تعتبر عملية التحصيل الدراسي عملية معقدة تتدخل فيها العديد من العوامل المختلفة فمنها ما يتعلق بالذكاء والدافعية والإنجاز وقلق الامتحان ومركز الضبط وتدعى (عوامل نفسية) ومنها ما يتعلق بعوامل خارجية تتمثل في المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمستوى الثقافي الذي يحيط بالطالب.
أولاً: العوامل النفسية:
وتتمثل في العوامل الداخلية التي ترتبط بتحصيل الطلاب الدراسي بالسلب أو بالإيجاب وتتمثل هذه العوامل النفسية في كل من (الذكاء، دافعية الإنجاز، مركز الضبط، تقدير الذات، قلق الامتحان) وهي كالتالي:
الذكاء:
يتفق معظم علماء النفس على العلاقة الوثيقة بين الذكاء والتحصيل الدراسي فالطلاب ذو الذكاء المرتفع يحصلون في الغالب على علامات مرتفعة ويميلون دائماً إلى الاستمرار في المدرسة لمدة أطول، ويميل بعض الطلبة ذو الذكاء المنخفض إلى التسرب مبكراً من المدرسة وعدم الرغبة في الاستمرار في المدرسة.
دافعية الإنجاز:
تُعَد دافعية الإنجاز مشتقة من الدافعية حيث تعتبر هذ الدافعية هي القوة التي تثير وتوجه سلوك الفرد نحو عمل يرتبط بتحصيله الدراسي وغير ذلك، كما يعد دافع الإنجاز من العوامل المهمة التي تأثر في تحصيل الطلاب حيث إن هناك العديد من وجهات النظر التي تقول أن ضعف الدافع أو تدني مستواه لدى الطالب قد يؤثر بالسلب على تحصيله حتى ولو كان من الطلاب الأذكياء حيث تتباين المستويات الأكاديمية التي يحققها حسب الدافع للإنجاز عند كل من الطلاب.
قلق الامتحان:
يعتبر موضوع قلق الامتحان من الموضوعات الهامة في مجال علم النفس بصفة عامة والصحة النفسية بصفة خاصة، حيث يعد القلق مشكلة مركزية وموضوعاً للاهتمام في علوم وتخصصات متعددة، وبالطيع يؤثر مستوى القلق على قدرة الطلاب على التحصيل.
تقدير الذات:
إن تقدير الذات يرتبط بالتحصيل الدراسي إذ يرى بعض علماء النفس أن هناك علاقة قوية بينهما، ويبدو أن الذين يكون إنجازهم المدرسي سيئاً يشعرون بالنقص وتكون لديهم اتجاهات سلبية نحو الذات، وفي نفس الوقت هناك دلائل قوية على أن هذه الفكرة الجيدة لدى الطالب عن ذاته ضرورية للنجاح المدرسي، وإن نقطة البداية هي الثقة بالنفس والتقدير الجيد للذات.
مركز الضبط:
يعد مفهوم مركز الضبط من أكثر المفاهيم النفسية التي تصدت لها العديد من الأبحاث والدراسات، حيث يشير هذا المفهوم إلى الدرجة التي يتقبل بها الطالب مسؤوليته الشخصية عما يحصل له مقابل أن ينسب ذلك إلى قوى تقع تحت سيطرته، حيث أشار بعض العلماء مثل روتر أن الأفراد ذوي الاتجاهات الداخلية للتعزيز يعتقدون أن الأشياء السيئة/الحسنة التي تحدث معهم هي نتيجة مباشرة لسلوكهم بينما يعتقد الأشخاص ذو التوجهات الخارجية للتعزيز أن ما يحدث لهم يعود إلى الحظ والصدفة والقدر.
ثانياً: العوامل الخارجية:
وهي تلك العوامل التي ترتبط بتحصيل الطلاب الأكاديمي سلباً وإيجاباً، حيث تتمثل هذه العوامل الديمغرافية في كلاً من (المستوى الاقتصادي والاجتماعي، والمستوى الثقافي) وهي كالآتي:
المستوى الاقتصادي الاجتماعي:
ويعرف بأنه المستوى الذي يدل على المركز الاقتصادي الاجتماعي للفرد أو الجماعة، كما يتحدد المستوى الاقتصادي والاجتماعي عن طريق (وظيفة الأب، ودخل الأسرة، وحجم الأسرة، وترتيب الطالب في الأسرة، والمستوى المادي لسكن الأسرة، وتسامح أو تسلط الأب)، كما تبرز أهمية المستوى الاقتصادي في تحصيل الطلاب الدراسي حيث يؤثر تأثيراً يكاد يكون مباشراً على التعلم من حيث قدرة الأسرة على تحمل نفقات التعلم وإمكانية إدخال أبنائها المدارس الخاصة ذات المستوى التعليمي المتقدم، وعلى العكس فإن البيئة الاقتصادية الفقيرة لا توفر المنبهات والمثيرات المشجعة للنمو المعرفي للأطفال مما يجعلهم يتأخرون عن أقرانهم.
المستوى الثقافي:
وتعتبر الثقافة هي مجموعة من الأنماط السلوكية لمجموعة سكانية تؤثر في سلوك الفرد وتشكل شخصية الإنسان وتتحكم في خبراته، وتلعب ثقافة الأسرة دوراً هاماً في التحصيل الدراسي للطلاب من خلال اللعب ووسائل التثقيف كالمجلات والجرائد في المنزل، والتي تتحكم بظاهرة النوعية التربوية في المدرسة، كما أن ثقافة الوالدين تؤثر في التحصيل الدراسي لاحتكاكهما بأبنائهما، وقد يبدو هذا منطقياً لأن المناخ الثقافي المرتفع للأسرة يؤثر في تكوين الشخصية العلمية للأبناء.