يُعد الانحراف المعياري من أبرز مقاييس التشتت في الإحصاء، إذ يُعبّر عن مدى تباعد القيم عن المتوسط الحسابي داخل مجموعة من البيانات. وكلما كان الانحراف المعياري أقل، دلّ ذلك على تقارب البيانات حول المتوسط، والعكس صحيح. ومن أهم استخداماته:
1- قياس تشتت البيانات حول المتوسط
يُستخدم الانحراف المعياري لتقدير مدى تجانس القيم داخل عينة الدراسة، فهو يوضح إن كانت القيم متقاربة من المتوسط أو متباعدة عنه. ويساعد ذلك الباحث في تقييم مدى تجانس السمات المقاسة لدى الأفراد، مثل التباين في الدخل أو التحصيل الدراسي.
2- دعم تفسير المتوسط الحسابي
لا يُفهم المتوسط الحسابي بصورة دقيقة إلا عندما يُقرن بالانحراف المعياري، إذ يمكن لمتوسطين متساويين أن يعبّرا عن توزيعين مختلفين كليًا في التشتت. وبالتالي، فإن استخدام الانحراف المعياري يضفي عمقًا تفسيريًا على نتائج المتوسط.
3- المقارنة بين مجموعات مختلفة
يساعد الانحراف المعياري في المقارنة بين مجموعات مختلفة من حيث درجة التجانس أو التفاوت الداخلي. فمثلاً، إذا كان متوسط رضا العملاء متساويًا في فرعين لشركة ما، فإن فرعًا بانحراف معياري أقل يعكس تجانسًا أكبر في رضا العملاء.
4- التقييم الأولي لملاءمة الاختبارات الإحصائية
يُستخدم الانحراف المعياري كمؤشر مبدئي لتحديد ما إذا كانت البيانات تتبع توزيعًا طبيعيًا، وهو شرط رئيسي لبعض التحليلات الإحصائية. القيم الشاذة أو الانحرافات العالية قد تشير إلى حاجة لاستخدام اختبارات غير معلمية بدلاً من الاختبارات التقليدية.
5- احتساب مقاييس أخرى في التحليل الإحصائي
يُعتبر الانحراف المعياري أساسًا لحساب العديد من المقاييس الإحصائية الأخرى مثل معامل التباين (Coefficient of Variation)، ومجال الثقة (Confidence Interval)، وتحديد الخطأ المعياري (Standard Error) في اختبارات الفرضيات.
6- فهم الاستقرار والتقلب في الظواهر
في الدراسات الزمنية أو الاقتصادية، يُستخدم الانحراف المعياري لفهم درجة التقلب أو الاستقرار في المتغيرات عبر الزمن. فمثلاً، يدل انخفاض الانحراف المعياري في أرباح شركة ما على استقرار أدائها المالي عبر الفترات.
7- تحديد مدى المخاطرة في تحليل البيانات
يُستخدم الانحراف المعياري كمؤشر للمخاطرة في الدراسات المالية والاستثمارية، حيث تشير القيم الأعلى إلى احتمالية تقلبات أعلى في العائد، ما يساعد في تقييم درجة الأمان أو الخطورة في اتخاذ القرارات.