفراد على مدار حياتهم قيمة فريدة بالنسبة لهم لأنها تبلور جوانب من وجودهم كما أنها أساسية فى نقل الذكريات الشخصية والعائلية، هذا بالاضافة إلى أهميتها كمصدر للتراث الثقافى ومورد أساسي للباحثين لإستنباط معلومات فريدة تساعد في التعرف على الماضى الجماعي.إلا أن طبيعة هذه الأرشيفات قد تغيرت في العصر الرقمى وأصبحت الأرشيفات الشخصية تضم الكثير من المواد الرقمية، ويتم الإحتفاظ بجزء متزايد من هذه المواد على الخدمات السحابية، وقد أثبتت الدراسات في مجال الحفظ الرقمى أن ترك المواد الرقمية لفترة طويلة يعرضها لمخاطر الفقدان.
وفى ضوء ماسبق سعت الدراسة إلى التعرف على مدى تأثير التكنولوجية على مستقبل الأرشيفات الرقمية الشخصية، وعلى القضايا الرئيسية المتعلقة بها والتي قد تؤثر على استمرارية الإحتفاظ بها. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفى التحليلى، وكان من أهم نتائجها إطلاق حملة لإنقاذ التراث الثقافي الرقمي الشخصي وحماية الذاكرة الجماعية، إنشاء شبكة للمحفوظات الشخصية، تكون نواة لأرشيف مجتمعى، يمكن من خلالها إنشاء ذاكرة رقمية جماعية للمواطنين، والتي تتيح للأشخاص تجميع وإدارة تراثهم الرقمي القيم والحفاظ عليه للأجيال القادمة، توحيد الهوية الرقمية التي يمثل بها الأفراد أنفسهم في المنصات المختلفة بهدف جمع المعلومات الشخصية على أساس منصة مشتركة من مصادر وخدمات مختلفة عبر الإنترنت.