يُواجه كثير من الباحثين صعوبات في الوصول إلى مصادر علمية كافية عند إعداد أبحاثهم، وغالبًا لا تكون المشكلة في ندرة الموضوع، بل في ضعف المهارات اللازمة للبحث والتحقق والاستكشاف. ومن هنا، فإن امتلاك مهارات معينة يُعدّ ضروريًا لتجاوز هذه العقبة، وضمان بناء أساس علمي رصين، ومن أهم هذه المهارات:
1- مهارة البحث باستخدام الكلمات المفتاحية:
التمكن من توليد كلمات مفتاحية دقيقة ومرادفات متعددة يساعد في توسيع نتائج البحث والوصول إلى مصادر متنوعة، فالكلمات المفتاحية تعد المدخل الأساسي للوصول إلى المصادر، ومن الأفضل أن يستخدم الباحث كلمات مفتاحية رئيسة وأخرى ثانوية، بالإضافة إلى المرادفات.
2- مهارة إتقان استخدام قواعد البيانات العلمية:
مثل Scopus، PubMed، ERIC، Google Scholar، ومعرفة كيفية تصفية النتائج واستخدام الفلاتر الذكية (السنة، اللغة، نوع المادة... إلخ)، إذ يتحتم على الباحث فهم بنية واجهة البحث في كل قاعدة من هذه القواعد، ومعرفة كيفية تضييق النتائج حسب التاريخ، أو التخصص، أو مكان النشر.
3- مهارة القدرة على تتبّع الاستشهادات:
أي استخدام خاصيتي Cited by وReferences لتعقّب المقالات ذات الصلة والوصول إلى مصادر قد لا تظهر في نتائج البحث المباشرة، فتتبع الاستشهادات يعد من الأساليب الذكية للكشف عن شبكة المصادر المرتبطة بموضوع معين، فمن خلالها يمكن معرفة من استشهد بها لاحقًا، مما يساهم في معرفة طرق تطور موضوع البحث الرئيس.
4- مهارة الاطلاع على أنواع مصادر متعددة:
يشمل ذلك: الكتب، المقالات المحكمة، الأطروحات، أوراق المؤتمرات، والتقارير الفنية — وليس الاعتماد على نوع واحد فقط، فعلى الباحث ألا يقتصر الاعتماد على المقالات العلمية فقط، بل يدمج بينها وبين الكتب والتقارير البحثية وأوراق المؤتمرات، والرسائل العلمية.
5- مهارة القدرة على استخدام المكتبات الرقمية والمؤسسية:
مثل المكتبات الجامعية، ومواقع النشر الأكاديمي، والمستودعات الرقمية، والاستفادة من الخدمات التي توفّرها المؤسسات البحثية. فغالبًا ما تمتلك هذه المؤسسات مكتبات رقمية ثرية بالمصادر وتتضمن اشتراكات في قواعد بيانات لا يمكن الوصول إليها عبر شبكة الإنترنت، ويجب على الباحث الاستفادة من خدمات المكتبة، بين الاستعارة الإلكترونية، أو الإرشاد.
6- مهارة تحليل المرجع واستخلاص القيمة:
ليس كل مصدر مفيد، لذا يجب على الباحث أن يطوّر مهارة قراءة سريعة نقدية لتحديد مدى أهمية المرجع وصلاحيته لخدمة البحث، وأن يقيم المرجع جيدًا ويتأكد من موثوقية المؤلف وجهة النشر وحداثة المرجع. وتجنب الاستشهاد من المواقع غير الأكاديمية.