يهدف هذا المقال إلى تقديم صورة موجزة عن أساليب التعلم الذاتي، حيث نتناول فيه:
-
تعريف التعلم الذاتي ومفهومه.
-
أهمية التعلم الذاتي ومميزاته.
-
أهم أساليب التعلم الذاتي التي تمكن الفرد من تطوير الذات واكتساب المعارف والمهارات.
أصبحنا الآن في عصر الثورة المعلوماتية، وقد بلغ الإنسان الغاية في المعرفة والعلوم والتقنيات والمهارات، مما يوجب على الجميع تطوير إمكاناتهم ومهاراتهم لضمان استمرارهم في هذا العالم. لذلك لا بديل عن التعلم الذاتي الذي يمكن الإنسان زيادة المعارف واكتساب المهارات، بغية تطوير قدراته وإمكاناته لمواكبة العالم الجديد. وثمة العديد من المصادر المتاحة أمام الفرد التي تمكنه من التعلم الذاتي، مثل: الدورات التعليمية المقدمة عبر الإنترنت أو عبر منصات التعلم الحر، بالإضافة إلى ملايين الكتب والمحاضرات المتاحة في كافة مجالات المعرفة. لذلك سنحاول في هذا المقال تقديم صورة عن أساليب التعلم الذاتي، من خلال بيان تعريف التعلم الذاتي ومفهومه، ثم نبين بإيجاز أهمية التعلم الذاتي ومميزاته، وأخيراً نتناول أهم أساليب التعلم الذاتي التي تمكن الفرد من تطوير الذات واكتساب المعارف والمهارات.
تعريف التعلم الذاتي
تعريف التعلم الذاتي: هو مجموعة من الخطوات التي تستهدف التعلم العميق الفعال والموجَه ذاتياً، حيث يقوم المتعلم بتحديد أهدافه التعليمية والوقت المحدد لاكتسابها وطرق اكتسابها والمصادر اللازمة لرحلته التعليمية. ويمكننا تعريف التعلم الذاتي بأنه: أسلوب يقوم على النشاط الفردي للمتعلم وجهده الذاتي بغية التنمية المعرفية وتطوير مهاراته وقدراته. وتتناسب المعارف والمهارات المكتسبة عبر التعلم الذاتي مع ذكاء الشخص وقدرته على الفهم والحفظ والاستيعاب والتعلم. الأمر الذي يمكنه من تحقيق أفضل مستوى ممكن بالنسبة إلى قدراته. وتهدف أساليب التعلم الذاتي إلى تمكين الطالب من التعلم الذاتي على نحو أفضل، عبر تحسين قدرته على توجيه عملية التعلم باستخدام الوسائل المتاحة مثل: الحقائب التدريبية والكتب والدورات المكثفة الموجودة على شبكة الإنترنت. وكذلك عبر استخدام التقنيات التي تحسن قدرته على الفهم والتركيز والحفظ والاسترجاع، وهذه التقنيات هي المقصودة أصالة بمقالنا عن أساليب التعلم الذاتي.
أهمية التعلم الذاتي ومميزاته
الجميع مجبرون على سلوك طريق التعلم الذاتي، خاصة من يريدون تنمية معارفهم ومهاراتهم وقدراتهم لمواكبة هذا العصر المعلوماتي والتقني. فالكثير من المهارات الهامة لا يتم تقديمها عبر المؤسسات الأكاديمية التقليدية، مما يلفت النظر إلى أهمية التعلم الذاتي ومميزاته. وبالإضافة إلى ذلك فإن التعلم الذاتي يوفر لك الوقت والجهد، فهو لا يجبرك على السفر لنيل بعثة في الخارج مثلاً، وإنما يمكنك تحصيل المعارف والمهارات التي ترغب بها وأنت جالس على مكتبك، وهنا تتجلى مزية أخرى تكشف لك عن أهمية التعلم الذاتي ومميزاته. وعلى عكس التعليم التقليدي والأكاديمي.. يتيح لك التعلم الذاتي إمكانية اختيار المحتوى الذي تود دراسته والطريقة التي يمكنك التعلم بها، والمصادر التي يمكنك الاعتماد عليها. كما أن التعلم الذاتي يمكنك من اختيار وقت التعلم والمعدل الذي يمكنك السير وفقه لإنجاز المحتوى أو المنهج التعليمي. وهنا تتجلى أهمية التعلم الذاتي ومميزاته، ويتبين لك أن لا بد للجميع من سلوك درب التعلم الذاتي لمواكبة العصر.
أساليب التعلم الذاتي
- أساليب التعلم الذاتي لتحسين الفهم: لا شك أن الخطوة الأولى في طريق التعلم الذاتي هي فهم المحتوى التعليمي. فإن سرعة الفهم وكفاءة التعلم تعتمد أساساً على قدرة المتعلم على إدماج المعلومات الجديدة داخل بنيته المعرفية الشخصية، وربطها بالمعارف السابقة. مما يضمن انتقال المعارف الجديدة إلى الذاكرة طويلة الأمد، الأمر الذي لا يتطلب استرجاعاً مستمراً كما هو الحال في المعلومات المحفوظة. وتسمى هذه الطريقة التعلم المعرفي ذو المعنى، وهي من أهم أساليب التعلم الذاتي في الفهم، والتي تقوم على نظرية أوزوبل في النمو المعرفي. ولا شك أن الفهم وحده لا يكفي في عملية التعلم الذاتي، فلا بد بعده من الانتقال إلى خطوة من الخطوتين التاليتين وهما الحفظ أو التطبيق، وسنتناول أساليب التعلم الذاتي في كل منهما.
- أساليب التعلم الذاتي في الحفظ والمذاكرة والاسترجاع: فالعلوم النظرية كالعلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والتاريخ والآداب وغيرها لا بد من دراستها وحفظها حتى تتمكن من استرجاعها عند الحاجة. ومن أهم أساليب التعلم الذاتي التي يمكنك اتباعها لتحسين الحفظ والاسترجاع هي استراتيجية (Active recall method). ونعنى بهذه الطريقة أن تقوم بقراءة الدرس أو المحتوى مرة واحدة بغرض بناء تصور عام وطرح الأسئلة، قبل أن تقوم بمحاولة الاسترجاع والاختبار. وقد أثبتت هذه الطريقة فعالية كبيرة مقارنة بطريقة التكرار التي يتبعها العديد من المتعلمين أثناء الحفظ. ومن أساليب التعلم الذاتي الفعالة: استراتيجية التعلم النشط أو التعلم الفعال (Active learning). وقد فصلنا القول عن هذه الاستراتيجية في مقالنا عن التحصيل الدراسي، والذي تناولنا فيه العديد من أساليب التعلم الذاتي التي تساعد في تحسين التحصيل الدراسي.
- أساليب التعلم الذاتي في تطبيق المعرفة: فالعديد من العلوم التطبيقية تحتاج إلى التطبيق وتحويل المعارف النظرية إلى تطبيقات عملية. كعلوم الكيمياء والطب والبرمجة وغيرهم. ولعل من أهم أساليب التعلم الذاتي في تطبيق المعرفة: التطبيق المباشر (Direct application) بمعنى محاولة تطبيق المهارة أو المعرفة بمجرد تعلمها.
خاتمة
وختاماً لا بد من أن نحيل القارئ على واحدة من أفضل الدورات والمساقات التي مثلت واحداً من المراجع الهامة التي اعتمدنا عليها في إعداد هذا المقال، وهي كورس التعلم الذاتي الفائق والذي سيساعدك في تحسين تحصيلك الدراسي، واكتساب أساليب التعلم الذاتي اللازمة لتطوير الذات واكتساب المعارف والمهارات.