أصحاب السبت لم يُعرفوا بالفسق الظاهر منذ البداية، بل كانوا أمةً من أهل الكتاب، أمةً لها عهد مع الله. غير أن الانحراف بدأ تدريجياً عندما زيّن لهم الشيطان المعاصي، حتى استحلوا ما حرّم الله بألاعيب التأويل والتحايل. فأصبح صيدهم للسمك يوم السبت معصية مغلّفة بلباس الحيلة والخداع.
واليوم، تأمل كيف أصبحت أمة الإسلام تلبس الحق بالباطل! كيف جُعل الدين وسيلة لتبرير الظلم، وكيف أصبح التلاعب بالأحكام الشرعية تجارة رابحة في بعض الأوساط. فكم من شعوب تُقمع باسم "المصلحة"، وكم من أحكام تُفرّغ من مضمونها باسم "التيسير"، وكم من قيم إسلامية أُهملت بدعوى "مواكبة العصر".