تمثل صياغة الأهداف العلمية خطوة حاسمة في بناء أي خطة بحثية ناجحة، إذ تُترجم مشكلة البحث وتساؤلاته إلى نتائج ملموسة يسعى الباحث إلى تحقيقها. وتتطلب الصياغة الفعالة وضوحًا منهجيًا ولغة دقيقة وإدراكًا للعلاقة الوثيقة بين أهداف الدراسة وباقي مكوناتها. ويستطيع الباحث صياغة الأهداف وفق الخطوات التالية:
1- الانطلاق من الإشكالية والأسئلة البحثية
قبل الشروع في صياغة الأهداف، ينبغي على الباحث فهم أبعاد المشكلة وتحديد الأسئلة التي تحيط بها. فالأهداف ليست منفصلة عنها، بل تُعد استجابة مباشرة لها، ويُفترض أن تساعد في تفكيك المشكلة أو تفسيرها أو إيجاد حلول لها.
2- صياغة هدف عام يغطي الغاية الكلية للبحث
يبدأ الباحث بتحديد الهدف العام، وهو الهدف الأشمل الذي يُعبّر عن المقصد الأساسي من الدراسة. يُصاغ هذا الهدف في جملة واحدة موجزة وشاملة تتضمن الموضوع الرئيس للبحث، وغالبًا ما تُستخدم فيه أفعال مثل: تحليل، دراسة، استكشاف، تحديد.
3- اشتقاق أهداف خاصة محددة ومنطقية
تُشتق الأهداف الخاصة من الهدف العام، وتُستخدم لتفصيله إلى مكونات قابلة للقياس والتطبيق. وتُصاغ هذه الأهداف بشكل متسلسل ومنطقي، بحيث يركّز كل هدف خاص على بعد معين من الظاهرة أو العلاقة المراد دراستها.
4- استخدام أفعال دقيقة قابلة للقياس
ينبغي اختيار أفعال تُعبّر بوضوح عن العمليات البحثية، وتُسهّل عملية التحقق من تحقق الأهداف لاحقًا. ومن الأفعال الشائعة: قياس، مقارنة، تحليل، اختبار، تفسير، توصيف، اكتشاف. ويُفضّل تجنّب الأفعال العامة مثل فهم أو التعرّف ما لم يُحدَّد نطاقها بدقة.
5- مراعاة قابلية التحقيق الواقعي
تُصاغ الأهداف ضمن إمكانيات الباحث وظروف البيئة البحثية. فالهدف الجيد هو الذي يمكن تحقيقه ضمن الفترة الزمنية المخصصة ووفقًا للموارد المتاحة، مع مراعاة الحدود المنهجية للدراسة مثل العينة والمنهج والمجتمع.
6- الاتساق مع المنهج وأدوات البحث
يجب أن تنسجم الأهداف مع نوع المنهج المستخدم؛ فالأهداف في البحوث الوصفية تختلف عن تلك في البحوث التجريبية أو الكيفية. كما يجب أن يكون بالإمكان قياس الأهداف من خلال أدوات محددة (مثل استبيان، مقابلة، تحليل وثائق).
7- الابتعاد عن التكرار والتداخل
يُستحسن أن تكون كل فقرة هدفًا مستقلًا عن الآخر، دون تكرار أو ازدواجية في المعنى. هذا يسهم في وضوح التصميم البحثي، ويمنع الالتباس عند تحليل البيانات أو مناقشة النتائج.