أنواع اختبارات
التحصيل
يتجه كل من المعلم والباحث العلمي دائماً إلى
الاعتماد على اختبارات التحصيل لقياس مستويات الطلاب في كافة المجالات والمستويات
لتحديد أوجه القصور والضعف ومحاولة تحسينها. لذا فقد تناول المقال الحالي أنواع
اختبارات التحصيل.
أنواع اختبارات التحصيل
يجب أن نشير هنا إلى التمييز الذي أوضحه البعض بين
اختبارات الاستعدادات واختبارات التحصيل. فاختبار التحصيل يقيس أثر نوع معين من
التدريب، ومثله الاختبار التعليمي، إذ يقنن الاختبار علي برنامج دراسة مادة معينة.
أما اختبار الاستعداد فيقيس السرعة المتوقعة لتعلم الفرد أو مدى استفادته من
التدريب أو التعلم. واختبارات التحصيل في مجال الصناعة تسمى (اختبارات الكفاية)، فهي
تقيس مدى استفادة الفرد من برنامج التدريب.
أما (اختبارات
الحرفة) فهي نوع من اختبارات التحصيل أيضاً في مجال الصناعة. وتستخدم في اختيار
وتصفية الموظفين والعمال في الصناعات والحرف. وعلي أي حال فالتفرقة بين الاختبار
التحصيلي، في المدرسة، واختبارات الكفاية أو اختبارات الحرف في المصنع، تفرقة
نسبية أكثر منها مطلقة. إذ أن كل نوع من الاختبارات يمكن أن يستخدم في ظروف معينة لقياس
أثر الخبرة الماضية والتنبؤ بالإيجاز المقبل.
اختبارات الاستعدادات الفارقية
وقد أدى التقييم النقدي لاختبارات الذكاء الذي تبع
انتشار استخدامها في كل الميادين إلى توضيح نقطة أخرى، ألا وهى أن الأفراد يختلفون
في أدائهم للأجزاء المختلفة من اختبار الذكاء الواحد. اتضح هذا خصيصاً في
الاختبارات الجمعية حيث تعزل الفقرات عادة في اختبارات فرعية. وهذه الاختبارات
الفرعية متناسقة المحتوى نسبياً. كما اتضح أن الشخص الواحد يختلف أداءه جوهرياً من
قسم إلي آخر في الاختبار الواحد، خاصة إذا كان أحد الأقسام من نوع لفظي وكان الآخر
من نوع الرسوم الهندسية مثلاً.
وكثيراً ما
استخدم الفاحصون وخاصة الإكلينيكيون، تلك المقارنات الداخلية ليصلوا إلى استبصار
أكثر بالتكوين النفسي للفرد. وعليه فلم تكن (نسبة الذكاء) أو غيرها من الدرجات
الكلية فحسب موضع الدراسة، بل إن الدرجات علي الاختيارات الفرعية أيضاً تفحص في
دراسة حالة الفرد، ومثل هذا الإجراء لم يعمم، إذ لم تكن هناك اختبارات ذكاء مصممة
بغرض تحليل الاستعداد الفارق. وإن غلب أن حوت فقرات قليلة علي تحديد ثابت لقدرة
معينة. وبناء عليه، لو اختبر الفرد مرة ثانية بصورة أخرى من نفس الاختبار لتغيرت
درجاته علي الاختبارات الفرعية فيها. فإن أردنا القيام بمثل هذه المقارنات في ذات
الفرد، لاحتجنا إلى اختبارات صممت خصيصاً لتوضيح الفروق في أداء الوظائف المتنوعة.
اختبارات الشخصية
قد يعتقد بعض الباحثين والأفراد العاديين بأن كل من
القياس النفسي والتربوي يعملان بشكل كبير على قياس الشخصية بكل ما تشمله من جوانب
اعتماداً على وجهة نظرهم تجاه الشخصية بأنها مجال يشمل نواحي المعرفة والعقل
والمزاج والانفعالات. بينما يرى آخرون أننا نكون أحياناً بصدد جوانب عقلية وأحيانا
نكون بصدد جوانب غير عقلية، وفي الأولى نكون بصدد اختبارات القدرات والاستعدادات
والتحصيل، وفي الثانية نكون بصدد اختبارات تقتصر علي المميزات الشخصية مثل التوافق
الانفعالي والعلاقات الاجتماعية والدوافع والاهتمامات . . . الخ. ولا يعني هذا أن
الفريق الثاني يغفل العلاقة الدينامية التكاملية بين الجوانب العقلية وغير
العقلية، بل إنهم يرون أن ميزة القياس الأول هي التحديد، وهذا فإن الاختبارات التي
تقيس الجوانب غير العقلية، وإن كانت هذه الجوانب نفسها تتأثر بالجوانب العقلية
وتؤثر فيها أيضاً، هي ما يسمونه باختبارات الشخصية.
وعلي هذا تقيس اختبارات الشخصية الجوانب غير العقلية.
وقياس الجوانب غير العقلية من السلوك ما زال في المهد، إذ أن اختيارات الشخصية هنا
تتضمن مثلاً، مقاييس للتوافق الانفعالي التي تعرف باختبارات عدم الثبات الانفعالي
أو ( قوائم الشخصية ) تتضمن مقاييس، السمات
الاجتماعية بما في ذلك العلاقات الأساسية مع الأشخاص مثل الخضوع - السيطرة،
والانطواء - الانبساط، وكذلك الكفاءة الذاتية. وتتضمن أيضا قياس (الذكاء الاجتماعي)،
وهو المعرفة والمهارات المطلوبة في كل المواقف الاجتماعية.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
أحمد، محمد عبد السلام. (1960). القياس النفسي
والتربوي: التعريف بالقياس ومفاهيمه وأدواته، بناء المقاييس ومميزاتها والقياس
التربوي. القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.