تصنيف ديوي العشري

 

تصنيف ديوي العشري من أكثر أنظمة التصنيف استخداماً في العالم، وقد أسس هذا النظام ملفيل ديوي عام 1873 م وقام بنشره لأول مرة عام 1876، وقد ورد في مقدمة الطبعة الواحد والعشرين أنه تم استخدام التصنيف في أكثر من 135 بلداً وتمت ترجمته إلى أكثر من 30 لغة، وفي الولايات المتحدة تستخدمه أكثر من 95% من المكتبات العامة المدرسية، 25% من المكتبات الأكاديمية. هذا وقد تم إصدار إحدى وعشرون طبعة كانت آخرها في العام 1996م، ويمتاز التصنيف بالتطوير بصفة مستمرة إذ يختص بتنمية وتطوير التصنيف والقيام بشؤونه قسم التصنيف العشري في مكتبة الكونجرس، والذي يقوم بتعين سنوياً ما يزيد عن000-110 رقم من أرقام النظام للمطبوعات الجديدة التي تقتنيها المكتبة.

تصنيف ديوي العشري

هكذا وحرص المقال الحالي لتسليط الضوء على تصنيف ديوي العشري وذلك من خلال بعض النقاط الهامة والتي تتمثل في الآتي:

1. مفهوم تصنيف المكتبات.
2. مفهوم تصنيف ديوي العشري.
3. استخدام تصنيف ديوي العشري في المكتبات
4. طبعات تصنيف ديوي العشري.
5. خطة تصنيف ديوي العشري.
6. كيفية استخدام تصنيف ديوي العشري.
7. مميزات تصنيف ديوي  العشري.
8. عيوب تصنيف ديوي العشري.

 

يقصد بتصنيف المكتبات لموادها أن يتم جمع كل الأعمال التي تمتلك خصائص عامة معاً، وأن تفصل عنها تلك الأعمال التي ليس لها تلك الخصائص، ويستخدم القسم الأعظم من المكتبات خاصية عامة في التجميع وهي الشكل المادي ونظراً للتباين في الترفيف (حفظ المواد على الرفوف) والمعالجة والخدمة، فأن القائمين بأعمال المكتبة يفصلون كلاً من المواد الميكروفيلم والصحف والتسجيلات الصوتية والنوتات الموسيقية والأطالس وتصنف الكتب النادرة وفق تاريخ  ومكان النشر. أما عن الخاصية الأخرى لفصل المواد وفرزها فهي الاستخدام لهذه المواد سواء كانت (كتب المراجع، كتب الأطفال، الكتب باللغات الأجنبية، مجموعات المطالعة الخفيفة، الكتب ذات الاهتمام الجاري)، ومن ثم  جمع هذه المجموعات من الكتب لإمكانية فرز كل منها على حده.

هذا وتستطيع أي مكتبة أن تطور نظام تصنيفها الموضوعي لكي يتلاءم مع متطلبات مقتنياتها، وليلبى الحاجات الخاصة بروادها والمستفيدين منها، كما تلجأ المكتبات العامة في كثير من الأحيان إلى تنظيم مجموعاتها وفق رغبات قرائها وميولهم.

 

 

يعتبر تصنيف ديوي العشري من أقدم الأنظمة وأكثرها استخداماً في المكتبات، ففي الولايات المتحدة الأمريكية يستخدم هذا النظام في القسم الأعظم من المكتبات وخاصةً المكتبات العامة والمدرسية، وتنبته معظم المكتبات في الأقطار الناطقة بالإنجليزية، ويستم استخدامه أيضاً في كثير من الأقطار في العالم من خلال الترجمات إلى اللغات الأخرى كالإسبانية والفرنسية والنرويجية والعبرية والتايلندية.

هذا ويستخدم نظام ديوي أيضاً في كثير من الأعمال البيليوغرافية والفهارس على المستويات القطرية والإقليمية والدولية، كما هو الحال في كثير من البيبلوغرافيات الوطنية والفهارس الموحدة، وتستخدمه أيضاً المؤسسات التي توفر خدمات بيبليوغرافية مثل بطاقات الفهرسة لمكتبة الكونجرس.

 

يعتبر تصنيف ديوي العشري أكثر خطط التصنيف انتشاراً في المكتبات بأنواعها المختلفة وفي أنحاء متفرقة من العالم لتشمل الآتي:

أولاً: الولايات المتحدة الأمريكية:

يستخدم تصنيف ديوي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يستعمله حوالي (95%) من المكتبات العامة وحوالي (90%) من مكتبات الكليات والجامعات في الولايات المختلفة، بالإضافة إلى أكثر من (60%) من المكتبات الأمريكية المتخصصة.

ثانياً: بريطانيا:

في بريطانيا يستعمل خطة تصنيف ديوي أكث رمن (500) مكتبة، ويستخدم في أقطار أوربية أخرى كثيرة، حيث تمت ترجمة الخطة إلى تسع لغات أوروبية.

ثالثاً: الوطن العربي:

يشيع استخدام تصنيف ديوي العشري في العالم العربي في مختلف أنواع المكتبات في البلدان العربية وخصوصاً بعد أن يتم تعديله بحيث يصبح صالحاً للتطبيق في هذه المكتبات.

هذا نظراً للمميزات التي يتميز بها هذا النظام، فقد أخذت مكتبة الكونجرس الأمريكية ومنذ عام 1930 في طباعة أرقام تصنيف ديوي على معظم بطاقاتها المطبوعة، كما طبعت هذه الأرقام على بطاقات شركة ويلسن.

 

تمكن ديوي في عام 1876 م من إصدار الطبعة الأولى من التصنيف العشري وكان عنوانها " التصنيف والجداول الموضوعية لفهرسة وتنظيم الكتب والكراسات في المكتبة"، وهي عبارة عن مجلد صغير يضم 42 صفحة منها 12 صفحة من القوائم ، و12 صفحة مقدمات، و18 صفحة من الكشافات، ولم تضم القوائم تفصيلاً أكثر من التفريعات الألف والأولى.

أما الطبعة الثانية فقد كانت موسعة ومنقحة وظهرت في عام 1885 م تحت عنوان "التصنيف العشري والفهرس النسبي" وكانت تحتوي على 314 صفحة منها (162) صفحة للجداول والباقي للكشاف والمقدمة وتضمنت هذه الطبعة أمراً في غاية الأهمية فقد أعلن ديوي أن أرقام التصنيف الألف الأولى لن تتغير فيما يعد أن الهيكل الرئيسي للخطة قد ثبت منذ ذلك التاريخ، وقد ظهرت بعد ذلك ثمانية عشر طبعة موسعة وإحدى عشر طبعة مختصرة وذلك من عام 1888م- 1989 م.

 

يمكن توضيح خطة تصنيف ديوي العشري وفقاً لمجموعة من المراحل أو الخطوات أو الخصائص والتي تتمثل في الآتي:

 

أولاً الهيكل والبنية:

وتشمل هذه المرحلة كلاً من (مبدأ البحث وقاعدة العشرة، ومبدأ التفريع الشجري (الهرمي):

1- مبدأ البحث:

المبحث المفهوم هو الأساس في هذا التصنيف وهذا يعني عدم وجود مكان منفرد للموضوع الواحد فالموضوع الزواج على سبيل المثال له جوانب أخلاقية ودينية وقانونية وغير ذلك فالزواج في الإسلام يقع تحت رمز (216,51( وأخلاقيات الزواج ترد في 173 وقانون الزواج يصنف (346,01) والكشاف هو الذي يوضح جوانب الموضوع كافة.

 

2- قاعدة العشرة:

يعتمد نظام ديوي العشري في بنيته على إمكانية التفريع لكل بحث أو موضوع مهما كان مجاله إلى عشرة فروع حتى لو استخدم هذه الفروع في كل حالة. هذا ويتكون التفريع الأول من أصول رئيسية عرشة تم ترميزها من صفر إلى 9 وتشمل المعرفة كافة يمكن توضيحها من خلال الجدول التالي:

 

000	المعارف العامة.
100	الفلسفة والمباحث ذات العلاقة.
200	الدين.
300	العلوم الاجتماعية.
400	اللغات.
500	العلوم البحتة (النظرية).
600	العلوم التطبيقية (التكنولوجيا).
700	الفنون.
800	الآداب.
900	التاريخ العام والجغرافيا والتراجم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هذا ويتكون كل أصل أو موضوع رئيسي من عشرة فروع يتم ترميزها من صفر إلى تسعة ويتألف الرمز الدال على الفرع من رقمين، والرقم الثاني هو الدال على الفرع ويمكن توضيح ذلك من خلال مثال العلوم الاجتماعية (300) عن طريق الجدول التالي:

300	العلوم الاجتماعية
310	الإحصاءات العامة.
320	العلوم السياسية.
330	الاقتصاد.
340	القانون.
350	الإدارة العامة.
360	الخدمات الاجتماعية
370	التربية والتعليم.
380	التجارة- الاتصالات والمواصلات.
390	العادات والتقاليد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وهكذا حتى يستمر التفريع بالعشرات أي عشرة أجزاء لكل فرع إلى الدرجة الدقيقة المرغوبة في التصنيف.

 

3- مبدأ التفريع الشجري (الهرمي):

يقصد به أن لكل فرع من فروع الموضوع الرئيسي رمزاً حاصة به فالرمز الأول يكون عاجة للموضوع والرمز الثاني يكون لفرع الموضوع، وهكذا يزيد فرع الموضوع رمزا واحداً فعلى سبيل المثال 3 رمز دال على موضوع العلوم الاجتماعية (340) كما سبق ووضحنا رمز دال على موضوع القانون وهو فرع من العلوم الاجتماعية، (341) هو رمز دال على موضوع القانون الدولي وهو فرع من موضوع القانون الذي هو فرع من العلوم الاجتماعية. والعلاقات التي تخالف هذا النموذج بين الموضوعات يدل عليها بالملاحظات وبوسائل أخرى باستثناء الأصول الرئيسية التي تنتهي ب(00).

 

أهم ما يميز التصنيف ديوي العشري أنه يستخدم أنماط متكررة من الرموز والذي يعني استخدام مجموعات من الأرقام في مجالات مختلفة للتعبير عن المفاهيم نفسها، حتي استعان تصنيف ديوي العشري بمجموعة مختلفة تنقسم إلى أربعة جداول وهي كما موضحه في الجدول التالي:

الجدول الأول	الجدول الثاني	الجدول الثالث	الجدول الرابع
الفروع المقننة	المناطق والأماكن	التقسيمات الفرعية للآداب الفردية	التقسيمات الفرعية للغات الفردية
الفلسفة والنظريات متفرقات معاجم، موضوعات، فهارس هجائية. مباحث خاصة لتطبيقات عامة. المطبوعات الدورية المسلسلة. المنظمات والإدارة. الدراسة والتدريس. المجموعات والمقتطفات الأدبية المختارة والمقالات. المعاملة التاريخية والجغرافية.	المناطق والأماكن بصورة عامة. الأفراد دون النظر للأماكن والمناطق. العالم القديم. أوروبا. أسيا. أفريقيا. أمريكا الشمالية. أمريكا الجنوبية. المناطق الأخرى في العالم والعوالم غير الأرضية.	الشعر. الدراما- المسرحية. القصص. المقالات. الخطابة. الرسائل. الأحاجي والفكاهات والنوادر. متفرقات أدبية.	الرموز والعلامات المكتوبة والمنطوقة باللغة الفصحى. الاشتقاق لكلمات اللغة الفصحى. معاجم اللغات الفصحى. البلاغة. القواعد. عروض اللغة الفصحي. اللهجات العامية. التطبيقات اللغوية واستخداماتها اللغوية المعروفة.

 

 

عند تطبيق تصنيف ديوي العشري يجب اتباع الآتي:

1. التعرف على النظام كله بصورة جيدة.
2. دراسة الخلاصات الرئيسية الثلاثة.
3. حفظ الخلاصة الأولى عن ظهر قلب والأفضل أن نعرف فروع الخلاصة الثانية.
4. كلما زادت معرفة النظام كلما ابتعدنا عن المشاكل ووفرنا الكثير من الوقت.
5. يجب التقيد بقاعدة هامة وهي الجذر والابتعاد عن التصنيف من الكشاف فمثل هذا الإجراء قد يعيق في البداية.
6. يقوم المرء باللجوء إلى الكشاف التحليلي للتحقق من الرمز الذي تم اختياره أو للإرشاد حيما يقع المرء في مشكلة محددة.
7. يجب أن ندقق الجداول الرئيسية قبل استخدام رمز قد عثرنا عليه من الكشاف.
8. ضورة فحص الجداول المساعدة والتعرف على استخداماتها الخاصة.
9. الاطلاع دائماً على تقنيات التصنيف من أجل تعلم ما تعنيه وتقصده العناوين والملاحظات وأية أوراق أخرى.

 

 

يتميز هذا النظام بمجموعة من المميزات التي تميز عن أنظمة أخرى لها نفس استخداماته وتتمثل في الآتي:

1. يتميز بالمرونة الشديدة من خلال استخدام كافة القوائم والمؤشرات التوجيهية مما يجعله سهل الاستخدام.
2. أهم ما يميز هذا النظام استخدامه واستعانته بالأرقام العشرية والتي تتميز بكونها قصيرة من حيث الترتيب.
3. يتمتع تصنيف ديوي العشري بالتفصل الدقيق والواضح لكل الفروع والموضوعات.
4. يتضمن مجموعة كبيرة من الموضوعات المركبة والتي تتضمن جوانب عدة فمن خلال هذا التصنيف يسهل التعرف عليها والوصول إليها.
5. يعتمد بشكل رئيسي على الجداول التي يتم ترتيبها هجائياً في كافة موضوعاتها سواء كانت أسماء أو علوم أو غيرها.
6. أهم ما يميز تصنيف ديوي العشري خطته التي تتميز بأنها شامله وجامعة لكل الصفات الحصرية والتوجيهية.
7. يتميز تصنيف ديوي العشري بأنه إصداره تم ترجمته إلى لغات متعدد قد تصل إلى أكثر من 12 لغة نظراً لكثرة استخدامه في جميع أنحاء العالم.

 

 

على الرغم من كثرة مميزات واستخدامات نظام تصنيف ديوي العشري إلا أنه يشوبه بعض العيوب والتي يمكن حصرها كما يلي:

1. عدم الأخذ بالاعتبار إحداث أي تغييرات على الطبعات والنسخ المكررة الخاصة بالنظام، مما يؤدي إلى ظهور الكثير من العقبات أثناء استخدام النظام.
2. فقدان الدقة والتركيز عند اختيار العناوين الخاصة بالموضوعات الرئيسية مما أدى التجزئة حتى يستطيع النظام الإلمام بكافة المعلومات حول الموضوعات وعرضها.
3. ظهرت العديد من العقبات والمشكلات التي تتعلق بتصنيف مجموعات المواد التي تتميز بكونها الأكثر خصوصية. ومن أبرز هذه العقبات ظهر نفس الموضوع في أكثر من قسم أو تخصص.

انحصار البحث في هذا النظام على البحث بصيغة الدين المسيحي وذلك نظراً لاهتمام النظام المنصب على دول الغرب وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية.

 

في نهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على كافة جوانب نظام تصنيف ديوي العشري بدايةً من أصول ونشأته والتعريف به واهم طبعاته وخطته وكيفية استخدامه وأهم مميزاته وعيوبه. نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً لكافة الباحثين والطلاب والعاملين في المكتبات.

 

القيسي، حسان. (2014). تصنيف ديوي  العشري لتوصيف وتوثيق الكتب والمعارف. المعرفة س53 (608)، 254- 260.

الجاكي، مجدي. (د.ت). تصنيف ديوي العشري التصنيف المتقدم.

الأخرس، محمود وأمان، محمد وسالم، شوقي. (1984). الطبعة الأولى لتصنيف ديوي العشري والكشاف التحليلي للطبعة الحادية عشرة المختصرة. شركة المكتبات الكويتية.

 

يبحث الكثير من الكتاب والباحثين عن الجدول الخاص بنظام تصنيف ديوي العشري، وستجد عزيزي الكاتب جدول تصنيف ديوي العشري pdf من خلال هذا الرابط