المستخلص
تتعرض المجتمعات الإنسانية عبر الزمن لتغيرات متلاحقة في استجابتها لمستجدات تحدث نتيجة لحرکات التطور الثقافي ، والاجتماعي ، والسياسي ، والاقتصادي التي تحدث في هذه المجتمعات . کما تعيش المجتمعات الإنسانية الآن عصر تفجر المعرفة ، وتستشرف المستقبل عن طريق تضمين سياساتها التعليمية نظم الاعتماد وضمان الجودة والرقابة على التعليم، إلي جانب توظيف التکنولوجيا في الأنشطة التعليمية وصولاً لتأسيس مجتمعات تعلم معاصرة تؤدي إلي الإصلاح المدرسي المنشود.
وتتعالي الأصوات لإصلاح نواتج التعليم في تأثيره علي الأنشطة المجتمعية ، والمدرسة بصفتها نظام مفتوح على المجتمع فهي ذات طابع دينامي يتأثر ويؤثر في هذا المجتمع ، ومن ثم أصبح ضرورياً أن تکون المدرسة منطلقاً لأي مبادرة لإصلاح التعليم . فالإصلاح المدرسي نواة لإصلاح کافة أنشطة الحياة ، وتحقيق تطلعات المجتمعات في التقدم والرقي ، وفي هذا المجال يؤکد ( عويس ، 2005 ) أن التعاطي مع تحديات المستقبل يعتمد على القدرة في إحداث الإصلاح المدرسي المنشود من خلال تحول هذه المدارس إلي مجتمعات تعلم معاصرة .
وفي أدبيات اللغة فإن مفهوم ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻤﺼﺩﺭ ﻟﻠﻔﻌل ﻴﺼﻠﺢ : مثلاً يُصلح ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ، ﻭﻨﻌﻴﺩ ﻟﻠﻔﺼل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻲ ﻭﻀﻌﻴﺘﻪ کبيئة ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺼﺎﻟﺤﺔ ، ﻭﻗﺩ ﻴﺄﺨﺫ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻤﻌﻨﻲ ﻤﺭﺍﺩﻓﺎﹰ ﻟﻔﻌل ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ لما ﻫﻭ ﻗﺎﺌﻡ ﺃﻭ ﻤﻤﺎﺭﺱ وﻤﺎ ﻴﺠﺩﺩ ﺸﻜﻠﻪ ﺃﻭ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺘﻌﻠﻴﻤﻬﺎ وتعلمها ومداخل وطرق ﺘﻘﻭﻴﻤﻬﺎ ، ﺃﻭ ﻓﻲ أنماط وممارسات ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ ﻭفي ﻨﻅﻡ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ومداخل تنمية مهاراتهم أثناء الخدمة . ﻭﻗﺩ ﻴﺭﺘﻘﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ ﺇﻟﻲ ﻤﺴﺘﻭﻱ ﺍﻹﺒـﺩﺍﻉ وصولاً إلي ﺘﻔﻌﻴل العملية التعليمية ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ ﻋﻭﺍﺌﺩﻫﺎ . أيضاً ﻴﺄﺨﺫ مفهوم ﺍﻹﺼﻼﺡ منحي ﺍﻟﺘﻁﻭﻴﺭ ﻭﻓﻌﻠﻪ ﻴُﻁـﻭﺭ، ﻭﻓﻲ مسار ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺘﻪ ﻴﺤﺩﺙ ﺘطوير ﺒﺩﺭﺠﺔ ﺃﻭ ﺒـﺄﺨﺭﻯ( قمبر، 2004 ).
وعليه فقد بات الإصلاح المدرسي مطلباً عاماً ترغب فيه جميع الدول کنتيجة لما تعانيه غالبية المدارس في معظم دول العالم من هيمنة نموذج إداري بها يُنعت بالنموذج المصنعي (Factory Model) والذي يکرس الفردية و الإنعزالية في العمل التربوي والتعليمي بالمدرسة نتيجة لتقسيم العمل والمواد الدراسية على أساس التخصص . ومن ثم فقد أضحى دور المعلمين مشابهاً لدور العمال داخل المصنع من حيث التقارب في القيام بمهام وواجبات محددة . کما أضحي دور مدير المدرسة مماثلاً لدور مدير المصنع الذي يشرف على العمال في مصنعه ، کما أصبح الطلاب يمثلون المادة الخام . فالمدرسة المأمولة في القرن الحادي والعشرين يلزم أن تعمل کمجتمع مهني للتعلم تسود فيها شراکة بين مجموعة بشر تُوسم بالمهنيين فى العملية التعليمية من أجل إحداث تعلم فعال وداعم لتنشئة مجتمعية راقية . کما أن أدوار مدير المدرسة يکون أکثر عمقاً وفائدة فى إيجاد بيئة تعليمية تفاعلية يشارک فيها أطراف العملية التعليمية ، ويختبرون أفکارهم ويَتحدون استنتاجاتهم وتفسيراتهم ويطورون معلوماتهم معاً . ومن ثم يحدث تطوير للأفکار المدرسية بالتعاون مع الآخرين، وتمتد مصادر متعددة للمعرفة والخبرة وتتسع ويتم اختبار المفاهيم الجديدة کجزء من خبرة التعلم. إن المدرسة - کمجتمع مهني للتعلم - يوفر بيئة أکثر ثراءً وتحفيزاً .إن المجتمعات المهنية للتعلم يمکن أن تصبح مدخلاً قوياً إلى الإصلاح المدرسي المنشود ، وإستراتيجية فعالة في التغيير وتطوير المدارس .
وفي الختام يمكنكم تحميل النص الكامل للبحث من خلال الضغط: تحميل النص الكامل
نرجو من الله أن يجعل هذا المقال مفيداً لجميع الباحثين وطلاب الدراسات العليا والمُقبلين على درجتي الماجستير والدكتوراه في مختلف المجالات، وللحصول على خدمات البحث العلمي والترجمة يمكن الاستعانة بشركة دراسة للبحث العلمي والترجمة أو التواصل معهم من خلال الآتي:
للاطلاع على مزيد من الخدمات المميزة: أضغط هنا