الأساليب الكمية هي الطرق التي تهتم بصفة أساسية بالأرقام والأعداد، حيث تعتمد في رؤيتها للمستقبل على تحليل بيانات كمية تخص السكان أو قوة العمل أو الدخل القومي، وغيرها من البيانات الكمية التي يتطلبها البحث. ومن تقنيات الأساليب الكمية في بناء التصورات المقترحة: أسلوب النمذجة، وأسلوب الخريطة المدرسية، وأسلوب التنبؤ بالقيد الطلابي.
أولا: أسلوب النمذجة Modeling Technique
يعتبر أسلوب النمذجة من الأساليب التخطيطية التي تمكن الباحث من ترجمة الظاهرة المدروسة إلى مجموعة من العلاقات الرمزية، حيث ينظر أسلوب النمذجة إلى مستقبل الظاهرة عن طريق تمثيلها في الواقع بنماذج مصغرة توضح خصائصها وآلية عملها وطبيعة العلاقات بين عناصرها، ثم تعمد إلى تعميم نتائج النموذج على الظاهرة الحقيقية بعد اختبارها. وثمت مجموعتين رئيسيتين من النماذج يمكن التمييز بينهما:
المجموعة الأولى: النماذج الطبيعية وهي عبارة عن مجسمات صغيرة لأمثلة واقعية كبيرة، ومن أمثلتها: نماذج الماكينات المصممة للمباني والأجهزة المختلفة.
المجموعة الثانية: النماذج الرياضية التي تستخدم الأساليب الإحصائية لوصف الواقع ووضعه في صورة نموذج رياضي للتعرف على سلوكه المناظر للواقع وذلك تحت بعض الشروط والفروض.
الانتقادات والمآخذ على أسلوب النمذجة
1. تعتبر تصورا مبسطا ومثاليا للواقع؛ حيث تشير الدلائل العلمية إلى أنه ليس هناك نموذج واحد يعالج مشكلة معينة أو قضية في النظام.
2. قد تركز النمذجة في وصفها للعلاقات بين المتغيرات على جوانب مع إمكانية إهمال جوانب أخرى.
3. لا يستطيع النموذج أن يشمل كل شيء في النظام، ولكنه يركز الانتباه على جانب أو بعض جوانب النظام.
ثانيا: أسلوب الخريطة المدرسية School Mapping
تعتبر الخريطة المدرسية واحدة من أساليب التخطيط المصغر، حيث تعتبر أسلوب علمي في دراسة تخطيط التعليم على المستوى الإقليمي؛ وذلك لانطلاقها من دراسة الواقع التعليمي في منطقة محددة، والتعرف على مدى كفاءته الكمية النوعية، واقتراح صورة مستقبلية تكون أكثر فاعلية وعدالة في توزيع الخدمات التعليمية. ويهدف أسلوب الخريطة المدرسية إلى تنسيق القرارات الخاصة بإنشاء الشبكة المستقبلية للمدارس من حيث عددها وأنواعها ومراحلها التي تنتمي إليها وسعتها ومواقعها، مع القرارات الخاصة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواقع الخدمات التعليمية والتوسعات الإسكانية ومطالب النمو السكان وتوزيعه.
والخريطة المدرسية هي مجموعة من الاجراءات التخطيطية على أرض الواقع، والتي تهدف إلى تشخيص العملية التعليمية في وحدة جغرافية ومساحية معينة، وفي زمن معلوم بغرض تقدير الاحتياجات المطلوبة والمتوقعة، وتوزيعها توزيعا عادلا بين مختلف المؤسسات التعليمية بهدف تأمين مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية. ويهدف أسلوب الخريطة المدرسية إلى تحقيق عدد من الأغراض مثل: تحسين وتجويد الخدمة التعليمية المقدمة، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية، بالإضافة إلى ربط النمو التعلمي بمختلف جوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية للإقليم أو المنطقة، مع ضرورة الاستغلال الأمثل للإمكانات التعليمية المتاحة.