يواجه التعليم كثيراً من التحديات في عصر مجتمع المعرفة، عصر التقدم العلمي الهائل والتطورات المذهلة في المعرفة العلمية والتطبيقات والأساليب التكنولوجية، عصر السموات المفتوحة التي تلاشت فيها العوائق والحواجز التقليدية بالاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، تلك التي سهلت التواصل بين الشعوب وفتحت المجال لتدفق المعلومات بصورة لم تشهدها البشرية من قبل، مما جعل السباق الدولي محموماً للوصول إلى هذه التكنولوجيا التي تمثل الركيزة المضمونة للتعامل الفاعل مع مقتضيات هذا العصر، لذلك كان من أهم أهداف و إستراتيجيات النظم التربوية التعليمية التعلمية في هذا المجال توفير بيئة تعليمية متطورة والتدريب المستمر للمعلمين. \\\\ وفي هذا الصدد ينبغي التأكيد على أن يكون "المعلم" مولداً للطاقة في العملية التربوية، وذلك إذا حسُن أداءه، فالمعلم الذي يمتلك الأداءات والأساليب التدريسية المبتكرة بإمكانه أن ينمي الابتكار لدى تلاميذه. \\\\ وقد اتضح في ضوء المسح الأدبي لهذا الجانب أن تنمية الابتكار لدى الطلاب يحدث عن طريق استخدام المعلم لأساليب وأداءات التدريس المبتكرة وإعطاء الطالب فرصاً متنوعة للوصف والتعبير الحر، كذلك فإن افتقار المعلمين للأداءات التدريسية المناسبة يعد من المعوقات لتنمية التفكير الابتكاري والابتكار لدى الطلاب، ولذلك يسعى البحث الحالي إلى إعداد برنامج تدريبي مقترح قائم على تكنولوجيا التعليم في ضوء المدخل المنظومي والمستويات المعيارية العالمية لتنمية أداءات تدريس الكيمياء لدى معلمي المرحلة الثانوية، وهذا الهدف يعكس أهمية التدريب وأهم الأهداف المرجوة من تحقيقه بالأسلوب العلمي الصحيح. \\\\ وللتأكد من صحة ذلك اقترحنا إعداد قائمة أداءات تدريس الكيمياء وتحديد الاحتياجات التدريبية لمعلمي الكيمياء وإعداد أدوات التقييم وموديولات البرنامج التدريبي وتجهيز متطلباته وفي ضوء معالجة البيانات سوف يتم التوصل إلى نتائج نضع في ضوئها اقتراح المعالجات والتوصيات التي يتيسر تنفيذها على أسس علمية وظروف واقعية.